نبذة عن قصة القطة البيضاء الصغيرة:
تُعد قصة القطة البيضاء الصغيرة هي قصة أيرلنديّة، قامَ الكاتب إيدموند ليمي بتأليفها. وهذه المقالة عبارة عن تكملة للجزء الأول من القصة.
ملخص أحداث قصة القطة البيضاء الصغيرة:
بعد أنْ تناول الأمير الفاكهة التي كانت على الأشجار ونسي الأميرة إيلين، عيناه كانت موجهة نحو الأميرة كاثلين التي بدت أجمل من الزهرة. كان الأمير يعتقد أنه لم ير أبدًا أي شخص جميل جدًا؛ وذلك لأنه نسي كل شيء عن إيلين المسكينة التي تتشوق في سجن قلعتها في الوادي الوحيد. وعندما رحب الملك والملكة بالأمير، أقامَ وليمة عظيمة وجلس عليها جميع أمراء وسيدات البلاط الملكي، وجلس الأمير بين الملكة والأميرة كاثلين.
عند انتهاء الوليمة أمرت الملكة أنْ تكون القاعة جاهزة للرقص، وبعد ذلك وقع الأمير بحب الأميرة كاثلين. وخلال هذا الوقت، كانت إيلين المسكينة في قلعة العملاق تحسب الساعات وكان الأقزام يلفون الكرات وقاموا بصنع كرة ونصف. وأخيرًا، طلب الأمير من الملك والملكة زواج ابنتهما وكانوا سعداء للغاية وتمّ تحديد يوم الزفاف. ولكن في المساء الذي يسبق اليوم الذي كان من المقرر أنْ يحدث فيه الزفاف، كان الأمير في غرفته يستعد للرقص وعندها شعر بشيء يفرك ساقه فنظر إلى الأسفل ورأى القطة الصغيرة البيضاء.
تذكر الأمير كل شيء عند رؤية القطة، وكان حزينًا وآسفًا عندما فكر في إيلين التي كانت تراقب وتنتظر وتعد الأيام حتى يعود الأمير لإنقاذها، ولكنه كان مغرمًا جدًا بالأميرة كاثلين ولذا لم يكن يعرف ماذا يفعل. قالت القطة: لا يمكنك فعل أي شيء ليلاً؛ لأنه يعرف ما كان يفكر فيه الأمير، ولكن عندما يأتي الصباح انزل إلى البحر ولا تنظر إلى اليمين أو اليسار ولا تدع أي شيء حي يلمسك؛ لأنك إذا فعلت فلن تغادر الجزيرة أبدًا.
وأكملت القطة: أسقط الكرة الثانية في الماء كما فعلت في المرة الأولى وعندها ادخل إلى القارب، ومن ثم يمكنك أنْ تقرر ما من تحب أكثر الأميرة كاثلين أم الأميرة إيلين وبعدها ستقرر البقاء أم العودة. لم ينم الأمير في تلك الليلة، وعندما رأى نور الشمس ركض خارج القصر ووصل إلى البحر ورمى الكرة فظهر القارب وصعد على متنه. عندما عَلِم من في القصر ذهاب الأمير أخذوا أسرع طريق تؤدي إلى البحر فنادت الأميرة عليه وكاد أنْ ينظر، ولكنه أسرع بالصعود إلى القارب وعندما غض بصره عن الأميرة أعاد النظر إليها، وعندما فعل ذلك لم ير الملك أو الملكة أو الأميرة، ولكن رأى فقط أفاعي خضراء كبيرة ذات العيون والألسنة الحمراء التي كانت تطلق النار والسم.
وبعد أنْ هرب الأمير من الجزيرة المسحورة أبحر بعيدًا لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، وكل ليلة كان يأمل أنْ يظهر له صباح اليوم التالي ويرى الجزيرة التي كان يبحث عنها. كان مُغمى عليه من الجوع وبدأ يشعر باليأس وعندما رأى في صباح اليوم الرابع من بعيد جزيرة كانت تلمع مثل النار اقتراب منها ورأى أنَّها مغطاة بالأشجار ومليئة بالتوت الأحمر الزاهي الذي بالكاد يمكن رؤية ورقة شجره. وسرعان ما أصبح القارب داخل قالب حجري للجزيرة وبدأ بالإبحار حتى أصبح تحت الأغصان المنحنية.
كانت رائحة التوت حلوة جدًا لدرجة أنَّها زادت من جوع الأمير وكان يتشوق لقطفها، ولكنه تذكر ما حدث له في الجزيرة المسحورة وكان يخشى أنْ يلمسهم. لكن القارب استمر بالإبحار مستديرًا وفي النهاية هبت ريح عظيمة من البحر وهزت الأغصان وسقطت حبات التوت الحلو اللامع في القارب حتى امتلأ بها وسقطت على يدي الأمير وأخذ بعضها لينظر إليها وعندما تذوق طعمها الحلو أكل الكثير منها، وبطبيعة الحال نسي كل شيء عن الأميرة إيلين.
