قصة بلدة هامايا والفئران

اقرأ في هذا المقال


من أهم الصفات التي من الممكن أن يكتسبها الناس هي النظافة، سنحكي في قصة اليوم عن بلدة تعرّض سكّانها لهجوم الفئران؛ بسبب قلّة الاهتمام بالنظافة، وعندما جاء رجل وساعدهم على التخلّص منها، طلب منهم أن يعتنوا بنظافة البلاد؛ فالنظافة هي الشيء الذي سوف يحميهم من الأذى الذي أصابهم.

قصة بلدة هامايا والفئران

كان هنالك إحدى البلدان واسمها هامايا، تقع تلك البلدة على طرف أحد القارات الأوروبية، كانت تلك البلدة تتصّف بأنّها بلدة جميلة ونظيفة وهادئة جدّاً، وكان سكّانها يعيشون حياة سعيدة ويحبّون أبنيتها وشوارعها، ولكن مرّ على تلك القرية وقت من الزمان لم يعد أهل تلك البلدة يهتمّون بنظافة البلدة وصار الجميع يرمون نفاياتهم في الشوارع، وبسبب ذلك انتشرت الفئران في البلدة، ممّا سبّب ذلك لأهل البلدة انتشار الأمراض المعدية.

وبعد مدّة من الوقت انتشرت تلك الفئران في البلدة بطريقة سريعة؛ حيث يجد الأطفال الفئران في الأسرّة، أو يجدها الناس في رفوف مطابخهم أو داخل الملابس والأحذية وأحياناً يجدها البعض داخل قبعّاتهم، شعر أهل البلدة بالضجر والاستياء من هذا الحال وقرّروا أن يشتكوا لعمدة البلدة هذه الكارثة التي أصابتهم.

وعندما ذهب مجموعة من الأشخاص للعمدة كي يشتكوا له، خرج عليهم عمدة البلد وقال لهم: ما بكم ماذا أصابكم؟ قال له أهل البلدة: نحن لم نعد نحتمل هذا الأمر، نريد أن تساعدنا بحل مشكلة الفئران؛ فهي أصبحت متواجدة بكل مكان، وإن لم تجد لنا الحل فسوف نقيلك من منصبك هذا، قال لهم العمدة: لا عليكم أنا سأقوم بعقد اجتماع طارئ الآن، وسوف أجد الحل المناسب.

وافق أهل البلدة على هذا الاقتراح، وبدأت الاجتماعات يوماً تلو الآخر، ولكن دون أي فائدة؛ فلم يستطع العمدة أو رجالات البلدة العثور على حل لتلك المشكلة، شعر أهل البلدة باليأس تجاه هذا الأمر، وفجأةً بينما كان العمدة يجلس مع رجالات البلدة ويتناقشون بالمشكلة إذ دخل عليهم رجل غريب الشكل، وكان يحرّك يديه وأصابعه بطريقة غريبة جدّاً.

كان هذا الرجل يلبس معطفاً غريباً أيضاً، وعندما سأله العمدة عن نفسه قال له: أنا اسمي المزمار السحري ويعرفني الناس بهذا الاسم، وأنا لدي القدرة على التحكّم بكل أنواع الحيوانات؛ حيث أستطيع أن اطلب من أي حيوان أن يأتي وسوف يستجيب لي على الفور، سأله العمدة: وهل تستطيع أن تتحكّم في تلك الفئران التي تدخل البلدة ونجدها في كل مكان؟ قال له الرجل: بالطبع؛ فأنا حرّرت العديد من البلدان من الحشرات المزعجة.

قال له العمدة: حسناً أنا أريد منك أن تخلّص بلدتنا من تلك الفئران بأسرع وقت ممكن، قال له الرجل: ولكن أنا لدي شرط واحد، يجب عليك أن تعطيني ألف دولار مقابل هذا الأمر، نظر العمدة لرجالات البلدة وقام باستشارتهم بهذا الأمر، وعندما فكّروا وجدوا بأنّه لا حل أمامهم سوى الموافقة على ذلك.

وفي اليوم التالي حضّر الرجل آلته الموسيقية السحرية، وبدأ بالعزف على أوتارها حتّى أنتجت لحناً سحرياً، كان أهل البلدة يراقبون الأمر ويترقبّون ماذا سيحدث بعد ذلك، وفجأةً بينما هو يعزف إذ خرجت الفئران جميعها واحداً تلو الآخر، وكانت مختلفة الأحجام والألوان، وعندما خرجت تلك الفئران تلحق الألحان التي يعزفها هذا الرجل، صار يمشي باتجّاه النهر والفئران تلاحقه، ظلّ كذلك حتى صارت الفئران تغرق بالنهر واحداً تلو الآخر.

تحرّرت تلك البلاد من الفئران بفضل هذا الرجل، فرح أهل البلدة بذلك كثيراً، وعندما ذهب هذا الرجل كي يستلم أجره من عمدة البلدة كما وعده، قال له العمدة: أنا أعترف بأنّك قمت بتحرير البلاد من الفئران، ولكن أنا أظنّ بأن ألف دولار مبلغ كبير؛ فأنت لم تتعب في هذا الأمر، وهو لم يستغرق منك الوقت الكثير بل مجرّد ثلاث ساعات فقط.

غضب هذا الرجل وقال لعمدة البلاد: أنت الآن تخلف بوعدك، فأنت وعدتني بأن تعطيني الألف دولار التي طلبتها منك، وأنا سوف أريك ماذا سأفعل بكم، عاد الرجل إلى الشارع وبدأ بعزف ألحان تختلف عن الألحان التي قام بعزفها في المرة الأولى، وتفاجأ أهل البلدة بأنّ أطفالهم يتبعون هذا اللحن.

مشى الرجل حتى وصل إلى أعلى الجبل، وكان هنالك غرفة مغلقة ولديها باب واسع، دخل الأطفال هذا الباب وأغلق الرجل عليهم الباب، وقال لأهل البلدة: إنّ تلك الألحان تخبر الأطفال أن المكان الذي ذهبوا إليه هو مكان مليء بالحلوى والألعاب الممتعة، غضب أهالي البلدة من ذلك، وذهبوا لعمدة البلاد وألقوا اللوم عليه بما حدث.

عندما علم العمدة بذلك وكان ابنه مع هؤلاء الأطفال؛ قرّر أن يعطي هذا الرجل الألف دولار، فقام بإعادة الأطفال لأهاليهم وقال لهم: أنا أنصحكم أن تنظفّوا مدينتكم وإلّا سوف تعود الفئران لبلاكم، ذهب العمدة وأهل البلاد وبدأوا بتنظيف البلاد من كل أنواع القمامة، وتعلّم عمدة البلاد أن لا يخلف وعده تجاه أي أحد في المرّات القادمة.


شارك المقالة: