النظافة من الإيمان، والحقيقة أن لا يمكن للشخص أن يحقّق أي شيء من دون نظافة وترتيب، هذا ما حدث مع المارد المتسّخ، الذي كان بسبب عدم ترتيبه ونظافته محبوس داخل المصباح لسنوات، حتّى جاءه أحد الصبيان المرتبّون والذين يهتمّون بالنظافة، وساعده على ترتيب مكانه، استطاع بعدها أن يحظى باحترام الناس.
قصة المارد المتسخ
في أحد الأزمان كان هنالك جني مارد يسكن أحد المصابيح المتّسخة، كان من عادة النّاس عندما ينظّفون مصابيحهم أن يقوموا بالمسح عليه ثم يظهر هذا المارد، ويسألهم عن أمانيهم الغالية ويقوم بتحقيقها، ولكن كانت طريقة تحقيق الأمنيات عن طريق سحابة غبار، وكانت تلك السحابة تظلّ موجودة بعد تحقيق الأمنيات وتتسبّب بالكثير من الأوساخ.
من شدّة الأوساخ التي كانت تخرج بسبب هذا الجنّي، توقّف النّاس عن مسح مصابيحهم حتّى لا تتسّخ منازلهم، وظلّ هذا المارد داخل المصباح لسنوات طويلة، شعر المارد بالحزن والكآبة بسبب وحدته، وكان دائماً يصرخ بسبب ذلك، وفي أحد المرّات جلس صبي صغير بجانب المصباح الذي يسكنه هذا المارد.
كان الصبي لوحده في المنزل ممّا جعله يتمكّن من سماع صوت أنين هذا المارد، وعندما سأله عن سبب صراخه قال له الجني: أنا هنا منذ سنوات وأشعر بوحدة بالغة، هل أتيت ودخلت المصباح وآنست وحدتي، وافق الصبي الصغير على طلب المارد، وشعر أنّه سيكون أمراً مسليّاً، وعندما دخل المصباح تخيّل أن شكل المارد سيكون بشعاً، لكنّه تفاجأ بأن شكله عاديّاً، ولكنّه يسكن بمكان غير مرتّب ونظيف.
كان المكان مليء بالغبار والمجوهرات وأشياء أخرى، بالإضافة لضيق المكان الذي كان يسبّب الغبار كلمّا حاول المارد أن يفعل شيئاً، ولكن الصبي قد تربّة على أهميّة النظافة فقال للمارد: لا بدّ لك أن تنظّف المكان، فقال له المارد: أنا ليس عندي وقت لترتيب المكان، فهو مليء بالأشياء ويجب علي تحقيق الأماني بسرعة كبيرة ولا أملك الوقت للترتيب او التنظيف.
قال له الصبي الصغير: مهما كانت مهمّتك صعبة، لا بدّ أن تحظى بالنظافة والترتيب، بدأ الصبي يعمل ويساعد المارد على تنظيف وترتيب المكان، وعلى الرغم من أن هذا الأمر استغرق منهم وقتاً طويلاً، إلّا أنّهم استطاعوا أن يحظوا بمكان نظيف.
بعد ذلك صار هذا المارد ذو مكانة وتقدير عند النّاس، إذ أنّه استطاع على تحقيق أمانيهم بسرعة كبيرة لأنّ أشيائه مرتبّة، ولم يعد يسبّب أي غبار بعد ذلك.
