يجب علينا تعليم أطفالنا عدم الثقة بالغرباء، فهنالك بعض الأشخاص يستغلّون حاجة الآخرين لهم، هذا ما حدث مع الكلب المسن الذي استغلّ حاجته وتشرّده ذئب مفترس، ولكن الكلب استطاع بمساعدة أصدقائه التخلّص من مكره، وشعر بالندم لأنّه وثق بالذئب الماكر.
قصة الكلب العجوز والذئب
في أحد المنازل عاش الكلب الوفي لصاحبه لفترة طويلة، كان يقوم بكل مهام الحراسة ويحمي المنزل من اللصوص، ويحمي الأغنام من الذئاب المفترسة، ويحرس المزرعة من أي متطفّل، ولكن بعد مدّة كبر هذا الكلب بالسن وصار غير قادر على الحركة بشكل كثير، وبدلاً من ذلك فإنّه يقضي معظم يومه بالنوم والراحة فقط.
شعر صاحب المنزل أنّه لا حاجة له بهذا الكلب المسن، وقرّر أن يتخلّص منه ومن عناء الاحتفاظ به ومن تكاليف طعامه وشرابه، علم الكلب بذلك بطريقة ما؛ لذلك قرّر أن يغادر المنزل من نفسه، فذهب إلى إحدى الغابات المجاورة ليقضي له ما تبقّى من عمره، لاحظ وجوده الغريب في تلك الغابة إحدى الذئاب؛ فقرّر أن يقترب منه ويسأله عن سبب عيشه في الغابة.
أخبره الكلب بقصّته الحزينة، فأظهر له هذا الذئب الماكر أنّه متعاطف لوضعه ومشفق عليه، وأخبره بأنّه سوف يساعده بالعودة للعيش في هذا المنزل، وقال له: أظنّ أن عيشك هنا في الغابة غير مناسب لك، أخبر الذئب الكلب بحيلة لكي يجعله يعود للعيش في المزرعة؛ فذهب إلى منزل صاحب المزرعة ليلاً وقام باختطاف الرضيع ثم أعطاه للكلب بحجّة أن الكلب أنقذه من الذئب.
وبالفعل عندما علم صاحب المنزل بذلك قرّر أن يعيد الكلب للمنزل، ولكن الذئب الشرير كان يريد شيء مقابل ذلك؛ فقال للكلب: ما رأيك أن تردّ لي المعروف؟ قال له الكلب: بالطبع ولكن أخبرني كيف! قال له الذئب: سوف آتي كل يوم إلى هنا وتعطيني واحدة من الأغنام لأكلها، تعجّب الكلب من طلب الذئب الماكر، وعلم أنّه ساعده لهدف شرير.
قرّر الكلب الاستعانة بأصدقائه الديك والأرنب، وتظاهر بأنّ موافق على كلام الذئب، وعندما جاء الذئب ليلاً صعد الأرنب فوق الديك، وفي الظلام تظاهرا بأنّهما وحش مخيف، في ذلك الوقت ركض الذئب خائفاً وقرّر أن لا يعود لهذا المكان مرّةً أخرى.