قصة القطة والرجل

اقرأ في هذا المقال


خلق الله الحيوانات بغريزة تختلف تماماً عن غريزة الإنسان؛ فغريزة الحيوانات هي الهجوم والافتراس، أما غريزة الإنسان فهي العطف والرحمة والرفق بالحيوانات وحب مساعدة الآخرين، هذا ما فعله الرجل الذي شاهد قطّاً عالقاً في مأزق، وعلى الرغم من أن القط قام بإيذاء الرجل، إلّا أنّ غريزة الإنسانية في هذا الرجل دفعته لمساعدة القط حتى النهاية.

قصة القطة والرجل

كان هنالك رجل يسكن في إحدى القرى الصغيرة التي كانت تمتلئ بالحيوانات الأليفة، وفي يوم من الأيام بينما كان الرجل يسير في طريقه؛ إذ سمع صوت مواء قط وكأنّه كان يستنجد ويستغيث من خطر يصيبه، عندما تبع الرجل هذا الصوت وجد قط عالق فوق أحد أغصان الشجرة ويرد النزول ولكنّه لا يستطيع ذلك.

كانت الشجرة عالية جدّاً؛ لذلك كان القط خائفاً من النزول منها، أو أنّه ربمّا قد كان رأى ثعباناً أو شيء ما قد جعله يتجمّد في مكانه، شعر الرجل بالحزن لأجل هذا القط وقرّر أن يقترب منه ويساعده في النزول من أعلى الشجرة.

عندما اقترب الرجل من القط صار يصدر مواءً بصوت عالي وبدأ أيضاً بمهاجمة الرجل وخرمشة يديه، صرخ الرجل من الألم وطلب من القط أن يتركه، ولكن القط استمرّ في خرمشة يدين هذا الرجل الذي يريد مساعدته، وكان مصرّاً على عدم تركه.

وبينما كان الرجل كذلك إذ مرّ أحد الأشخاص، وعندما رآه بهذا الشكل قال له: فقط اترك القط وشأنه وهو سوف يستطيع النزول من الشجرة بعد حين، ولكنّ الرجل ظلّ مصرّاً على مساعدة القط، على الرغم من الألم الذي تعرّض له منه.

واستطاع الرجل بنهاية الأمر أن يساعد القط في النزول من الشجرة، ومضى القط دون أن يفعل أي شيء، في ذلك الوقت اقترب الشخص الذي كان قد نصح الرجل بترك القط وسأله عن سبب إصراره بمساعدة القط، بينما كانت يديه تنزف من الدماء.

نظر له الرجل وقال له: هذا حيوان وغريزته هي الهجوم ضد أي شخص غريب، ولكن أنا إنسان وخلقني الله بغريزة الرحمة والعطف على الآخرين، ولا يمكنني أن أحاسب الحيوانات على غريزتها عندما تكون بحاجة مساعدتي.


شارك المقالة: