قصة بابا ياجا

اقرأ في هذا المقال


قصة بابا ياجا أو (Baba Yaga) هي حكاية شعبية روسية من الحكايات الروسية الكلاسيكية المتوفرة باللغة الإنجليزية، تتحدث عن شخصيات حكايات خرافية عالمية، لصوص وأبطال وملوك وفلاحين وفتيات جميلات وساحرات مرعبات وأطفال مسحورون وحيوانات.

الشخصيات:

  • زوجة الأب.
  • الفتى والفتاة.
  • الجدة الطيبة.
  • الساحرة بابا ياجا.

قصة بابا ياجا:

في مكان في روسيا الشاسعة، كان يعيش فلاح مع زوجته ولديهما توأمان ابن وابنة، وذات يوم ماتت الزوجة وحزن عليها الزوج بإخلاص شديد لمدة طويلة، مرّت سنة وسنتان وحتى أكثر ولم يكن هناك ترتيب في المنزل بدون امرأة، وقد جاء يوم فكر فيه الرجل قائلاً: إذا تزوجت مرة أخرى  فمن المحتمل أن يكون الأمر على ما يرام في  البيت، وهكذا فعل وتزوج وأنجب أطفالًا من زوجته الثانية.

كانت زوجة الأب تحسد أبناء زوجها وبدأت في توبيخهم دون أي سبب، وأبعدتهم عن المنزل بقدر ما تشاء، وأعطتهم بالكاد ما يكفي من الطعام، و أخيرًا أرادت التخلص منهم تمامًا و سمحت للفكر الشرير بالدخول إلى قلبها، وبدأ هذا التفكير الشرير ينمو طوال الوقت مثل نبات سام ويقتل الأفكار الجيدة ببطء، كان هناك شعور شرير ينمو في قلب زوجة الأب.

وقد عقدت العزم على إرسال الأطفال إلى الساحرة واثقة من أنهم لن يعودوا أبدًا، قالت للأيتام يوماً: أولادي الأعزاء، اذهبوا إلى جدتي بابا ياجا التي تعيش في الغابة في كوخ يقع على قدمي الدجاجة، ستفعل كل ما تريدونه، وستعطيكما أشياء حلوة لتأكلوها وستكونان سعيدين، خرج الفتى وأخته ولكن بدلاً من الذهاب إلى الساحرة، أخذت الأخت الذكية شقيقها من يده وركضت إلى جدتهم العجوز.

وأخبرتها بكل شيء عن ذهابهم إلى الغابة، فقالت الجدة الطيبة: أوه، يا أعزائي قلبي يتألم لكما، لكن ليس في وسعي مساعدتكما، عليكما ألا تذهبا لأنّها ساحرة شريرة، والآن استمعوا إليّ يا أعزائي، كونا لطيفين مع الجميع، ولا تتكلما بكلمات سيئة لأحد، و لا تحتقرا مساعدة الضعيف، ثمّ أعطت الجدة العجوز الطيبة للأطفال بعض الخبز ولكل منهم شريحة كبيرة من اللحم، وغادرا حتّى وصل الأطفال المطيعون إلى الغابة حيث كان هناك كوخ كان يقف على أقدام دجاجة صغيرة.

وفي الأعلى كان رأس الديك فوق السطح، وبأصواتهم الصاخبة والطفولية صرخوا بصوت عالٍ ونظر اليتيمان إلى الداخل ورأوا الساحرة تستريح هناك، ورأسها بالقرب من العتبة، وقدم واحدة في إحدى الزوايا، والقدم الأخرى في زاوية أخرى، كان الأطفال خائفين ووقفوا قريبين جدًا من بعضهم البعض، لكن على الرغم من خوفهم قالوا بأدب شديد: جدتنا العزيزة، أرسلتنا زوجة أبينا إليك لخدمتك.

فردت: حسنا أنا لا أعارض إبقاءكم يا أطفال، إذا خدمتماني سأكافئكما، و إذا لم يكن كذلك، فسوف آكلكما ودون أي تأخير أمرت الساحرة الفتاة بتدوير عجلة الغزل، وشقيقها بحمل الماء في منخل لملء حوض كبير، بكت الطفلة اليتيمة المسكينة على عجلة غزلها، وفي الحال ظهرت فئران صغيرة من حولها تصرخ وتقول: أيتها الفتاة الحلوة لا تبكي، اذهبي وابحثي عن القطة السوداء، إنّها جائعة جداً.

أعطها شريحة من اللحم وستساعدك، ذهبت الفتاة بسرعة للبحث عن القطة ورأت شقيقها في ضائقة شديدة حول الحوض حتّى أنه كان يملأ المنخل مرات عديدة، ومع ذلك كان الحوض لا يزال جافًا، مرّت العصافير الصغيرة وحلقت بالقرب منها وزققت للأطفال: أيّها الأطفال الصغار الطيبون، قدموا لنا بعض الفتات وسننصحكم، أعطى الأيتام للطيور بعض الفتات وزقزقت الطيور الممتنة مرة أخرى.

وقالت: أيها الأطفال الأعزاء استخدموا بعض الطين والماء، ثمّ طاروا بعيدا في الهواء، فهم الأطفال ووضعوا الطين في الغربال، ولصقوه وملؤوا الحوض في وقت قصير جدًا، ثمّ عاد كلاهما إلى الكوخ وقابل القطة السوداء على العتبة، لقد قدموا لها بسخاء بعض اللحم الجيد الذي أعطته لهم جدتهم الطيبة، وسألوها أن تخبرهما ماذا يفعلان من أجل الابتعاد الساحرة، أجابت القطة: سأعطيكما منشفة ومشطًا وبعد ذلك يجب أن تهربا.

وعندما تسمعا الساحرة تجري خلفك، ألقِيا المنشفة خلف ظهركما وسيظهر نهر كبير بدلاً من المنشفة، وإذا سمعتماها مرة أخرى، فقوما بإلقاء المشط وسيظهر خشب داكن بدلاً من المشط، وسيحميكما هذا الخشب من الساحرة الشريرة، في تلك الأثناء عادت بابا ياجا إلى المنزل في ذلك الوقت، ففكرت أنّ كل شيء على ما يرام تمامًا، وقالت للأطفال: حسناً، كنتم اليوم شجاعين وذكيين.

دعونا نرى غداً سيكون عملكما أكثر صعوبة وآمل أن ألتهمكما، ذهب الأيتام الفقراء إلى فراشهما على القش في ركن بارد، وكانا خائفين تقريبًا من الموت، ورقدا هناك خائفين من الكلام، و في صباح اليوم التالي، أمرت الساحرة بحياكة جميع القماش وإحضار كمية كبيرة من الحطب من الغابة، أخذ الأطفال المنشفة والمشط وهربوا بأسرع ما يمكن أن تحملهم أقدامهم.

كانت الكلاب تلاحقهم، لكنّهم ألقوا عليهم الخبز المتبقي، ولم تفتح البوابات التي قام الأطفال بتلطيفها بالزيت، أمّا شجرة البتولا بالقرب من الطريق كادت أن تخدش أعينهم، لكن الفتاة اللطيفة ربطت بها شريطًا جميلًا، لذلك ذهبوا أبعد وأبعد وركضوا خارج الغابة المظلمة إلى الحقول الواسعة المشمسة.

جلست القطة بجانب النول ومزقت الخيط إلى أشلاء، وبينما هي تفعل ذلك بسرور عادت بابا ياجا، وسألت: أين الأطفال؟ وصرخت وبدأت تضرب القطة، وتسألها لماذا تركتهم يذهبون، أجابت القطة: حسنًا، كان ذلك لأنّني خدمتك لسنوات عديدة وأنت لم تعطني قط إلا فتات، بينما أعطاني الأطفال الأعزاء بعض اللحم الجيد، وبخت الساحرة الكلاب والبوابات وشجرة البتولا بالقرب من الطريق.

وصاحت الكلاب: حسنًا أنت بالتأكيد سيدتنا، لكنك لم تقدمي لنا معروفًا أبدًا، وكان الأيتام طيبون معنا، فأجابت البوابات: كنا دائمًا على استعداد لطاعتك، لكنّك أهملتنا وقام الأطفال الأعزاء بتلطيفنا بالزيت، وقالت شجرت شجرة البتولا: لم تضعي أبدًا خيطًا بسيطًا على أغصاني وزينها الأحباء الصغار بشريط جميل، أدركت بابا ياجا أنّه لا توجد مساعدة وبدأت في متابعة الأطفال بنفسها.

و في عجلة من أمرها نسيت البحث عن المنشفة والمشط، لكنّها قفزت فوق المكنسة وانطلقت، سمعها الأطفال قادمة وألقوا المنشفة خلفهم وفي الحال ظهر نهر واسع سقى الحقل، قفزت بابا ياجا على طول الشاطئ حتى وجدت أخيرًا مكانًا ضحلًا وعبرته، ومرة أخرى سمعها الأطفال تسرع وراءهم فقاموا بإلقاء المشط، وظهرت هذه المرة غابة مظلمة حيث كانت الجذور متشابكة.

والتفت الأغصان معًا ولامست قمم الأشجار بعضها البعض، حاولت الساحرة جاهدة المرور، ولكن عبثًا وعادت إلى المنزل غاضبة جدًا، هرع الأيتام إلى والدهم وأخبروه بكل شيء عن مغامرتهما المخيفة، واختتموا قصتهم المروعة: أبي العزيز، لماذا تحبنا أقل من إخوتنا وأخواتنا؟ تأثر الأب وغضب، ثمّ أرسل زوجة الأب الشريرة بعيدًا وعاش حياة جديدة مع أطفاله الطيبين، ومنذ ذلك الوقت كان يراقب سعادتهم ولم يعد يهملهم أبدًا


شارك المقالة: