قصة بائع التفاح البخيل

اقرأ في هذا المقال


البخل من الصفات الذميمة التي تضّر صاحبها أوّلاً قبل أن تضر من حولها، وهي من أكثر الصفات المقيتة التي حذّرنا منها الإسلام، سنحكي في قصة اليوم عن رجل يبيع التفاح قابل في طريقه رجل محتاج ولا يملك المال، ولكنّه كان رافضاً أن يعطيه تفاحة دون مبلغ من المال لشدة بخله فنال جزاء بخله في نهاية القصة، والعبرة من القصة هي: البخيل فقير لا يؤجر على فقره.

بائع التفاح البخيل:

كان في أحد الأزمان رجلاً يريد السفر من بلد إلى بلد آخر، فقام بالسفر مشياً على الأقدام، واستمر هذا الرجل بالمشي حتّى شعر بتعب شديد ووصل إلى مدينة كبيرة وأراد أن يأخذ قسطاً من الراحة.

كان هذا الرجل قد نفذ معه الطعام والشراب؛ لأنّه قد مشى طريقاً طويلة، ولم يكن قادراً على المشي من شدة الإرهاق؛ فوقع أرضاً من فرط تعبه، كاد هذا الرجل أن يفقد وعيه ولم يكن يعرف ماذا سيفعل، فهو لا يملك طعاماً أو شراباً ويتمنّى لو يستطيع الحصول على رشفة من الماء؛ فدعا ربّه أن يرزقه بشيء من الطعام أو الشراب.

وحينما كان يدعو إذ سقطت على وجهه تفاحة، لا يعرف من أين أتت له وظن أن هذا كان استجابةً لدعائه، وعندما مسكها ليأكلها إذ برجل غريب أخذها منه بقوة وكان غاضباً وقال له: من أنت؟ هذه التفاحة لي أنا بائع التفّاح وهذه ليست لك، فقال له الرجل: أرجوك أعطني التفاحة فأنا أكاد أموت من شدّة الجوع والعطش.

فقال له البائع: سأعطيك التفّاحة ولكن عليك أن تدفع لي ثمنها، قال له الرجل: ولكنّني لا أملك المال أرجوك أعطني إيّاها فأنا لا أملك شيئاً، رفض البائع وكان عابس الوجه، ولكن الرجل ظل يتوسّل له لكي ينقذه وكان هذا الرجل يرفض في كل مرة.

وفجأة مر بهما طبيب فلمّا علم ما بالرجل قام بالكشف عنه ووجده يتألّم ويعاني من الإرهاق الشديد؛ فقام بإخراج ما يملك من مال وأعطاه للبائع، ولكن المال الذي كان مع الطبيب لم يكن كافياً للتفاحة؛ فرفض البائع أن يعطيه لها.

حزن الطبيب وتعجّب من شدّة بخل هذا البائع؛ فبدأ بنادي على المارّة ويطلب منهم العون والمساعدة، استطاع الطبيب أن يجمع المال الكثير فأعطاه للبائع وهو غاضب، ولما أخذها الرجل وأكلها استطاع أن يستعيد قوتّه وعافيته ولم يبق من التفّاحة إلّا البذرة.

قام هذا الرجل بزرع البذرة وقام بسقيها ونبتت منها شجرة في وقت سريع جدّاً، وعندما نبتت أصبحت شجرة كبيرة؛ فدعا هذا الرجل أهل البلدة للأكل منها، وبذلك خسر البائع تجارته فلم يعد أحد يشتري منه لشدّة بخله، وقام الرجل بجمع أطيب التفّاح وذهب إلى المنزل الطبيب وأعطاها له تعبيراً عن تقديره للمعروف الذي صنعه له.


شارك المقالة: