يعاني بعض الأشخاص من عدم الرضا عن شكلهم الخارجي أو عمّا يملكونه، ولكن الحقيقة أن الإنسان يجب أن يكون حامداً دائماً لربّه حتّى وإن كان لا يقتنع بما يملك، وسنحكي في قصة اليوم عن نعجتين إحداهما كانت جميلة المظهر والأخرى كانت نحيلة، كانت الأولى دائمة التباهي والتفاخر ولكنّها دفعت ثمن هذا التباهي بمظهرها وكانت نهايتها أنّه تم بيعها وذبحها من قبل أحد التجّار.
قصة النعجتين:
كان هنالك فلاح يمتلك حظيرة خلف إحدى البيوت، وكان يعيش في هذه الحظيرة نعجتين، كبرت هاتين النعجتين معاً فكانتا تأكلان وترعيان معاً لفترة طويلة؛ ولكن على الرغم من ذلك فقد كانتا تختلفان عن بعضهما البعض ولا يوجد بينهما أيّ تشابه، كانت كل نعجة لها شكل مختلف عن الأخرى.
كانت إحدى هاتين النعجتين تتصّف بأنّها سمينة ولديها صوف ناعم وكثيف وجميلة المظهر، فكانت تمتلك جميع الصفات التي تجعلها تبدو بأكمل منظر، أمّا النعجة الثانية فقد كانت نحيلة وصوفها ليس سميكاً ولا تبدو جميلة مثل النعجة الأولى، كان صوفها متبعثر وكانت في أغلب الأحيان تشعر بالإعياء لضعف جسمها وعدم تناسقه.
على الرغم من أنّ النعجة الأولى كانت تتمتّع بصحة جيدة وبمظهر جميل، إلّا أنّها كانت غير راضية عن شكلها تماماً ولا تحمد ربّها على ما وهبها من النعم، وكانت بالإضافة لذلك تكثر من التباهي بشكلها أمام النعجة الأخرى وتحاول إثارة غضبها وغيظها، وكانت النعجة الثانية شديدة الاغتياظ شديدة الغيرة من النعجة الأولى ودائماً تدعو وتتوسّل لربّها أن يجعلها سمينة وجميلة المظهر، وأن يعطيها صوف أكثر ليصبح كثيفاً.
على الرغم من كثرة دعاء النعجة الثانية لربها إلّا أنها بقيت على حالها فترة طويلة، وكانت دائماً تشعر بالحزن؛ لأنّها لا تملك ما تملكه النعجة الأولى، وفي يوم من الأيام كانت النعجتين تجلسان سوية إحداهما تشعر بالتباهي والأخرى تشعر بالحزن والضيق لشكلها، وإذ دخل عليهما الفلّاح الذي يملكهما وكان معه تاجر يريد شراء نعجة.
عندما دخل التاجر عرض عليه الفلاح النعجتين وقال له: عليك أن تختار من بين هاتين النعجتين ما رأيك بهما؟ نظر التاجر للنعجتين بتمعّن ثم قال للفلاح: تبدو النعجة الأولى سمينة وكثيرة اللحم، أنا أريد شرائها وذبحها، شعرت النعجة الأولى بالخوف والذعر وأسرعت للنعجة الثانية تتوسّل إليها أن تنقذها وتساعدها، ولكن النعجة الثانية لم تكن تستطيع فعل أي شيء لها.
شعرت النعجة الأولى بالندم الشديد لكثرة تباهيها وعدم شكرها لربها وتم أخذها وذبحها، أمّا النعجة الثانية فشعرت بالسعادة الكبيرة وشكرت ربّها أنّها لم تكن سمينة وإلّا تم ذبحها وتوزيع لحمها على الناس.