قصة الكنز والعجوز

اقرأ في هذا المقال


الكثير من الناس يمتلكون كنوزاً خفية وحقيقية؛ ولكنّهم يجهلون أمرها ويعتقدون أن الكنز الحقيقي هو المال فقط، ولكن في حقيقة الأمر أنّ الكنز الحقيقي للشخص هو النعم التي وهبها له الله، هذا ما حدث مع الشاب الذي ذهب إلى العجوز الذي كان يساعد المحتاجين، وطلب منه أن يساعده ويتصدّق عليه، ولكن العجوز ساعد هذا الشاب ودلّه على الكنز الحقيقي.

قصة الكنز والعجوز

كان هنالك عجوز كبير في السن، كان هذا العجوز طيب القلب ولديه الكثير من الخصال الحميدة، ومن أكثر صفاته الحميدة هي حبّه لمساعدة الفقراء والمحتاجين، وفي يوم من الأيام جاء ولد لهذا العجوز يشكي له الفقر، وطلب منه أن يتصدّق عليه ببعض المال، نظر العجوز لهذا الشاب نظرة استغراب وقال له: أنت الآن تطلب منّي الصدقة وتشكو من قلّة النعم، ولكنّني أرى أن الله قد أنعم عليك بالكثير.

تعجّب الشاب من قول العجوز فسأله: وما هي النعم التي تتحدّث عنها؟ قال له العجوز: أنت تملك أغلى النعم وهما الصحة والشباب، أنت لا زلت شابّاً وتتمتّع بصحّة جيدة، قال له الشاب: ولكن أنا ينقصني المال، فأنا فقير الحال، قال له العجوز: ولكنك تستطيع الحصول على  المال من خلال العمل الشريف.

تعجّب الشاب من قول العجوز وأكمل قائلاً: يا بني إن العمل عبادة كسائر العبادات، وهو كرامة للعبد ورفعة عن الحاجة، كذلك بالعمل تتقدّم بلادنا وتتطوّر، شعر الشاب أن هذا العجوز لا يريد مساعدته فقال له: ولكنّني سمعت بأنّك لا تردّ طلب المحتاجين والفقراء، أنا واحد من هؤلاء المحتاجين.

نظر العجوز للشاب وقال له: لا أنت لست واحداً منهم؛ فالمحتاجين هم الأشخاص غير القادرين على العمل كالمرضى والعاجزين عن الحركة؛ لذلك هم غير قادرين على العمل أبداً، شعر الشاب بالخجل من نفسه بعد حديث الرجل العجوز وامتلأت عينيه بالدموع وقال له: أرجوك يا سيدي دلّني على عمل أستطيع أن أكتسب به المال.

نظر العجوز للشاب وابتسم وقال له: حسناً أحضر لدي غداً وسوف أدلّك على الكنز الحقيقي الذي ستحصل عليه، وأنا أعدك بأنّ هذا الكنز سيجعلك من الأغنياء بإذن الله، غادر الشاب منزل العجوز وهو سعيد على أمل أنّه سيجد العمل الذي سوف يناسبه ويجعله من الأثرياء ولا يعود يحتاج للصدقة.

عندما جاء الصباح الباكر اتجه الشاب مسرعاً إلى منزل الرجل العجوز، وكان في استقباله البستنجي الذي يعمل لدى العجوز قال له: لقد أخبرني عنك سيدي، وأنا سوف أسلّمك العمل المناسب لك، ستعمل معي هنا في الحديقة وتقوم بالاعتناء بالأشجار والأزهار وتقليمهم، وافق الشاب على هذا العمل وفرح به، وبدأ عمله بهمّة نشاط.

عندما حلّ المساء وانتهى الشاب من عمله ذهب الشاب إلى العجوز صاحب الحديقة؛ فأعطاه قطعتين من النقود كأجر له، وطلب منه أن يحتفظ بواحدة في جيبه أمّا الأخرى طلب منه أن يضعها في صندوق خشبي، فعل الشاب ما طلبه منه العجوز، ولكنّه كان في حيرة من أمر القطعة التي يريد وضعها في الصندوق الخشبي.

مضى مدّة عام كامل على عمل هذا الشاب لدى الرجل العجوز في البستان، وكان كل مساء يأتي إلى إليه يأخذ منه قطعة من النقود، ويضع الأخرى في الصندوق الخشبي، وفي يوم من الأيام سأل الشاب هذا العجوز وقال له: أنا أعمل لديك يا سيدي منذ عام كامل، وأنت وعدتني بأنّني سأجد الكنز ولكنّني لم أعثر عليه حتى الآن، هل يمكنك أن توضّح لي الأمر؟ نظر له العجوز وابتسم وقال له: تعال عندي غداً وسوف أحضر الكنز لك.

وفي اليوم التالي وعندما أكمل الشاب عمله، اتجه لمنزل الرجل العجوز وانتظر حتّى يأتيه بالكنز الذي وعده به، عاد الرجل العجوز وكان يحمل بيديه الصندوق الخشبي، تفاجأ الشاب عندما فتح له العجوز الصندوق الخشبي؛ حيث وجد به الشاب نقوداً كثيرة، وكانت هي تلك النقود التي كان يضعها هو في الصندوق الخشبي منذ عام.

قال له العجوز: لقد كنت أطلب منك أن تضع النقود في الصندوق الخشبي حتى ادخر المال لأجلك، وها هو الكنز الذي وعدتك به، فرح هذا الشاب بالصندوق الخشبي المليء بالنقود وقال لسبده العجوز: أنت محقّ يا سيدي فالعمل هو الكنز الحقيقي.


شارك المقالة: