حبل الكذب قصير جدّاً، وأصحاب الحيلة لا بدّ وأن تنكشف حيلتهم في نهاية الأمر، هذا ما حدث مع النمر الذي حاول أن يحتال على فرس النهر، كي يساعده بعبور النهر ليصطاد الغزلان، ولكنّ حيلة النمر لم تدم طويلاً وتم كشفه، فكان جزاؤه الغرق في الماء.
قصة النمر وفرس النهر
في إحدى الغابات كان هنالك نمر يتجوّل بحثاً عن فريسة يأكلها، وعندما وصل النمر إلى ضفة أحد الأنهار، لمح على الضفة المقابلة قطيع من الغزلان، فقال في نفسه: يا إلهي هذه فريسة شهية ولكن كيف سأعبر النهر؟ وأنا لا أجيد العوم، ظلّ النمر يبحث عن طريقة ليستطيع بها قطع الضفة المقابلة للنهر ولكنّه لم يجد أي طريقة.
وبينما هو يبحث إذ لمح فرس النهر في النهر؛ فقرّر أن يقوم بعمل حيلة فجاء إليه وحيّاه وقال له: أهلاً بك أيّها الفرس فأنت من عائلتي؟ تعجّب فرس النهر من قوله وقال له: وكيف تقول بأنّك من فصيلتي وأنت لا تشبهني؛ فجسمك مخطّط وأنا لا يوجد أي خطوط على جسمي، فكّر النمر في طريقة كي يجعل فرس النهر يصدّقه فقال له: ولكن أنا جئت من بلد بعيدة، وتلك البلد يعيش بها فرس النهر بخطوط في جسمه.
فكّر فرس النهر قليلاً ثم قال في نفسه: لا بد أنّه من عائلتي بالفعل، وصدّق كلامه وقال له: أهلاً بك يا صديقي كيف لي أن أساعدك؟ قال له النمر متظاهراً: أريد أن أقطع النهر إلى الضفة المقابلة وأنا أشعر بالتعب، هل يمكنك مساعدتي؟ قال له فرس النهر: بالطبع سوف أساعدك يمكنك أن تصعد على ظهري وأنا سوف أقوم بنقلك إلى هناك.
فرح النمر لأن حيلته قد نجحت، وصعد على ظهر فرس النهر ليساعده بعبور النهر، وفجأةً بينما كان فرس النهر يغطس بالماء إذ توقّف، سأله النمر: لماذا توقّفت عن السباحة، قال له فرس النهر: أنا أشعر بالتعب؛ فوزنك ثقيل جدّاً، أعذرني يا صديقي أنا لا أستطيع أن أكمل الطريق، ظلّ النمر صامتاً ولم يكن يعلم ماذا سيقول، فسأله فرس النهر: ما بك ألست من عائلة فرس النهر ويمكنك السباحة؟ شعر النمر أنّه تورّط في هذا الأمر. لم يكن أمام النمر إلّا أن يستمرّ بحيلته الكاذبة، ووقع في النهر وغرق، وكان هذا هو جزاء حيلته ومكره على الآخرين.