بالاتحاد ينتصر الأشخاص مهما كانت قوّة العدو أو حجمه، سنحكي في قصة اليوم عن مملكة النمل التي كانت معرّضة لهجوم الثعلب الماكر، وعندما اتحد جيش النمل سويّةً قاموا بعمل خطة محكمة، استطاعوا من خلالها الانتصار على الثعلب الماكر، وتلقينه درساً بعدم العودة إلى ديارهم مرّةً أخرى.
قصة النمل والثعلب
كان هنالك ثعلب يسكن الغابة، هذا الثعلب يشبه في شكله الكلب بعض الشيء، اعتاد الثعلب أن يخرج كل يوم إلى الغابة بحثاً عن طعامه، وفي يوم من الأيّام بينما كان يبحث عن أي حيوان صغير ليصطاده ويأكله كالفأر أو الجرذ أو غيره، مشى لوقت طويل ولم يجد شيئاً؛ حيث كانت الطيور كل ما تراه تقف على الأغصان وتقوم بتحذير بعضها البعض من هذا الحيوان الماكر.
ليست الطيور فقط هي من تحذّر بعضها من هذا الثعلب، ولكنّ الزواحف أيضاً مثل السلحفاة والسحلية والقنفذ؛ حيث كانت عندما تحسّ بقدوم الثعلب تسرع لتختبئ في جحورها، فجأةً وبينما كانت الزواحف تركض لتختبئ إذ لمح هذا الثعلب الفأر وهو يقوم بالحفر ليذهب إلى جحره؛ فقرّر أن يقوم بالحفر بجانبها حتّى يبحث عن هذا الفأر ويلتهمه، قام بحفر الحفرة الأول وبحث ولم يجد شيئاً، وقام بحفر حفرة أخرى وأدخل رأسه يبحث عن الفأر ولكن دون جدوى.
أمضى الثعلب نهاره كلّه بالحفر من صخرة إلى أخرى، وفي كل مرّة يحاول أن يحفر بعمق أكثر حتّى ظهرت عليه علامات الإنهاك، وبينما هو كذلك إذ اقترب من صخرة كان النمل يمشي فوقها وهو بطريق عودته لمملكته، وعندما رأى النمل هذا الثعلب قرّر أن يذهب مسرعاً ليخبر ملكة النمل عن وجود الثعلب، وتحذيرها من معرفة مكان مملكتهم.
أخبر النمل ملكة النمل عن هذا الثعلب، قالت الملكة للنمل الذي رأى الثعلب:هل اقترب الثعلب من بيتنا كثيراً؟ فقالت نملة: نعم إنّه كان يقترب من منزلنا وهو يحفر، ولكن كان يبدو عليه أنّه متعباً ربمّا سيتوقّف عن الاقتراب نحونا، قالت الملكة: يجب عليكم أيّها النمل أن لا تخافوا فالثعلب إن قدم إلى منزلنا سيكون هو المعتدي، ونحن نمل ندافع عن وطننا وأرضنا وسننتصر عليه بالتأكيد.
بادرت هذه الملكة الحكيمة بالتأهّب وأخبرت بقيّة النمل أن يبقى كل منهم في جحره استعداداً لمواجهة العدو، وطلبت منهم عدم الخروج إلّا عندما تطلب منهم ذلك، بالإضافة إلى أنّها طلبت من الخبراء والمفكّرين من النمل أن يحضروا اجتماعاً فوريّاً؛ وذلك من أجل التخطيط لما سيفعلونه لمواجهة الثعلب الماكر.
عندما حضروا النمل للاجتماع، بدأت ملكة النمل تشرح لهم ما هي طبيعة المشكلة التي سيواجهونها، طلبت منهم التفكير ملياً لإيجاد الحلول المناسبة، صار النمل يفكّر ويفكّر وكان أول من أعطى الاقتراح واحدة منهم ذات بنية قويّة وقالت: كما أخبرتنا بأن الثعلب كان يبدو عليه التعب، لذلك لا بدّ أنّه سينام ونحن علينا أن نقوم بجرّه من ذيله والتخلّص منه ونأكله أيضاً.
اعترضت نملة على رأيها وقالت: أنا أعتقد بأنّ رأيك ليس صواباً؛ لأنّه عندما نقوم بجرّه حتماً سيستيقظ ولن يبقى نائماً، كذلك باب بيتنا لن يتسّع لحجم الثعلب، أنا برأيي أنّه من الأفضل أن نرمي له بعض الطعام ونطلب منه المغادرة، ولكنّها اعترضت كلامها قائلة: هذا ليس اقتراح جيّد؛ فهو سيطمع بنا ويحاول مهاجمتنا والقضاء علينا جميعاً.
قالت نملة: أنا أرى أنّه من الأفضل مواجهته؛ فنحن عندما نتحد معاً سنستطيع الانتصار عليه، وافقت الملكة وقال: أنا أثني على هذا الرأي، ولكن عليكم أن تعلموا أن جسم الثعلب مغطّى بالفرو، وهذا يحميه من العض، فقالت نملة: إذاً سنحاول البحث عن مكان في جسم الثعلب ليس به وبر ونقوم بعضّه مثل عينيه أو أنفه، قال آخر: ولكن عندما نقوم بعضّ عينيه لن يموت، قالت النملة: نعم ولكن بذلك سيهرب ويبتعد عن أرضنا.
شعرت الملكة بأن هذا سيكون أفضل اقتراح؛ فهو بذلك لن يفكّر بالاقتراب منهم مرّةً أخرى، فقامت بتقسيم النمل إلى مجموعات مختلفة للهجوم، منهم من سيدخل ويعض عينيه، ومنهم أنفه والآخر سيدخل أذنيه، وطلبت منهم الانتظار حتّى ينام، وكان قائد تلك المجموعات هو صاحب تلك الفكرة، عندما نام الثعلب بدأ جيش النمل بالهجوم وصار الكل يعضّ بالمكان المخصّص له، استيقظ الثعلب وصار يصيح من شدّة الألم، وتوسّل للنمل أن يتركوه وقال لهم: أرجوكم أتركوني لن آتي إلى هنا مرّةً أخرى، وبذلك نجحت خطّة النمل في الانتصار على الثعلب الماكر.