كل الأشخاص يرتكبون الأخطاء في حياتهم، ولكن يجب على المعلّم الناجح أن لا يوبّخ التلميذ بشكل مباشر، بل يجعله يواجه عواقب فعلته أوّلاً ثم يقوم بتعليمه الخطأ من الصواب هذا ما فعله المعلم مع تلميذه عدنان الذي قام بتصرّف خاطئ، وبفضل تصرّف معلّمه الصحيح ندم على فعلته ووعده أن لا يكرّرها.
قصة الهاتف
داخل المدرسة وعلى أدراج الطلاب كان أحدهم يمسك بورقة زميله وينادي على المعلّم: يا أستاذي، يا أستاذي تعال وانظر ماذا يكتب زميلي هذا على الورقة، إنّه يقوم بكتابة كلمات سيئة للغاية، جاء المعلّم مسرعاً ليرى ماذا كتب هذا الطالب على ورقته، وعندما فتحها كانت علامات الغضب والضيق تبدو على وجهه.
نظر التلاميذ إلى المعلّم وهو غاضب جدّاً ممّا قرأه، وبدأ الصمت يسود في أجواء الغرفة الصفيّة، فجأةً طلب المعلم من الطلّاب أن يقوموا بإخراج ورقة من أجل أن يمتحنهم، بدأ الطلاب بحل أسئلة الامتحان، كان المعلم يتجوّل بين الطلبة وفجأةً وقف بجانب الطالب عدنان، نظر إلى خطّه بالامتحان ثم نظر إلى الورقة التي كان يمسكها بيده، كان المعلم يقارن بين الخطين بينما كان عدنان محمرّ الوجه والأذنين.
قام المعلّم بعد ذلك بتقليب دفتر عدنان ووجد مكان الورقة الممزّقة، وعلم أنّه هو من قام بشق الورقة وكتابة الكلمات السيئة عليها، طلب المعلّم من عدنان رقم هاتف منزله؛ فأعطاه عدنان الرقم وعاد إلى المنزل يومها خائفاً، ظلّ عدنان جالساً بالمنزل وعلامات الخوف تبدو عليه، وكان طوال الوقت ينظر إلى الهاتف وهو خائفاً من أن يرن.
كان عدنان يحدّث نفسه وهو يتأمّل الهاتف ويقول: ليتني مثل زميلي خالد مجتهد وأنافسه في التفوّق بعلاماتي الدراسية، فجأةً رنّ هاتف المنزل وفزع عدنان من الخوف، ولكن كان المتصل قد طلب شخصاً آخر، بعد ذلك رن الهاتف ولكن عدنان سمع صوت عمّته التي كانت تريد أن تطمئن على أحوال العائلة.
شعر عدنان وقتها بسوء عواقب فعلته، رن الهاتف وكان المعلّم قد اتصل وطلب أن يتحدّث مع عدنان، وعندما أخذ عدنان السمّاعة قال له المعلّم: أرجو يا عدنان أن تكون قد تعلّمت من خطأك هذا وأنبّك ضميرك على ما فعلت، أنت طالب مهذّب ومجتهد وأرجو منك أن تستمرّ بذلك، شعر عدنان وقتها بالراحة لأنّ المعلّم لم يشتكيه لأهله، وقام مباشرةً بالاعتذار منه ووعده أن لا يكرّر فعلته.