هذه القصة هي من القصص الشهيرة للكاتب ويليام شكسبير ويُطلق عليها اسم آخر وهو (كما تشاء)، وتحكي هذه القصة عن أحداث غريبة بين توأمين يفقد أحدهما الآخر ويواجهان في البحث عن بعضهما الكثير من المغامرات الغريبة والمفاجآت.
الليلة الثانية عشر:
كان هنالك أخ وأخت توأم يشبهان بعضهما البعض بشكل كبير، وكان اسمهما فيولا وسبستيان وكان الشبه الذي بينهما يجعل أي شخص لا يستطيع التفريق بينهما خصوصاً عندما يلبسون نفس الثياب، ولكن في يوم من الأيام كان هؤلاء التوأم مسافرين في إحدى السفن وغرقت بالقرب من سواحل إيللريا وغرق أغلب ركّابها إلّا عدد قليل ومن بينهم فيولا، بدأت تبحث عن شقيقها سبستيان ولم تجده وظنت أنّه مات.
وفجأةً رآها ربّان السفينة وسألها ما سبب حزنها فأخبرته، ولكن هذا الربّان أخبرها أن لا تحزن فقد رأى سبستيان يربط نفسه بشراع السفينة وأنه ألقى بنفسه على أحد الأمواج التي حملته في مكان ما، هدأ روع فيولا وبدأت تفكّر ماذا ستفعل، فأخبرها ربان السفينة أنّه يعرف الدوق حاكم ساحل إيللريا وأنّه يحب سيدة جميلة واسمها أوليفيا، واكن هذه السيدة مات أخوها وقرّرت أن تعيش طوال حياتها في الحداد عليه، وكانت ترفض مقابلة الرجال، ومن أجل ذلك كان هذا الدوق لا يسمع إلّا الأشعار المحزنة.
اقترحت فيولا في البداية أن يعرّفها على أوليفيا، ولكنّه أخبرها بأن هذا الأمر سيكون شبه مستحيل، فقرّرت التخفّي بمظهر رجل يدعى سيرازو وهو مساعد الدوق، فبدأت بالتقرّب منه واخبرها بكل أسراره باعتبار أنها المساعد، كان هذا الدوق يتكلّم طوال الوقت عن مدى حبّه لأوليفيا، ولكن فيولا وقعت في حب الدوق وكانت تحسد أوليفيا عن شدّة حب الدوق لها، ولأن سيرازو كان طليق اللسان فطلب منه الدوق أن يذهب لأوليفيا ويحاول إقناعها بمقابلة الدوق لأنّها كانت ترفض مقابلة الرجال.
عندما ذهبت فيولا وهي بشخصية سيرازو ورأته أوليفيا وقعت في حبّه، وكشفت عن وجهها ورفعت نقابها الأسود الذي كانت قد نذرت أن لا ترفعه طوال حياتها، احتارت فيولا فهي سيدة مثلها بالإضافة إلى حبّها الشديد للدوق ولكنه يحب أوليفيا، عندما علم الدوق بموافقة أوليفيا على مقابلة سيرازو أرسله مرة ثانية وشعر أن الأمل قد عاد بالزواج منها، ولكن في المرة الثانية اعترفت أوليفيا بالإعجاب، علم واحد من الفرسان بذلك وشعر أن سيرازو سيصبح منافساً للحاكم فطلبه للمبارزة.
خافت فيولا من حمل السيف؛ فهي ضعيفة ولا تتقن فن المبارزة، ولكنها عندما بدأت جاء رجل لا تعرفه ودافع عنها وأوقع الفارس، وطلب من فيولا أن تعطيه كيس نقوده، لم تفهم هي ما هو مراد هذا الفارس ولكنّها أعطته كيس النقود الذي كان معها فغضب، وفي تلك الأثناء جاءت الشرطة لتأخذ فيولا، وكان الرجل غاضباً من فيولا ويتهمّها بنكران الجميل.
ذهبت فيولا من ميدان المبارزة من شدة خوفها، ولكنها بعد قليل عادت وجاء نفس الفارس ليبارزها ولكنّها في هذه المرّة أوسعته ضرباً، وجاء رسول من منزل أوليفيا وطلب من فيولا وهي سيرازو الدخول، ولكن في هذه المرة لم تكن فيولا التي تعاركت مع الفارس ولكنّه كان سبستيان شقيقها، وهو نجا على يد الرجل نفسه الذي أنقذ فيولا، وأصبح صديقاً له وأعطاه كيس نقوده، ولكنّه ذهب وتأخّر على صديقه فذهب ليبحث عنه، وعندما وجد سيرازو ظن أنّه سبستيان، وجاءت الشرطة وقبضت عليه لأنّه مطلوب لسجن إيللريا.
عندما دخل سبستيان عرضت عليه أوليفيا الزواج مباشرةً، ولكنّه وافق على الرغم من عدم فهم حديثها ولكن لأن أوليفيا سيدة جميلة وذكية كذلك فأحضرت قس وتزوجته، في تلك الأثناء كان الحاكم في طريقه لمنزل أوليفيا برفقة سيرازو مساعده لمقابلة أوليفيا، وكان سبستيان قد ذهب لقضاء حاجة، فقابل الدوق صديق سبستيان الذي أنقذه وبدأ يشتكي له من سيرازو على أنّه سبستيان أنه كان معه لمدة ثلاثة أشهر ولكنّه أنكر هذا الجميل وكان قد أنقذه من الغرق في مرة، في تلك الأثناء اندهش الحاكم من مقولة هذا الرجل؛ وذلك لأن سيرازو ظل معه طوال هذه الأشهر الثلاثة، وفي هذه الأثناء أدرك أنّ أخيه سبستيان مازال حيّاً.
أراد الدوق معاقبة سيرازو ولكن أوليفا خرجت لتنقذ زوجها، غضب الدوق وأخبر سيرازو أنّه يريد قتله ولكنه أقرّ للدوق أنّه سيتحمّل أي شيء سيفعله به الدوق وسار خلف الموكب، صرخت أوليفيا خوفاً على زوجها وفي تلك اللحظة ظهر سبستيان وأخبر الجميع بحقيقة كل شيء، فقرّر الدوق الزواج من فيولا التي أخبرته بحبه لها، وبذلك تزوّج الأخوان التوأم بنفس اليوم، فيولا تزوجت من الدوق وسبستيان تزوج من أوليفيا.