قصة المرأة ذات الجلدين

اقرأ في هذا المقال


قصة المرأة ذات الجلدين أو (The Woman with Two Skin) قصة خيالية من كتاب الحكايات الشعبية الشرقية الذي يحتوي على 13 حكاية فولكلورية من الشرق، للمؤلف، تشارلز جون تيبيتس، نشرها عام 1889.

الشخصيات:

  • أدياها.
  • الملك.
  • الزوجة الغيورة.
  • ابن الملك.
  • الساحر الطيب.

قصة المرأة ذات الجلدين:

كان إيامبا الأول ملك كالابار ملكًا قويًا للغاية، حارب وغزا جميع البلدان المجاورة، وقتل جميع كبار السن من الرجال والنساء، لكن الرجال والفتيات الأصحاء الذين أمسكهم، أعادهم كعبيد وعملوا في المزارع حتى ماتوا، كان لهذا الملك مئتي زوجة، لكن لم تلد له أي منهنّ ابناً
قام رعاياه بعد رؤيتة أنه أصبح شيخًا، توسلوا إليه أن يتزوج إحدى بنات الرجل الملقب بالعنكبوت حيث كان لديهم دائمًا الكثير من الأطفال، لكن عندما رأى الملك ابنة العنكبوت لم تعجبه لأنّها كانت قبيحة، ولكن الناس أقنعوه في ذلك هو أنّ والدتها لديها الكثير من الأطفال في نفس الوقت، ومن أجل إرضاء شعبه تزوج الفتاة القبيحة، وضعها بين زوجاته الأخريات، لكنَّهنّ جميعًا اشتكينّ لأنّها كانت قبيحة جدًا، وقلن إنّها لا تستطيع العيش معهنّ.
لذلك بنى لها الملك منزلاً منفصلاً حيث كانت تُعطى الطعام والشراب مثل باقي الزوجات، وكان الجميع قد استهزأ بها بسبب قبحها، لكنّها لم تكن قبيحة حقًا كما اعتقدوا بل كانت جميلة حيث ولدت بجلدين، وعند ولادتها أُجبرت والدتها على عدم إزالة الجلد القبيح أبدًا، إلا وقت معين وهوأثناء الليل، وأنها يجب أن ترتديه مرة أخرى قبل الفجر، علمت بأمرها إحدى زوجات الملك التي كان يفضلها عن الجميع ويحبها أكثرمن كل نسائه، وكانت خائفة جدًا لئلا يكتشفها الملك ويحبها أكثر منها.
لذلك ذهبت إلى ساحر يدعى جو جو وقدمت له مئتي روبيه لعمل جرعة من شأنها أن تجعل الملك ينسى تمامًا أن ابنة العنكبوت كانت زوجته، وافق الرجل على القيام بذلك، بعد الكثير من المساومة على السعر بثلاثمائة وخمسين روبيه، وصنع بعض الدواء الذي خلطته الزوجة مع طعام الملك، و لعدة أشهر كان لهذا تأثير جعل الملك ينسى ابنة العنكبوت، وكان يمر بالقرب منها دون أن يتعرف عليها بأي شكل من الأشكال.
عندما انقضت أربعة أشهر ولم يكن الملك قد أرسل مرّة واحدة إلى أدياها ليراها، بدأت تتعب وعادت إلى والديها، ثم أخذها والدها العنكبوت، إلى ساحر آخر ولكنّه كان طيباً والذي سرعان ما اكتشف أن زوجة الملك هي التي صنعت سحر للملك حتى يفعل ذلك، لذلك أخبر العنكبوت أن على أدياها أن تعطي الملك بعض الأدوية التي ستجعل الملك يتذكرها، ثمّ أعد الدواء الذي كان على العنكبوت أن يدفع له مبلغًا كبيرًا من المال مقابله، وصنعت أدياها في ذلك اليوم طبقًا صغيرًا من الطعام ووضعت فيه الدواء وقدمته للملك.
تناول الطبق مباشرة وفتح عيناه وتعرف على زوجته وطلب منها أن تأتي إليه في ذلك المساء، ففرحت ونزلت إلى النهر واغتسلت، وعندما عادت لبست أفضل ملابسها وذهبت إلى قصر الملك، كان الظلام حالكاً وكانت جميع الأنوار مطفأة، ونزعت جلدها القبيح، ورأى الملك كم كانت جميلة، وكان سعيدًا جدًا بها، ولكن لما صاح الديك شدت أدياها جلدها القبيح مرة أخرى وعادت إلى بيتها.

فعلت هذا لمدّة أربع ليالٍ متتالية، وكانت دائمًا تزيل الجلد القبيح في الظلام، وترتديه قبل ضوء النهار، مع مرور الوقت، كانت دهشة جميع الناس كبيرة، ولا سيما زوجات الملك البالغ عددهن مائتي امرأة عندما ولدت ولداً، لكن ما فاجأهم أكثر من أي شيء هو أنه كان ولدًا واحدًا فقط، في حين أن والدتها كان لديها دائمًا عدد كبير جدًا من الأطفال في كل مرة حوالي خمسين.
أصبحت زوجة الملك أكثر غيرة من أي وقت مضى عندما أنجبت أدياها ولدًا، لذلك ذهبت مرة أخرى إلى الساحر جو جو، ومن خلال إعطائه هدية كبيرة حثته على إعطائها بعض الأدوية التي من شأنها أن تجعل الملك يمرض وينسى ابنه، ومن ثم قرّرت جعل الملك يذهب إلى نفس الساحر الذي سيخبره أن ابنه هو الذي تسبب بمرضه، لأنّه أراد أن يحكم بدلاً من والده، ثمّ اتفقت مع الساحر أيضًا أنه إذا أراد التعافي فعليه رمي ابنه بعيدًا في الماء.
وعندما أخذ الملك الدواء، ذهب إلى الساحر الذي أخبره بكل شيء كما تم الترتيب له مع زوجة الملك، لكن في البداية لم يرغب الملك في تدمير ابنه، ثم توسل إليه وزراؤه أن يرمي ابنه بعيدًا، وقالوا إنه ربما في غضون عام قد ينجب ابنًا آخر، فوافق الملك في النهاية، وألقى بابنه في النهر، فحزنت الأم وبكت بمرارة، ثم ذهبت زوجة الملك مرة أخرى إلى الساحر جو جو وحصلت على المزيد من الأدوية، ممّا جعل الملك ينسى أدياها لمدّة ثلاث سنوات، كانت خلالها في حداد على ابنها.
ثم عادت أدياها إلى والدها، وحصلت على المزيد من الأدوية من الساحر الطيب الآخر، وأعطتها للملك، الذي عرفها على الفور ودعاها إليه ثانية، وعاشت معه كالسابق، كان الساحر الطيب متحضراً وجاهزًا عندما ألقى الملك ابنه في الماء، وأنقذ حياته وأخذه إلى المنزل وأبقاه على قيد الحياة، ونشأ الولد قوياً جداً، وبعد فترة أنجبت أدياها ابنة، وأقنعت الزوجة الغيورة الملك بالتخلص منها.
استغرق إقناعه وقتًا أطول، لكنّه وافق أخيرًا، وألقى ابنته في الماء أيضًا ونسي أدياها مرة أخرى، لكنّ الساحر الطيب كان جاهزًا مرة أخرى، وأنقذ الفتاة الصغيرة، ثمّ أخبر أدياها أن الوقت قد حان لمعاقبة عمل الزوجة الغيورة، فتنقل بين الشبان وأقنعهم بعقد مباراة مصارعة في السوق كل أسبوع، ثمّ وأخبر ابن الملك الذي أصبح قوياً للغاية، وكان يشبه والده في المظهر، أنّه يجب أن يذهب ويصارع، وأن لا أحد يستطيع الوقوف أمامه.
تم الترتيب بعد ذلك لإجراء مباراة مصارعة كبرى ، تمت دعوة جميع أقوى الرجال في البلاد إليها، ووعد الملك بالحضور مع زوجته، وفي يوم المباراة، أخبر الساحر الطيب ابن الملك أنّه لا يجب أن يكون خائفًا، حتى أنّ أقوى المصارعين وأفضلهم في البلاد لن يتمكنوا من الوقوف ضده حتى لدقائق قليلة، ثمّ جاء كل أهل البلد لمشاهدة المنافسة الكبرى التي وعد الملك الفائز فيها بتقديم جوائز من القماش والمال، وجاء جميع الرجال الأقوياء، عندما رأوا ابن الملك الذي لم يعرفه أحد، ضحكوا وقالوا: من هذا الصبي الصغير؟ لا يمكن أن يكون لديه أي فرصة ضدنا، ولكن عندما جائوا للمصارعة، سرعان ما اكتشفوا أنهم لا يضاهون قوته.
كان الولد قويًا جدًا حقًا، وتفاجأ الجميع برؤية كيف كان يشبه الملك، بعد صراع طوال اليوم، أُعلن فوز ابن الملك، بعد أن ألقى بكل من وقف ضده بسبب القوة الهائلة التي يتمتع بها الصبي، وبعد انتهاء المباراة قدم له الملك القماش والمال ودعاه لتناول العشاء معه مساء، فقبل الصبي بسعادة دعوة والده، وبعد أن اغتسل جيدا في النهر، لبس ثيابه وصعد إلى القصر حيث وجد رؤساء البلاد مجتمعين، ثم جلسوا لتناول طعامهم، وكان ابن الملك جالسًا بجانبه دون أن يعرفه.
على الجانب الآخر من الصبي جلست الزوجة الغيورة التي كانت سبب كل المشاكل، وطوال العشاء، بذلت هذه المرأة قصارى جهدها لتكوين صداقات مع الصبي الذي وقعت في حبه بعنف بسبب مظهره الجميل وقوته وكونه أفضل مصارع في البلاد، ثمّ فكرت المرأة في نفسها: سأجعل هذا الصبي زوجي، لأن زوجي الآن رجل عجوز وسيموت بالتأكيد قريبًا، وكان الصبي الذي كان حكيمًا بقدر ما كان قوياً، مدركًا تمامًا لكل ما فعلته المرأة الغيورة، وعلى الرغم من أنه تظاهر بأنه سعيد جدًا بخداع زوجة الملك، إلا أنه لم يستجيب بسهولة، وعاد إلى المنزل بأسرع ما يمكن.
في اليوم التالي جلست أدياها في زاوية في ساحة القصر، فحضر ابنها وجلس ابنه بجانبها وأحضر أخته معه، وعلى الفور عندما رأتها والدتها قالت: يجب أن تكون هذه ابنتي التي حزنت منذ فترة طويلة على موتها، واحتضنتها بشدة، ثم وصل الملك ووزرائه وجلسوا وسط الساحة وسلم عليهم كل الناس مع التحيات المعتادة، ثم دار الشاب حول الساحة وانحنى للملك وللناس، وسألهم: ألست مستحقًا أن أكون ابنًا لأيّ زعيم في البلاد؟ فأجاب كل الناس: نعم! ثم أخرج الصبي أخته إلى الوسط، وقادها من يدها، وكانت فتاة جميلة، فقال: أليست أختي مستحقة أن تكون ابنة أي زعيم؟ فقال الشعب انها تستحق ان تكون ابنة حتى الملك، ثم دعا والدته أدياها ، فخرجت وهي ترتدي أفضل ملابسها، فهتف كل الناس، لأنّهم لم يروا امرأة أفضل منها من قبل، ثم سألهم الغلام: هل تستحق هذه المرأة أن تكون زوجة الملك؟ وارتفع صراخ من كل الحاضرين بأنّها ستكون زوجة مناسبة للملك، وبدا أنّها ستكون أمّاً لكثير من الأبناء الأصحاء.
ثم أشار الفتى إلى المرأة الغيورة التي كانت جالسة بجانب الملك، وأخبر الناس بقصته، كيف أنّ والدته ذات الجلدين هي ابنة العنكبوت، وكيف تزوجت الملك وكيف شعرت الزوجة بالغيرة، وأعطت للملك سحراً ممّا جعله ينسى زوجته وكيف أقنعت الملك بإلقاء نفسه وأخته في النهر، وهو ما حدث كما يعلمون جميعًا، لكنّ الساحر الطيب أنقذ كلاهما، وقام بتربيتهما.
ثم قال الغلام: أترك الملك وجميعكم يحكمون في قضيتي، وعندما علم الملك أن المصارع هو ابنه، كان سعيدًا جدًا ، وطلب من الحرس أن يأخذوا المرأة الغيورة بعيدًا، ويعاقبوها وفقًا لقوانينهم، فأخذوها إلى الغابة وقيدوها إلى خشبة، وجلدوها مائتي جلدة بسوط مصنوع من جلد فرس النهر، ثم أحرقوها حيّة حتى لا تتسبب في المزيد من المتاعب، ورموا رمادها إلى النهر، ثم عانق الملك زوجته وابنته، وأخبر جميع الناس أن أدياها هي زوجته، وستكون ملكة المستقبل.



شارك المقالة: