قصة بائعة الحلوى المجتهدة

اقرأ في هذا المقال


من أهم الأمور التي يجب على الأطفال تعلّمها هو أهمية الإخلاص في العمل، بالإضافة إلى عدم الاستسلام أو اليأس بسرعة، وإتقان العمل من الأمور التي وصّانا عليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. سنحكي في قصّة اليوم عن صانعة حلوى تعمل في مخبز، وكان هنالك بائع حلوى آخر يعمل في المخبز الذي أمامها وكان شديد الغيرة منها. حيث أن الزبائن كانت تتوافد على مخبزها، فقرّر بعمل حيلة حتى يساهم في أن تخسر زبائنها ولكن خسر هذا الرهان لأن بائعة الحلوى كانت مجتهدة ومخلصة في عملها فانتصرت عليه، العبرة من القصة هي: من جد وجد ومن سار على الدرب وصل.

قصة بائعة الحلوى المجتهدة:

كان هنالك فتاة اسمها أماندا وتعمل بائعة حلوى، كانت أماندا تصنع الكثير من الكعكات اللذيذة مثل: كعكة الشوكولاتة وكعكة الفراولة والبرتقال، وهنالك الكثير من الناس الذين يحبون الحلوى التي تصنعها ويعشقون مذاقها؛ وفي كل يوم كانت أماندا تقوم بصنع كعكات طازجة وتقوم ببيعها، وعند نهاية اليوم تأخذ ما تبقّى من الحلوى وتقوم بتوزيعها على الأطفال المحتاجين في قريتها، وكانوا يفرحون بذلك كثيراً لأنّهم يأكلون الكعك اللذيذ دون دفع ثمنه، وكانت هي تفرح بأنها استطاعت رسم الابتسامة على هؤلاء الأطفال المحتاجين.

كان في المقابل من أماندا شخص اسمه بارني يعمل في صنع الخبز والكعك أيضاً، ولكن بارني كان كسولاً جدّا يقضي معظم وقته بالجلوس وعندما يعمل لا يتقن عمله كأماندا؛ لذلك كان شديدة الغيرة منها، فهو يرى بأن الناس لا يشترون من محلّه كما يتهافتون على مخبز أماندا.

فكّر بارني بحيلة يجذب بها الزبائن لكي يقّل شرائهم من مخبز أماندا ويذهبون للشراء منه، فقام بتخفيض سعر الكعك، وجعل سعر الكعكتين بكعكة واحدة، وبالرغم من ذلك لم تجدي هذه الحيلة نفعاً؛ لأن الزبائن لم يعجبهم طعم الكعك الذي يصنعه بارني، فهو ليس طازجاً ولذيذاً مثل كعك أماندا، وبذلك ازداد اغتياظه وغضبه منها.

وفي يوم من الأيام جاء أحد أغنياء القرية لمخبز أماندا وطلب منها مائة كعكة بمذاقات مختلفة وقال لها: أنا أريد أن أجهّز لحفل ميلاد ابني وأريد منكِ أن تصنعي لي مئة كعكة طازجة ولذيذة بنكهات عدّة، استقبلت طلبه وبدأت بتجميع المكوّنات اللازمة لهذه الكعكات من دقيق وشوكولاتة وغيره، وحاولت أن تقوم باختيار أجود وأفضل أنوع المكوّنات لهذه الكعكات.

سمع بارني بذلك وشعر بالغضب الشديد، أراد التفكير بحيلة لكي يمنع هذا الرجل الشراء من مخبز أماندا بأي طريقة؛ فهو أدرك بأنّه إذا أعجب هذا الرجل بعملها فسيشتري من مخبزها دائماً وربّما يدعو أصدقائه للشراء أيضاً، لذلك انتظر حتّى انتهت أماندا من صنع المئة كعكة وأغلقت المخبز وغادرت، وأثناء ما كان يراقبها وهي تخرج دخل هو المخبز خلسة وكان يحمل معه سلة من الفئران.

أول ما فعله بارني هو سرقة الكعك الذي صنعته أماندا كلّه، ولم يكتفِي بذلك بل نشر الفئران داخل المخبز كي تأكل الكعك الذي تبقّى أيضاً، وفي صباح اليوم التالي جاء الرجل كي يأخذ المائة كعكة، وكانت أماندا في هذه الأثناء متجّهة للمخبز وهي سعيدة وشديدة الحماس بما صنعت، ولكنّها تفاجأت بأن الكعكات ليست موجودة وأن المخبز مليء بالفئران.

وقفت أماندا حزينة ولم تعرف ماذا تفعل وقالت في نفسها: من أين أتت كل هذه الفئران لمخبزي يا ترى؟ وفجأة دخل بارني المحل وكان يرسم على وجهه ابتسامة خبيثة وقال لها: أنا من سأوصل المئة كعكة لهذا الرجل في الحال، علمت وفي هذا الوقت أن بارني من سرق الكعك وأحضر الفئران.

فكّرت أماندا كيف بمكن لها أن تجد حلّاً لهذه المشكلة وكانت تملك من الوقت ثلاث ساعات عن موعد التسليم، وخطرت بذهنها فكرة وقرّرت أن تسرع لمنزلها وتقوم بصنع كعكة على شكل قلعة وحولها كعك صغير، ولأنّها صانعة حلوى نشيطة استطاعت أن تنجز المهمة خلال الثلاث ساعات المتبقّية على أكمل وجه، ولمّا جاء الرجل لأخذ الكعك قالت له: لقد صنعت لك كعك ليس له مثيل.

لمّا أخذ الرجل الكعك وتذوّق طعمه أعجبه كثيراً، وأعجب بشكل الكعك أيضاً وأصبح دائماً يشتري الكعك من مخبز أماندا هو وكل أصدقائه لروعة مذاقه، واضطر بارني الشرير أن يغلق مخبزه فلم يعد أي أحد يشتري منه، ونال بذلك جزاء عمله.


شارك المقالة: