قصة القرد جيجي آكل الموز

اقرأ في هذا المقال


يجب على الشخص أن يكون معتدلاً بكل شيء وحتّى بالطعام، سنحكي في قصة اليوم عن قرد كان يأكل الموز بنهم شديد، ولم يستمع لنصائح غيره، فعاقبه صاحب الأرض بالحبس داخل قفص صغير في إحدى غابات الحيوان، ولكنّه عندما قرّر أن يسترجع رشاقته استطاع الهروب والعودة لأصدقائه.

قصة القرد جيجي آكل الموز

في إحدى الغابات كانت تعيش القردة بسعادة؛ حيث كانت تتأرجح على أغصان الأشجار وتقفز وتلعب وتصفّق، هذه القردة تتشابه مع الإنسان بالأيدي والأرجل الطويلة؛ حيث تصنع منهم مراجيح بين غصون الأشجار، ومن أكثر ما يميّزها الشعر الكثيف الذي يغطّيها.

تمضي هذه القردة أغلب أوقاتها في اللعب والقفز طوال النهار، وعندما تغرب الشمس ويحل المساء تنتقل إلى مياه الأنهار لتستحم بها وتمرح مع بعضها البعض؛ حيث تتراشق بالمياه ولا أحد يزعجها، فهي حيوانات مسالمة مع الجميع مثل الزرافة والسلاحف والفيلة وغيرها من الحيوانات الأليفة.

أمّا الحيوانات المفترسة مثل النمور؛ فقد كانت القردة دائماً تهرب منها إلى قمم الجبال أو تتسلّق الأشجار، وبين شروق الشمس وغروبها تجلس تفلّي بعضها البعض من الحشرات أو القمل، وتظل تتثائب طوال اليوم، أمّا القردة الصغيرة فقد كانت تجلس على أكتاف القردة الكبيرة.

من أكثر ما تحب أكله القردة هو أنواع مختلفة من الخضار والفاكهة مثل: المانجو و الذرة او العنب والقشدة والجزر والبطاطا والإجاص وغيرها، ولكنّها كانت من أكثر ما تعشقه هو الموز، وفي مرّة من المرّات وعندما كانت هذه القردة تسير إلى النهر إذ اكتشفت غابة على المشارف مليئة بأشجار الموز الكثيفة، كانت كل شجرة يتدلّى منها ثمار موز كبيرة.

شعرت القردة بفرحة كبيرة بهذه الغابة التي وجدوها، وبدأوا يتعانقون من شدّة السعادة؛ حيث أنّهم أصبحوا لا حاجة لهم لبذل الجهد في البحث عن طعام؛ فهم يمتلكون الأكل المفضّل لديهم بكثرة، وسيمتلكون بذلك أوقات أطول يمضونها باللعب والنوم.

تغيّرت حياة القردة منذ وجدوا تلك الغابة، وصاروا يذهبون لها كل يوم ويستمتعون بأكل الموز اللذيذ الناضج، وكل منهم يعطي الآخر الموز؛ حيث الصغير يطعم الكبير، والطويل يساعد القصير وهكذا، وعندما يشعرون بالشبع يعودون لغابتهم ذات الأشجار العالية الشامخة ليقضوا أوقاتهم باللعب.

هنالك واحد من القردة واسمه جيجي، كان جيجي يعشق أكل الموز بكثرة؛ حيث عندما ينتهي الجميع من أكل الموز يبقى هو وستمر بأكله بنهم حبة تلو الأخرى، حتّى عند امتلاء بطنه لا يتوقّف، ويكاد يكسّر أسنانه من شدة حشوها بالموز الكبير الناضج.

عندما ينادونه أصدقائه كي يلعب معهم كان يرفض ذلك ويقول: لا أريد اللعب أنا أريد فقط أكل الموز، وعندما يناديه صديق آخر كي يلعب معهم لعبة الغميضة أو لعبة الأرجوحة يرفض كذلك بحجة أنّه مشغول بأكل الموز، فهو لذيذ وناضج، أصدقائه كانوا ينصحونه بالتوقّف عن الأكل ولكنّه لم يكن يأبه لكلامهم.

كان أيضاً من عادة القرد جيجي أن يأكل الموز ويقوم برمي القشور على الأرض، وفي مرّة من المرّات قال له أحد اصدقائه: يجب عليك أن لا ترمي قشر الموز هكذا؛ فعندما يأتي صاحب المزرعة سيغضب من ذلك، ولكنّه كان يرد: أنا لا أهتم لذلك؛ فعندما يأتي هذا الشخص سوف أهرب وأتسلّق الأشجار، وظل على حاله حتّى أصبح يبدو كالبرميل الممتلئ بالماء.

وفي مرّة من المرّات جاء القرد جيجي ليصعد على المراجيح ولكن بسبب ثقل وزنه انقطعت ووقع على الأرض، بدأ الجميع يضحكون ويسخرون منه، وبعد ذلك قرّرو أن يلعبوا لعبة السباق فذهب الجميع ما عدا القرد جيجي لم يكن قادراً على الحركة.

وفي يوم من الأيام لاحظت القردة حركة الحيوانات الغريبة، فبدأت السلاحف تهرب وباقي الحيوانات تركض وكأنّها تهرب من خطر ما؛ لذلك تسلّقت القردة الأشجار للابتعاد عن هذا الخطر، ما عدا القرد جيجي الذي كان عاجزاً عن الحركة، وعندما التفت الجميع ظهر الرجل صاحب المزرعة، وكان يبدو عليه الغضب وهو يبحث عن القرد الذي قام برمي قشور الموز على الأرض.

رأى الرجل القرد جيجي وهو جالساً وأدرك أنّه هو من قام بفعل ذلك، فقال له: سوف أعاقبك بالسجن مدى الحياة، فأنت من قام بأكل الموز كلّه، وعندما ذهب الرجل عاد ومعه رافعة أخذ بها القرد جيجي وذهب به إلى حديقة الحيوانات التي لم يكن طولها يزيد عن عدّة أمتار، صار الناس يأتون لمشاهدته ويقومون برمي أنواع مختلفة من الموز له.

فكّر القرد جيجي بطريقة حتّى يهرب بها من ذلك القفص ويعود لأصدقائه؛ فقرّر أن يتبع كلام أصدقائه وصار يأكل القليل من الطعام حتى عاد رشيقاً، وفي يوم من الأيام حاول هذا القرد أن يخرج من القفص؛ فقام بإخراج يده ورجله ثم خرج كاملاً وركض وعاد لأصدقائه في الغابة وقرّر أن لا يعود لفعله مرةً أخرى.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص اطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: