من أجمل القصص هي التي يخوض فيها بطل القصة التحدّيات للزواج من الأميرة، هذا ما حدث في قصة اليوم الذي كان الشاب نادر يسعى لنيل قلب الأميرة بصنع ساعة غريبة النوع، وساعده بها صديقه القزم؛ استطاع هذا الشاب المجتهد أن ينال قلب الأميرة بصنعه أكثر الأمور روعةً، حيث أعجب بها الجميع وفي النهاية تزوج الأميرة.
قصة تحدي الأميرة
في أحد الأزمان القديمة يسكن قزم واسمه أشوراي، كان هذا القزم يبحث عن صديق لديه كل صفات الشجاعة؛ فهو يحبّ أن يعمل كلّ شيء جديد وممتع ومثير، وكان السحر في هذا الزمن من الأشياء الأساسية لدى الإنسان، والتي يتعايش معها كل يوم.
ظلّ هذا القزم يبحث عن صديق له حتّى وجد بنهاية الأمر شابّاً لطيفاً اسمه نادر، صار القزم ونادر من أعزّ الأصدقاء، كان نادر يعمل في محل للساعات، ولديه من الكثير من صفات الشاب المجتهد والجاد في العمل والأخلاق الكريمة، وكان القزم سعيد جدّاً بمرافقته له في كل مكان، حتّى أنّه ينتظر أي فرصة يقدّم بها المساعدة لهذا الشاب الطيب.
وفي يوم من الأيّام جاء مرسول من الملك ويحمل بيده ورقة يريد أن يقرأها، وقف هذا الرسول في منتصف السوق وبدأ يقرأ الورقة بصوت عالي، وهي رسالة من الملك إلى الشعب، ومحتواها أن الملك يريد أن يزوّج ابنته الوحيدة ويريد أن يبحث عن شاب يقوم بأمر لم يفعله أحد قبله، ومن يستطيع أن يفعل شيء رائع كما يريد فسيزوّجه ابنته، بالإضافة إلى أنّه سيهبه نصف أملاكه في المملكة.
نظر القزم إلى صديقه نادر وقال له: هذه هي الفرصة التي يجب علي أن أجعلك تكسبها، أخبرني ماذا هي أفضل طريقة لتكسب بها قلب الأميرة؟ نظر له نادر وقال: أنا لا أملك أي شيء رائع أفعله سوى أنّك صديق لي، دعنا نذهب إلى هناك وأخبرهم عن صديقي الأكثر روعة.
نظر القزم أشوراي إلى نادر وقال له: ولكن أنت شاب مجتهد بعمله، وأنا أعتقد بأنّه يمكنك أن تصنع ساعة مميّزة، فكّر نادر فيما قاله صديقه القزم أشوراي، وفي تلك الليلة لم ينم جيّداً من شدّة التفكير بالأمر، حتّى أنّه استيقظ في الليل وبدأ بإحضار معدّاته وفكّر أن يجرّب الأمر ويصنع ساعة مميّزة.
وفي اليوم التالي بدأ الشبّان يتوافدون على قصر الملك يحاول كل منهم أن يكسب ثقة الملك وقلب الأميرة، منهم من كان يقوم بعمل حركات بهلوانية، ومنهم من يدعي بأنّه قادر على النوم لمدة ستّة أشهر متواصلة، ومنهم من يفعل بعض الحركات الغريبة، ولكن لا أحد منهم حاز على قلب الأميرة؛ وذلك لأنّها لم تعتقد بأن هنالك أمر في غاية الروعة.
بعد ذلك دخل نادر على ساحة الملك وأراد أن يري الملك ما صنعه ويخوض التحدّي، أخرج الساعة التي كان قد صنعها وأراها للملك، ولكن الملك لم يعجب بها وقال له: إنّها من أسوأ ما رأيته في حياتي، ولكن نادر قال له: أرجوك يا سيدّي الملك لا تحكم على الشيء قبل أن تتحقّق منه، اطلب منك أن تنتظر قليلاً.
انتظر الملك متسائلاً عمّا سيفعله هذا الشاب، قام الشاب بتحريك ساعته حتّى دقّت الدقّة الأولى وصارت الساعة واحدة، وخرج من داخلها رجل خشبي صغير فقال نادر: هذه هي أول قاعدة للحياة، يجب عليك أن تتحلّى بالإيمان، بعد ذلك عاد الرجل إلى الساعة، وعندما أصبحت الساعة الثانية خرج منها راقصين صغيرين، ثم أصبحت الساعة الثالثة خرج منها منظراً جميلاً تلتقي به الشمس مع القمر، وصوت يحكي بعض النكات، وعند الخامسة خرج منها زهرة وسلّة فواكه وعشّاً فارغاً.
بدا الأمر لجميع الحاضرين وكأنّه لغز صعب، لم يستطع أي شخص أن يحلّه ما عدا الأميرة التي فهمت أن كل شيء يرمز لفصل من الفصول الأربعة، ثم أصبحت الساعة السادسة خرج منها حجر النرد ومكتوب عليه الرقم ستة، بعد ذلك خرج سبعة من الأقزام وهم إشارة على الأيّام السبعة، وعند الساعة ثمانية خرجت ثمانية كواكب وهي تدلّ على النظام الشمسي.
وظلّت كذلك حتّى كان كل رقم يمثّل تحفة تعبّر عن حقائق الحياة، أعجب الملك والأميرة بعمل هذا الشاب، وقرّرت الأميرة أن تتزوّجه، ولكن حدث أمر غريب وهو دخول شاب يحمل الفأس وقام بضرب الساعة فدّمرها وقال: أنا أعتقد أنّني قمت بأكثر عمل رائع وهو تحطيم مثل تلك الساعة.
ولسوء الحظ وافق الملك أن يزوّجه ابنته، شعرت الأميرة بالحزن فهي كانت تريد الزواج من نادر صانع الساعات، وفي يوم الزفاف حدث أمر غريب؛ حيث جاءت كل التحف التي قام نادر بصنعها وبدأت تضرب بهذا الرجل حتّى وقع أرضاً، وقرّرت وقتها الأميرة أن تتزوّج نادر، وبذلك ساعد القزم أشوراي نادر على تحقيق حلمه والزواج من الأميرة.