قصة الكبرياء قبل السقوط أو (Pride goeth before a fall) تمّ تحريرها من قبل جوزيف جاكوبس، ويحتوي الكتاب على 29 حكاية شعبية هندية، نُشرت عام 1910، نشرها أبناء جي بي بوتنام.
الشخصيات:
- التجار.
- اللصوص.
- التاجر الذكي.
قصة الكبرياء قبل السقوط:
كان يعيش في قرية ما عشرة تجار قماش كانوا دائمًا يتجولون معًا وفي يوم من الأيام سافروا إلى أماكن بعيدة، وكانوا عائدين إلى ديارهم بكمية كبيرة من المال حصلوا عليها ببيع بضاعتهم، وفي تلك الأثناء تصادف وجودهم غابة كثيفة بالقرب من قريتهم، وقد وصلوا إليها في الصباح الباكر، كان يعيش فيها ثلاثة لصوص ذات سمعة سيئة لم يسمع التجار عن وجودهم من قبل.
وبينما كانوا لا يزالون في وسطها وقف اللصوص أمامهم، حاملين سيوفًا وعصيًا في أيديهم، وأمروهم بإلقاء كل ما لديهم، لم يكن التجار معهم أسلحة ليدافعوا عن أنفسهم، وعلى الرغم من عددهم الكبير، لم يكن هناك مفر وكان عليهم أن يستسلموا ويسلموا أنفسهم للصوص الذين أخذوا كل شيء منهم حتّى الملابس التي كانوا يرتدونها، وأعطوا كل منهم قطعة قماش صغيرة، بعرض شبر وطول ذراع ليغطوا أنفسهم بها.
كان فكرة أنّهم استولوا على عشرة رجال ونهبوا كل ممتلكاتهم، استحوذت الآن على عقول اللصوص، وجعلتهم يشعرون بالكبرياء وجلسوا مثل ثلاثة ملوك أمام الرجال الذين سلبوهم، وأمروهم بالرقص لهم قبل العودة إلى ديارهم، حزن التجار الآن على مصيرهم، لقد فقدوا كل ما لديهم باستثناء ثيابهم، وما زال اللصوص غير راضين بل وأمروهم بالرقص ليشعروهم بالذل والإهانة.
كان هناك من بين العشرة تجار شخص ذكي للغاية، لقد فكر في الكارثة التي حلّت به وعلى أصدقائه، والرقصة التي يجب أن يؤدوها، والطريقة الرائعة التي جلس بها اللصوص الثلاثة على العشب، في الوقت نفسه، لاحظ أنّ هؤلاء قد وضعوا أسلحتهم على الأرض، تأكيدًا على أنّهم قد انتصروا وقاموا بإخضاع التجار الذين بدأوا الآن في الرقص، لذلك أخذ ذلك التاجر الذكي زمام المبادرة في الرقص، وبدأ يغني الأغنية التي يغنيها القائد دائمًا في مثل هذه المناسبات.
ويقضي الباقون وقتهم وهم مقيدين باليدين والأقدام، وهكذا بدأ في الغناء وترديد بعض هذه الكلمات: نحن رجال عشرة، وهم ثلاثة رجال، إذا كان كل رجل فينا قام بإحاطة ثلاثة رجال منهم، ويبقى رجل واحد فقط سيتكفل بإنهاء المهمة، وبقي التاجر الذكي يردد هذه الكلمات بالنظر لأصدقائه التجّار الآخرين، كان اللصوص جميعهم غير متعلمين، واعتقدوا أنّ القائد كان يغني أغنية عادية.
لذلك كانوا يجلسون بهدوء واسترخاء، بينما كان القائد قد بدأ من جديد وغنّى الأغنية مرتين، وعلى الفور بدأ هو ورفاقه في الاقتراب من اللصوص لقد فهم أصدقائه التجار على الفور معناها، لأنّهم تدربوا أثناء عملهم بالتجارة على التكلم بالألغاز، حيث كان عندما يناقش اثنان من المتداولين سعر إحدى السلع بحضور المشتري، فإنّهما يستخدمان نوعًا من اللغة الغامضة، مثلاً عندما يسأل أحدهم تاجر معين: ما هو ثمن هذا القماش؟ يجيب آخر: بدون روبيات، بمعنى عشرة روبيات.
وبالتالي، لا يمكن للمشتري معرفة المقصود إلا إذا كان على دراية بلغة التجارة، ووفقًا لقواعد هذه اللغة السرية التي استخدمها التاجر، فإنّها تعني أنهم عشرة رجال مقابل ثلاثة لصوص، لذلك قصد القائد من خلال أغنيته أن يلمح لزملائه التجار بأنّهم عشرة رجال، وأنّ اللصوص ثلاثة فقط، وأنّه إذا انقض ثلاثة منهم على كل لص من اللصوص، يمكن لتسعة منهم الإمساك بهم، بينما يقوم الآخر بتقييد اللصوص بالأيادي والأرجل.
في تلك الأثناء كان اللصوص الثلاثة الذين يتفاخرون في انتصارهم، ولكنّهم لم يتمكنوا من فهم معنى الأغنية ولا فهم نوايا الراقصين، كانوا جالسين بفخر وهم يمضغون التبغ ويضحكون ويتباهون بنصرهم، وفي هذه الأثناء تمّ غناء الأغنية للمرة الثالثة، وما إن أنهى الرجل كلمات أغنيته للمرة الرابعة، وفي إشارة منه لزملائه، انقسم التجار إلى مجموعات كل مجموعة مكونة من ثلاثة تجار.
وانقض كل طرف على لص، والباقي تولى أمرهم القائد نفسه حيث مزّق قطعة قماش كبيرة طولها ست أذرع إلى شرائط ضيقة طويلة، وربط أيدي وأقدام اللصوص، ولقد تم تقييد جميع اللصوص تمامًا الآن، وتدحرجوا على الأرض مثل ثلاثة أكياس من الأرز! واستعاد التجار العشرة الآن كل ممتلكاتهم وسلّحوا أنفسهم بسيوف وهراوات أعدائهم.
وعاد جميع التجار فخورين بنصرهم، وعندما وصلوا إلى قريتهم، كانوا كثيرًا ما يسلون أصدقاءهم وأقاربهم من خلال سرد مغامرتهم، وحديثهم عن تغلبهم على اللصوص ليثبتوا بمغامرتهم أنّ الذكاء والحكمة، والتفكير والتخطيط يفوق القوة مهما كانت كبيرة.