في العجلة الندامة وفي التأنّي السلامة، ومن أسس النجاح التحلّي بالصبر والتنظيم الجيد، سنحكي في قصة اليوم عن نادل نشيط كان لديه فكرة رائعة ليطبقها في المقهى، ولكنّه لم ينظّم ويجهّز لها جيّداً؛ لذلك فشلت في البداية، ولكنّه عندما أعاد التخطيط والتنظيم أصبح لديه مقهى أكثر نجاحاً.
قصة بقرة في المقهى
بوينو شاب نشيط ويحب العمل، يعمل كنادل في أحد المقاهي التي يعمل بها بعيداً عن بلدته، وفي بلده يمتلك بوينو مقهى خاص به، هذا المقهى شهير جدّاً ويأتي إليه الكثير من الناس، كان يقوم بزيارة والديه ليطمئن على هذا المقهى من وقت لآخر.
في أحد زيارات بوينو لوالديه سمع بشيء غريب؛ فقد كان هناك بقرة تنتج الحليب بالبن بدلاً من الحليب فقط، فرح بوينو بهذا الخبر وقرّر أن يضع هذه البقرة في مقهاه الخاص، ووجد أنّها ستكون فكرة رائعة وتجلب الكثير من الزبائن، أخبر زوجته عن تلك البقرة فقالت له: إنّها فكرة رائعة، ولكن عليك أوّلاً أن تعدّ لهذه البقرة مكاناً مناسباً في المقهى.
تناسى بوينو كلام زوجته، ومن شدّة فرحته أخذ البقرة وأسرع ليضعها في المقهى، فهو دائماً ما يحلم بأن يصبح من الأغنياء، وبالفعل بدأت الزبائن تتوافد على المقهى بشكل كبير، وأصبح الجميع متشوّقاً لتذوّق البن اللذيذ بالحليب، ولكن بعد مدّة من الوقت اتضّح أن البقرة قد تأخذ حيّزاً كبيراً في المقهى، وبدأ وجودها يسبّب الإزعاج.
كانت هذه البقرة تتسبّب بكسر الكثير من الأكواب الزجاجية؛ وذلك من خلال تحريك ذيلها، بالإضافة إلى القش الذي ترقد عليه وملأ المكان، وكانت أيضاً تصدر رائحة سيئة؛ فأصبح المكان لا يتسّع لأكثر من شخص واحد في المقهى، بدأ التوافد على هذا المقهى يقلّ بشكل كبير بسبب هذه البقرة، وعندما علمت السلطات بذلك فرضت على بوينو غرامة مالية كبيرة، وكان عليه أن يدفعها وإلّا فسيغلق المقهى.
أدرك وقتها بوينو أنّه كان متسرّعاً، وأنّه كان يجب عليه أن يكون أكثر تنظيماً وصبراً، وتفاجأ كذلك عندما عاد إلى بلدته واكتشف أن هنالك دجاجة تضع البيض يحتوي بداخله الشوكولاتة؛ فعلم وقتها أنّه لو تحلّى بالصبر لما حدث معه كل ذلك، قام بوينو بإعادة تنظيم أموره، وعندما خطّط وجهّز عادت الزبائن تتوافد على مقهاه؛ فهذه المرّة يحتوي المقهى على الحليب بالبن والشوكولاتة والكعك.
