قصة الهارب إلى الفضاء

اقرأ في هذا المقال


جميع الأطفال لا يحبّون الحرمان من أشيائهم، وهذا ما يفعله الآباء لعقاب أبنائهم على إهمالهم خاصّةً بالدراسة، سنحكي في قصة اليوم عن ولد صغير أهمل واجباته، وعندما وبخّه والديه وقاموا بحرمانه من أشيائه المفضّلة، قرّر صنع مركبة ليهرب بها إلى الفضاء، ولكن كان هذا حلماً ولم يكن حقيقة، ممّا جعله يدرك أنّه لا مفرّ من العقاب وأنّه يجب أن يهتم بمذاكرته أكثر.

قصة الهارب إلى الفضاء

نديم طالب في المدرسة، وكان والديه دائماً ما يهتمّون به ويطلبون منه الدراسة والاجتهاد، وفي فترة الامتحانات المدرسية كانت أمّه دائماً تقول له: اهتم يا بني بدراستك، أريدك أن تحقّق علامات مرتفعة، جاء الامتحان الأوّل وقد كان بمادة الرياضيّات، ولكن نديم كانت علامته ليست مرتفعة لأنّه لم يدرس بشكل جيّد.

عندما عاد نديم إلى المنزل وبخّه والده وقال له: كان يجب أن تكون مهتمّاً بواجباتك أكثر يا نديم، أمّا الأم فكانت تنظر لابنها وهي غاضبة وتجلس بجانب النافذة، وتضرب طرف قدمها بالأرص، أما الجدّة فقالت له: لقد أخطأت يا نديم، إذ أنّك أمضيت يومك بالاهتمام بتنسيق الجوارب فقط.

شعر نديم بالخوف والارتباك ويقول في نفسه: يا ترى كيف علم والدي بنتيجتي في الامتحان؟ كان عقاب والدي نديم له شديد؛ حيث والده قام بحرمانه من موسوعة الفضاء التي كان يقرؤها، وأمّه التي كانت تحمل المنظار: لن أعطيك هذا المنظار حتى ترتفع درجاتك بمادّة الرياضيات.

قال نديم في نفسه: سأقوم بإخفاء جواربي حتى لا تأخذهم جدّتي وتعاقبني، فأنا لا أستطيع أن أبقى بنفس الجوارب لأكثر من يوم واحد، فكّر نديم أين سيخفي جواربه، وكان يريد أيضاً إخفاء الموسوعة والمنظار، خطر بذهنه أن يسافر بهم إلى الفضاء؛ فقال في نفسه: أحتاج إلى مركبة فضائية كي أسافر بها، ولكن من أين أحضر تلك المركبة.

قال نديم في نفسه: سأبحث في كل مكان عن مركبة فضائية، بحث نديم في كل مكان ولكن دون جدوى، قال في نفسه: سأقوم بصنع مركبة فضائية بنفسي وأهرب من هذا العالم المليء بتوبيخات البشر من حولي، وسأبتعد عن جاذبية الأرض، ذهب نديم إلى العليّة الموجودة في مطبخ المنزل، وصار يجمع بكل الأشياء المعدنية بالإضافة إلى صحن الهوائي، قام بتثبيتهم بلاصق متين.

بعدما أكمل نديم كلامه قال في نفسه: كيف سأطلق هذه المركبة كي تبتعد عن الجاذبية الأرضية، لا بدّ أنّني بحاجة إلى طاقة كبيرة ولكن من أين سأحصل عليها، فتح النافذة لعلّ الأكسجين في الهواء يفيد في ذلك، وقام بجمع كل البطاريّات في المنزل ولكنّها لا تكفي، فجأةً وقف نديم بجانب النافذة ووقعت عينه على شجرة السرو قال في نفسه: لقد وجدت الفكرة المناسبة سأصنع مقلاع يقذف المركبة التي قمت بصناعتها.

فرح نديم بهذه الفكرة وقال في نفسه: لقد صنعت مقلاعاً جيداً عندما أردت إصابة الحشرة به؛ فخطر بذهنه فكرة أن يستخدم جوربيه أيضاً ليضع بهما مركبته، ثم يقوم بقذفها بقوة، بدأ نديم بتطبيق فكرته الرائعة التي خطرت بذهنه، أكمل صنع المقلاع في المساء، وعندما أكمل صنعه وضع المركبة في جوربيه، وقام بقذفها بقوّة، فانطلقت تبتعد إلى الهواء ثم إلى الغيوم لتصل إلى الفضاء.

حلّق نديم بالمركبة في الفضاء الخارجي وكان قد وصل درب التبّانة، كان هذا المجال الفضائي يبدو وكأنّه مليء بالخطوط البيضاء الجميلة، انتقل نديم بعدها إلى مجرّة أخرى، ولكنّها لم تعجبه كمجرّة درب التبّانة، طار وحلّق نديم بأشيائه وقال في نفسه: لماذا لم تخطر بذهني تلك الفكرة من قبل.

فجأةً شعر نديم وكأن هنالك شيء يشدّ ركبته للأسفل، نعم إنّها الجاذبية الأرضية هي التي تشدّه بقوّة، هوى نديم بعد ذلك هو ومركبته إلى الأسفل شيئاً فشيئاً حتّى وجد نفسه على الأرض هو و أشيائه، بعد قليل فتح نديم عينيه ووجد نفسه قد وقع على حافّة سريره، لقد كان ما رآه حلماً ولم يكن حقيقة.

علم نديم وقتها أنّه لا هروب ولا مفرّ من العقاب، وأدرك وقتها أنّه كان مخطئاً وكان يجب عليه أن يهتمّ بواجباته المدرسية بمادّة الرياضيات بشكل أكثر، قال نديم في نفسه: سأجد حتماً طريقةً ما لأحافظ بها على واجباتي المدرسية ومركبتي الفضائية أيضاً.


شارك المقالة: