هنالك بعض الأشخاص الذي يكمن بداخلهم شر كبير، ولكنّه لا يبدو في وجوههم أو لا يُعرف من كلامهم، هذا ما حدث مع القط الشرير الذي كان يريد قتل الديك، فبدأ يوجّه له الاتهامّات، ولكن الديك لم يكن يعلم بهذا الشر الذي بداخله؛ فصار يدافع عن نفسه بكلام مقنع، ولأن نية القط كانت شريرة وينوي قتله، هاجمه واستطاع قتله في نهاية الأمر.
قصة القط الشرير
في إحدى المزارع يعيش الديك والقط، كان هذا القط شديد الحقد لذلك الديك، ودائماً يفكّر بقتله، ولكن كان يقول في نفسه: لا يجب علي أن أقتل الديك من دون سبب، وإلّا سوف يقولون عنّي القط الشرس والقاتل، لا بد لي أن أجد بعض الأسباب التي تبرر قتلي لهذا الديك.
وفي يوم من الأيام جاء القط إلى الديك وقال له: يا أيّها الديك أنت كثير الصياح وصوتك عالي، وأنا أشعر بالانزعاج الكبير منك، وأنت لا تزعجني أنا فقط، بل توقظ بصياحك هذا النائمين من نومهم، وتسبّب لهم القلق دائماً، تفاجأ الديك بكلام القطة ولكنّه كان يريد الدفاع عن نفسه فقال: ولكن أنا لا أقوم بفعل شيء يؤذيهم، بل أنا أساعد الجميع لكي يستيقظوا باكراً ويقومون بتأدية المهام التي يجب عليهم القيام بها.
شعر القط أنّه يريد الاستمرار باتهّام الديك بالتهم السيئة؛ فنظر له وقال: أنت أيضاً تتزوّج كثيراً، بينما نحن نكتفي بزوجة واحدة، وهذا الأمر سيء ولا يجوز لك فعل ذلك، أنا أشعر بأنّك وجودك بيننا هنا ليس مرغوباً به، استمرّ الديك بالدفاع عن نفسه قائلاً: ولكن هذا الأمر يجب أن يحصل كي يزداد عددنا، والزوجات يقبلن بذلك، وأنا لا أرى بأنّه فعل سيء كما تقول أيّها القط.
شعر القط بأنّ اتهامّاته لهذا الديك لم تصلح لأن تكون سبباً في قتله ومحاولاته جميعها قد باءت بالفشل، فهو في كل مرّة يدافع عن نفسه بكلام مقنع، لذلك لم يكن أمام هذا القط إلّا أن يهجم الديك فوراً ويقول له: أنت كلامك خاطئ ولم أقتنع به أبداً، واستطاع أن يقتله بنهاية الأمر.
