قصة بائع الجرائد

اقرأ في هذا المقال


قال  الشاعر أحمد شوقي: قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا .. كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا، سنحكي في قصة اليوم عن طبيب من أنجح الأطبّاء، قابل معلّمه صدفةً في باب قاعة تكريم له، وعندما رأى أستاذه يجلس على الأرض ويبيع الجرائد قرّر أن يهديه التكريم تعبيراً له عن امتنانه وتقديره له.

قصة بائع الجرائد

في إحدى البلدان كان هنالك دكتور يعالج الأمراض المختصّة بالقلب، وكان هذا الطبيب من الأطبّاء الماهرين جدّاً، وفي يوم من الأيام سافر هذا الطبيب إلى بلد أخرى وغاب عن بلده لمدة خمسة عشر سنة، وعندما تم استدعائه لأجل تكريم كان قد أقيم له في بلده، وحضر لموعد التكريم، دخل الباب وتفاجأ بوجود رجل مسنّ يبيع الجرائد على باب قاعة مكان التكريم.

عندما نظر الطبيب لبائع الجرائد هذا جيّداً، بدا وكأنّه معلّمه القديم في المدرسة، قال في نفسه: هل من الممكن أن يكون هذا هو مصير من علّمني ووجهّني لطريق الإرادة والنجاح! بعد ذلك نظر له نظرة استغراب ولاحظ أن علامات التقدّم في السن قد بانت على وجهه، وأنّه قد أصبح عجوزاً، وعندما حان الموعد شعر الطبيب أن قدميه وكأنّهما عالقتان ولا يستطيع التحرّك من مكانه.

اضطرّ هذا الطبيب في نهاية الأمر أن يدخل قاعة الاحتفال، وعندما دخل وتم النداء على اسمه في الحفل شعر بأنّ قدميه تجرّه للباب الخارجي في القاعة، وعندما وصل عند بائع الجرائد نزل على الأرض وأمسك بيديه، نظر له بائع الجرائد بخوف وقال: أرجوك يا سيدي لن أفترش الجرائد هنا مرةً أخرى.

نظر له الطبيب وقال له: لا تخف فقط تعال معي إلى الداخل، ذهب بائع الجرائد العجوز مع الطبيب إلى داخل القاعة وظلّ يمشي والجميع ينظر لهم باستغراب ودهشة، وكان الطبيب يشعر بالحزن وكأنّ عينيه مليئتان بالدموع، وعندما وصل إلى المنصّة أخذ الجائزة من الشخص الذي يريد تكريمه وقال بصوت عالي: أنا أظنّ أن تلك الجائزة يجب أن تكون من نصيب من علمنّي وربّاني.

نظر الرجل العجوز إلى الطبيب وقال له: من أنت؟ قال له الطبيب: ألا تذكرني يا أستاذ إسماعيل، أنا تلميذك حسن وأنا كنت الأول دائماً في صفوفي بفضلك وبفضل تشجيعك لي، وأنت من تستحق هذا التكريم، احتضن الطبيب أستاذه وسط ذهول الجمهور وتصفيقه، وبكى الأستاذ وكان فخوراً بالطالب الذي لم ينس فضله طوال السنوات الماضية.


شارك المقالة: