قصة بودولينك أو (Budulinek) قصة خيالية للكاتب باركر فيلمور كان جامعًا ومحررًا للحكايات الخيالية من الحكايات التشيكوسلوفاكية والفولكلور السلافي، تمّ تصنيف (The Laughing Prince) على أنّها حكايات خرافية سلافية، استمتع فيلمور بالقصص الخيالية التي سمعها، وجمع هذه الحكايات الشهيرة التي كانت جزءًا من تراث الأشخاص الذين قابلهم في تشيكوسلوفاكيا وأماكن أخرى.
الشخصيات:
- بودلينك.
- الجدة.
- رجل آلة الطحن.
- الثعلبة ليشكا.
قصة بودولينك:
كان هناك طفل صغير يدعى بودولينك عاش مع جدته العجوز في كوخ بالقرب من غابة، كانت الجدة تخرج للعمل كل يوم، وفي الصباح عندما تذهب بعيدًا كانت تقول دائمًا: يا بودولينك، هناك عشاءك على الطاولة، يجب ألا تفتح الباب لأي شخص، وذات صباح قالت له: سأترك لك اليوم بعض الحساء لتناول العشاء، كله عندما يحين وقت العشاء، وتذكر ما أقوله دائمًا، ولا تفتح الباب بغض النظر عمن يقرعه.
ذهبت الجدة بعيدًا وسرعان ما جاءت ليشكا الثعلبة الأم العجوز الخبيثة وطرقت الباب، وقالت: بودولينك أنت تعرفني، افتح الباب من فضلك، فقال لها: لا يجب أن أفتح الباب، لكن ليشكا الأم العجوز الماكرة، استمرت في الضرب، وقالت: اسمع يا بودولينك، إذا فتحت الباب هل تعرف ماذا سأفعل؟ سأقدم لك رحلة على ظهري، فكر بودولينك في نفسه وقال: سيكون من الممتع الركوب على ظهر ليشكا الثعلبة!
لذا نسي بودولينك كل ما قالته له جدته كل يوم وفتح الباب، ودخلت ليشكا الخبيثة إلى الغرفة وذهبت على الفور إلى الطاولة والتهمت وعاء الحساء الذي كانت الجدة قد وضعته هناك لعشاء بودولينك ثمّ هربت، وعندما جاء وقت العشاء، لم يكن لدى بودولينك أي شيء يأكله، وفي المساء عندما عادت الجدة إلى المنزل، وقالت: بودولينك هل فتحت الباب وتركت أحدًا يدخل؟
كان بودولينك يبكي لأنه كان جائعًا جدًا، فقال: نعم، سمحت بدخول ليشكا الثعلبة الأم العجوز، وأكلت كل عشائي أيضًا، قالت الجدة: الآن بودولينك ترى ما يحدث عندما تفتح الباب وتسمح لشخص ما بالدخول، وفي المرة القادمة تذكر ما تقوله الجدة ولا تفتح الباب، وفي صباح اليوم التالي، أعدت الجدة بعض العصيدة لعشاء بودولينك وقالت: تذكر: أثناء ذهابي يجب ألا تفتح الباب بغض النظر عمن يقرع.
لم تكد الجدة بعيدة عن الأنظار حتى عادت ليشكا مرة أخرى وطرقت الباب، وقالت: بودولينك، افتح الباب ودعني أدخل، لكن بودولينك قال: لن أفتح الباب! فتوسلت ليشكا له، وقالت: أنت تعرفني، هل تعلم ماذا سأفعل إذا فتحت الباب، ثمّ وعدته أن تاخذه رحلة مرة أخرى، فكر بودولينك في نفسه وقال: هذه المرة ربما ستركبني على ظهرها، لذلك فتح الباب، ودخلت ليشكا إلى الغرفة والتهمت عشاء بودولينك.
وهربت دون إعطائه أي رحلة على الإطلاق، وفي المساء عندما عادت الجدة إلى المنزل قالت: بودولينك، هل فتحت الباب وتركت أحدًا يدخل؟ بكى بودولينك مرة أخرى وقال: نعم سمحت بدخول ليشكا الثعلب الأم العجوز وأكلت كل طعامي أيضًا! فقالت الجدة: أنت فتى شرير، وإذا فتحت الباب مرة أخرى، سأضطر إلى ضربك، هل تسمع؟ وفي صباح اليوم التالي قبل ذهابها إلى العمل، أعدت الجدة بعض البازلاء لعشاء بودولينك.
بمجرد رحيل الجدة بدأ يأكل البازلاء، وجاءت الثعلبة ليشكا وطرقت الباب، وعندما طلبت منه الدخول، لكن بودولينك لم يفتح الباب، و أخذ وعاء من البازلاء وذهب إلى النافذة وأخفاه هناك حيث لا يمكن أن تراه ليشكا، ولقد توسلت وتوسلت حتى فتح بودولينك الباب في النهاية، والتهمت على الفور وعاء البازلاء كله، ثمّ قالت لبودلينيك: اصعد الآن على ظهري وسأعطيك رحلة.
لذا صعد بودولينك على ظهر ليشكا وذهبت ليشكا تركض في جميع أنحاء الغرفة بشكل أسرع وأسرع حتى أصيب بودولينك بالدوار، ثمّ تسللت ليشكا من المنزل وركضت بسرعة إلى الغابة موطنها حيث الحفرة التي تسكنها وهي تحمل بودولينك على ظهرها، وأخفته في حفرة لها مع أطفالها الثلاثة ولم تسمح له بالخروج، كان عليه أن يبقى هناك مع الثعالب الثلاثة الصغار وقاموا جميعًا بمضايقته وعضه.
وبعد ذلك كان آسفًا لأنّه عصى جدته، وعندما عادت الجدة إلى المنزل وجدت الباب مفتوحًا ولا يوجد حفيدها الصغير في أي مكان، و سألت كل شخص قابلته عما إذا كانوا قد رأوا بودولينك الصغير، لكن لم يره أحد فبكت الجدة وكانت وحيدة وحزينة للغاية، وفي أحد الأيام جاء رجل آلة الطحن الخشبية يعزف أمام منزل الجدة، فقالت الجدة: يا رجل آلة الطحن من فضلك لا تعزف بعد الآن، موسيقاك تجعلني أبكي، فقال لها: لماذا تجعلك تبكي؟
قالت الجدة: لأنّها تذكرني ببودولينك، وأخبرت الرجل عن كل شيء عن بودولينك وكيف سرقه شخص ما بعيدًا، قال رجل الآلة: سأقول لك ما سأفعله أيتها الجدة، بينما أتجول وأعزف سأبقي عيناي مفتوحتين للبحث عن بودولينك، وإذا وجدته سأعيده إليك، بكت الجدة وقالت: إذا أعدت لي بودولينك الصغير، فسأعطيك قدرًا من المال وكمية من الحبوب وكمية من بذور الخشخاش، وكل شيء تطلبه من المنزل!
لذا انطلق رجل آلة الطحن وفي كل مكان كان يعزف ويبحث عن بودولينك، وفي أحد الأيام الأخيرة بينما كان يسير في الغابة، اعتقد أنّه سمع صبياً صغيراً يبكي، وعندما نظر حوله في كل مكان حتّى وجد حفرة للثعلب، فقال لنفسه: أعتقد أنّ ليشكا العجوز الشريرة لا بد وأن تكون قد سرقت الفتى، ومن المحتمل أنّها تبقيه هنا مع أطفالها الثلاثة! سأكتشف ذلك قريبًا.
لذلك بدأ بالعزف، وبينما كان يعزف غنى بهدوء، وعندما سمعت العجوز ليشكا الموسيقى وهي تعزف فقالت لابنها الأكبر: يا بني، أعطي الرجل العجوز فلسًا واحدًا وأخبره أن يذهب بعيدًا لأنّ رأسي يؤلمني، لذلك قفز ثعلب صغير من الحفرة وأعطى رجل الآلة فلساً واحداً وقال: أمي تقول من فضلك هل تذهب بعيدًا لأنّ رأسها يؤلمها، فأمسك الرجل بالثعلب الصغير ووضعه في كيس.
ثمّ واصل العزف والغناء، فأرسلت ليشكا طفلها الثاني بقرش واحد، وأمسك رجل الآلة الثعلب الصغير الثاني بنفس الطريقة ووضعه أيضًا في الكيس، ثمّ بدأ يغني بلطف، فقالت ليشكا: أتساءل لماذا لا يزال هذا الرجل العجوز يعزف على آلتة، وأرسلت طفلها الثالث مع فلس واحد، فأمسك الرجل الثعلب الثالث وحشاه أيضًا في الكيس، ثمّ استمر في العزف والغناء بهدوء.
وفي النهاية خرجت ليشكا بنفسها، لذا أمسك بها أيضًا ووضعها مع أطفالها، وذهب إلى الحفرة وأنقذ بودولينك! وأخذه إلى المنزل إلى جدته، وعاقب الثعالب المشاغبين حتّى توسلوا إليه أن يتوقف ووعدوا بأنهم لن يفعلوا أي شيء مرة أخرى لبودولينك، ثم سمح لهم الرجل بالرحيل وأخذ بودولينك إلى منزل الجدة التي كانت سعيدة برؤية بودولينك وأعطت رجل آلة الطحن بذور الخشخاش وكل ماطلبه، ولم يفتح بودولينك الباب مرّة أخرى!