من أكثر العادات التي تفيد الطفل وتمتعه بنفس الوقت هي القراءة، ولكن علينا أن نعلّم أطفالنا أن القراءة تحتاج إلى الصبر والمتابعة؛ فلا يمكننا الحكم على كتاب من غلافه، بل يجب أن نقرأ بتمعّن، سنحكي في قصة اليوم عن ولد أهداه والده كتاباً وأخبره أن داخل هذا الكتاب مفتاح سحري، لم يفهم الولد كلام أبيه في بداية الأمر، ولكنّه عندما أكمل قراءة الكتاب فهم ما رماه إليه والده من مقاصد.
قصة المفتاح السحري:
كان هنالك رجل اسمه ماريو، كان والده يهديه في كل عيد ميلاد كتاباً، وفي يوم عيد ميلاده الخمسة عشر شعر ماريو أن هذا الكتاب لا يناسب عمره، فهو يحتوي على صور للأطفال، لاحظ والده أنّه محبط فقال له: لماذا أنت حزين يا بني؟ قال له: يا أبي هذه الهدية لا تناسبني فأنا الآن أصبحت كبيراً، رد عليه والده: ولكنك لن تفهم هذا الكتاب إلّا بعدما تعرف مفتاحه؛ فهو كتاب سحري ومفتاحه أن تقرأه.
أثار الفضول ماريو لأن يقرأ الكتاب؛ فهو يحب عالم السحر كثيراً، بدأ بقراءته وفي اليوم التالي سأله والده: أخبرني يا بني هل وجدت المفتاح السحري في هذا الكتاب؟ تعجّب الابن من سؤال والده وقال: وهل يوجد مفتاح في هذا الكتاب؟ وأسرع للكتاب لكي يبحث عنه.
عندما فتح الكتاب لم يجد به شيئاً؛ فعاد لوالده وهو يشعر بالخيبة الكبيرة، فقال له والده: يا بني أنت لن تجد المفتاح بهذه الطريقة، بل عليك قراءة الكتاب كلّه، لم يقتنع ماريو بكلام والده، وشعر أنّه يفعل ذلك لكي يخدعه ويجعله يقرأ الكتاب كلّه.
في اليوم التالي جاءت أخت ماريو وطلبت منه الكتاب، وبدأت تقرأه حتى أكملت قراءته للنهاية، وفجأة ظهرت بالصالة وكان يبدو عليها أنّها سعيدة وقالت: لقد وجدت المفتاح السحري، وبدأت تحكي عن البلاد التي زارتها باستخدام هذا المفتاح.
تفاجأ ماريو بما سمع وقرّر أن يعود لإكمال قراءة الكتاب، عندما أكمل القراءة شعر بالغيظ فهو لم يجد أي صورة واحدة، أو لغزاً واحداً ليحلّه، ولكن عندما اقترب من نهايته بدأ الشغف يستولي عليه؛ فقد كان يقرأ عن رحلة الأمير المليئة بالمغامرات والأحداث المثيرة، وشعر أن هذا هو المفتاح السحري الذي يقصده والده.
كان ماريو كلمّا يفتح هذا الكتاب ليقرأه يشعر وكأنه في بلد جديد؛ فقرأ عن القراصنة والأمراء وعاش الأحداث وكأنّه في وسطها، شعر مارتن بالمتعة الكبيرة بدخوله إلى ذلك العالم، ومنذ ذلك الوقت لم يتوقّف عن التحديات التي تجعله يكتشف المفتاح السحري لأي كتاب جديد يقرأه.