في الكثير من الأحيان يعامل الآباء أطفالهم بطريقة خاطئة؛ فعندما يخبر الأطفال آبائهم بشيء لا يصدقّونه ولا يعلمون أن هذا الطفل الصغير قد يمتلك في جعبته الكثير، سنحكي في قصة اليوم عن فتاة رأت قطاً راقصاً؛ قام بتهديدها بعدم إفشاء سرّه وإلا ستموت، وعندما أخبرت والدتها بذلك لم تصدّق ابنتها وفي ظنها أنّها قد تتخيّل ما رأت، ولكنّها عندما رأت في اليوم التالي ما حدث لابنتها ندمت ندماً شديداً على عدم تصديقها.
قصة رقصة القط:
كان هنالك عائلة مكوّنة من أم وأب وابنة صغيرة، كان الأب يعمل في إحدى القصور، وفي يوم من الأيام نزلت الأم للسوق لإحضار بعض المشتريات، وبقيت الفتاة الصغيرة في المنزل لوحدها هي والقط، وكانت الفتاة تحب الخياطة فجلست لتخيط بعض الملابس، كان القط يجلس متكوراً بجانب المدفأة مستمتعاً بالدفء والهدوء.
جلس القط بجانب المدفأة لوقت طويل، وعندما استيقظ فجأة وجد أنّ الفتاة لوحدها في المنزل، والأب والأم خارجاً؛ فانتفض من مكانه فجأة وبدأ يتكلّم مع الفتاة الصغيرة وقال لها: أنا أعلم أنكِ في المنزل لوحدك، ولا بد أنكِ تشعرين بالملل، تعجبّت الفتاة ممّا رأت؛ فكيف لقط أن يتكلّم! وقالت: كيف لك أن تتكلّم؟ فرد عليها: أنا أستطيع التكلّم والرقص أيضاً، ما رأيكِ أن أؤدّي لكِ رقصة مسليّة لحين عودة أمّك للمنزل؟ نظرت الفتاة له وكانت لا تزال في صدمتها وقالت: هيا أرني ماذا ستفعل.
ركض القط نحو الدولاب، وكانت الأم تحتفظ بشال ملوّن، سرعان ما أخذه وقام بلفّه حول جسمه ولبس برجله الحذاء ذو الكعب العالي وبدأ يرقص ويغني ويقول: مياو مياو، لا لا لا، وبدأ يهّز بجسمه ويرفع قدميه الخلفيتين تارة، ويرفع قدميه الأماميتين تارة أخرى.
كان منظر هذا القط مضحكاً وغريباً في نفس الآن؛ فكيف لقط أن يهز بجسمه ويرقص؟ بعد قليل قال للفتاة الصغيرة: ما رأيكِ بما أفعله لكِ؟ بقيت الفتاة تنظر له وسط دهشة كبيرة في صمت عاجزةً عن الكلام، فقال لها: حسناً أنا لدي أيضاً بعض الحركات الأخرى، قالت له: وماذا تريد أن تفعل أيضاً؟ قال لها: فقط أنظري.
أسرع القط وأخذ العكازة واتكأ عليها وبدأ يرقص ويقول: مياو مياو، لا لا لا، لا تقولوا أنا قط وحسب، مياو مياو، فجأةً توقّف القط عن الرقص ونظر للفتاة وقال لها: أتمنّى أنّكِ استمعتِ بالرقص الذي أديته لكِ، ولكن أريد تحذيرك يجب عليكِ أن لا تخبرين أحداً بما رأيتِ وإلّا سوف تفقدين حياتك، وأخذ الشال وقام بلفّه وأعاده إلى الدولاب وعاد إلى مكانه.
نام القط بجانب المدفأة وكأن شيئاً لم يكن، وعندما عاد الأب والأم للمنزل وجدوا أن ابنتهم يظهر عليها بعض العلامات التي توحي بأنّها غير طبيعية؛ فهي لا زالت في دهشة ممّا رأت، سألتها أمّها: ما بكِ يا ابنتي تبدين بحالة غير طبيعية، هل حدث لكِ أي مكروه؟ ثم نظر لها الأب وقال: ماذا بكِ يا ابنتي فلونك غير طبيعي، لماذا يبدو وجهكِ أصفراً هكذا؟
بقيت الفتاة صامته على الرغم من أسئلة والديها المتكرّرة، ولكن بقيت الأم في قلق على ابنتها فلم تكف عن تكرار أسئلتها واستفساراتها عمّا حدث لابنتها، وهي تصمّم على أن تبقى صامتة ولا ترد بأي كلمة، شعرت الأم بالغضب الشديد وأصرّت على معرفة السبب فقالت لابنتها: هيا يا ابنتي عليكِ إخباري بما حدث يجب أن لا تبقي صامتة هكذا لا تخافي أخبريني.
قرّرت الفتاة الصغيرة أخيراً إفشاء السر فنطقت وقالت: يا أمي عندما خرجتِ من المنزل وبينما كنت أخيط بعض الملابس قام هذا القط وأخذ قطعة من القماش المرقّط وقام بلفّها على جسمه وبدأ بالرقص يميناً وشمالاً، وعندما أكمل عاد بلفّها وأعادها إلى الدولاب، بدا على الفتاة الصغيرة علامات الخوف فسألتها أمّها: ولماذا أنتِ خائفة هكذا؟ قالت لها: بعد أن رقص هذا القط مرتين أخبرني أن لا أفشي سرّه وإلّا سأفقد حياتي.
شعر الأب والأم بالغضب لما سمعا وقرّرا التخلّص من هذا القط الذي سبّب لابنتهما هذا الخوف، قالت الأم: سوف أقوم برمي هذا القط اللعين وراء الجبل، شعرت الأم أن ابنتها الصغيرة قد تخاف من القط، وأنّها تتخيّل حدوث هذه الأشياء بسبب الخوف، وفي صباح اليوم التالي جاءت الأم لرمي القط وراء الجبل كما هدّدت ولكنّها تفاجأت.
عندما بحثت عن القط لم تجده في أي مكان، وعندما أسرعت لغرفة ابنتها اندهشت بما رأت؛ فقد رأت أن ابنتها في سريرها قد ماتت، وليس فحسب بل إن رأسها قد تم اقتلاعه من جسدها، شعرت الأم بالذعر الشديد وندمت أنّها لم تصدق كلام ابنتها.