صعد إلى الجزيرة وبعد أنْ أكل ما يكفي من التوت انطلق ليرى ما قد يكون أمامه ولم يمض وقت طويل حتى سمع صوتًا عظيمًا وعندها عَرف بأنَّه مائة من العمالقة كانوا يركضون وراءه، فلما رأوا الأمير استداروا نحوه فأمسكه أحدهم بيده حتى يراه الجميع. كاد الأمير أنْ يموت بسبب الضغط الشديد، وبعدها وضع هذا العملاق الأمير على الأرض مرة أخرى، سأل العملاق: من أنت أيها الرجل الصغير؟ أجاب الأمير: أنا أمير. وبعد أنْ أمعن العملاق النظر بالأمير سأله: ما الذي تُجيد صنعه أيها الأمير؟ كان الأمير في حيرة من أمره، فلم يسأله أحد هذا السؤال من قبل.
ظهرت عملاقة عجوز بعين واحدة في جبهتها وأخرى في ذقنها وقالت: أعرف ما هو صالحه، إنَّه جيد بالأكل. وعندما سمع العمالقة هذا ضحكوا بصوت عالٍ لدرجة أنَّ الأمير كان خائفًا لدرجة الموت. كان العمالقة ينون تقديم الأمير بعد أنْ يطهوه كوجبة إلى الملك. أخذت العملاقة معها الأمير إلى المنزل وأطعمته السكر والتوابل؛ حتى يكون لقمة حلوة لملك العمالقة عند عودته إلى الجزيرة. الأمير المسكين لم يأكل شيئًا في البداية، لكن العملاقة أوقفته فوق النار حتى احترقت قدميه، ثم قال لنفسه: أنْ أوافق على الأكل أفضل من أنْ أحترق حياً.
وبالعودة إلى الأميرة، كانت حزينة للغاية فالأقزام قد أنهوا صنع الكرة الثانية وبدأوا بصناعة الكرة الثالثة. كان الأمير يفكر بالحالة التي عليها الأميرة فمهما كبر حزنه لن يكون حزينًا أكثر من الأميرة. جلس الأمير في الزاوية يفكر في طريقة للهروب حتى سمع صوتًا بالقرب منه فظهرت أمامه القطة البيضاء الصغيرة قالت القطة: لا يجب أنْ آتي إليك لقد جئت من أجل الأميرة إيلين، ولكن بالطبع لقد نسيت كل شيء عنها.
احمر الأمير خجلًا عندما سمع اسم الأميرة وقالت القطة: بالطبع يجي أنْ تخجل لفعلتك، ولكن استمع إلي الآن وتذكر إذا لم تلتزم بإرشاداتي هذه المرة فلن تراني مرة أخرى ولن تضع عينيك على الأميرة إيلين. عندما تعود العملاقة العجوز أخبرها أنَّك ترغب أنْ تنزل إلى البحر لتنظر إليه للمرة الأخيرة في الصباح الباكر. وعندما تصل إلى البحر ستعرف ماذا تفعل. أتت العملاقة وعندما دخلت قالت: هل هناك أي شيء تتمناه؟ قال: أود أنْ أنزل إلى البحر لأنظر إليه للمرة الأخيرة. قالت العملاقة: يمكنك فعل ذلك إذا استيقظت مبكرًا.
ذهب الأمير في الصباح الباكر إلى البحر ورمى الكرة الثالثة وسرعان ما رأى القارب الصغير يقترب منه، فألقى بنفسه فيه وذهب به بعيدًا. مر النهار وحل الليل وخلال إبحاره رأى قصرًا أبيضًا كالثلج. وعندما اقترب من الباب الرئيسي فُتح له ودخل إلى عدة غرف دون أنْ يلتقي بأحد، ولكن عندما وصل إلى القاعة الرئيسية وجد نفسه في غرفة دائرية كان فيها ألف عمود وكل واحد مصنوع من الرخام وعلى كل عمود تجلس قطة بيضاء بعيون سوداء ما عدا العمود الذي كان في وسط الغرفة. كانت القطة البيضاء الصغيرة هي من تجلس على العمود الذي في المنتصف.
قفزت القطة البيضاء الصغيرة وقالت: ألا تعرفني؟ فرد الأمير: نعم أعرف من أنت. أكملت القطة: هذا هو قصر القطة البيضاء الصغيرة وأنا ملكة القطط. من المؤكد أنَّك جائع، لنقيم حفلاً. وعندما انتهى الحفل طلبت ملكة القطط السيف الذي سيقتل به الأمير العملاق ترينكوس، والمائة كعكة لكلاب الحراسة. أحضرت القطط السيف والكعك ووضعتهما أمام الملكة وقالت: خذ هذه ليس لديك وقت لتخسره، غدًا سوف يلف الأقزام الكرة الأخيرة وسيطالب العملاق بالأميرة أنْ تكن عروسه، لذلك يجب أنْ تذهب بسرعة وقبل أنْ تذهب خذ هذا مني إلى أميرتك الصغيرة. وأعطته القطة دبوساً للزينة مصنوعاً من الذهب جميلًا للغاية.
وصل الأمير إلى قلعة العملاق وعندما رأته كلاب الحراسة نبحوا بشراسة، فرمى الأمير الكعك عليهم وعندما ابتلعوه سقطوا ميتين. عندها سمع العملاق صوت من الخارج وقال: من يأتي ليتحداني في يوم زفافي؟ وبدأ العراك بين الأمير والعملاق، أخذ الأمير السيف وغرزه بقلب العملاق وسقط إلى جانب كلابه ميتًا. أخذ الأمير الأميرة إلى قصر النهر الفضي وأقاموا حفل زفافهم فيه وارتدت في يومها هذا البروش الذي أحضره لها الأمير من أقصى البحار.