كان لجحا قصص كثيرة مع البخلاء، فهم بنظره من أكثر فئات المجتمع استفزازاً بتصرفاتهم التي تدل على البخل، وكانت أغلب قصصه من وحي واقعه وشخصيات القصة من بيئته التي يسكن بها، وفي كل قصة عن البخل كان جحا يقوم بتصرّف يعطي به درساً للبخلاء عن بخلهم، سنسرد لك عزيزي القارئ في هذا المقال قصة جحا مع رجل بخيل.
جحا ودعوة البخيل:
كان جحا يسكن بقرية، وكان بهذه القرية يسكن أحد الأغنياء وكان رجلاً غنياً واشتهر ببخله، وفي يوم من الأيام مرض هذا الرجل البخيل فدعا الله أن يشفيه من مرضه، واستجاب له ربه لهذه الدعوة وشفاه شفاءً تامّاً، جاء اليوم التالي طلب هذا الرجل جحا أن يأتي إليه، وقال له بأنّه وعد الأصدقاء أن يقيم لهم حفلاً كبيراً عندما يشفى من مرضه، فطلب من جحا مرافقته من أجل دعوتهم للحفل.
ذهب جحا مع هذا الرجل من أجل دعوة من يريد للاحتفال، وأمضوا وقتاً طويلاً في ذلك حتّى شعر جحا بالجوع الشديد، واستاء من هذا الرجل الذي لم يقدم له أي نوع من الطعام طوال هذا الوقت، وعندما جاء وقت الاحتفال أمر هذا الرجل الطاهي لديه بأن يقوم بوضع مائدة كبيرة تحمل جميع أنواع الطعام المختلفة من طعام ودجاج وحلويات أيضاً، ولكن عندما جاء المدعوون تفاجئوا بذلك؛ وهذا لأنّهم يعرفون جيداً ما مدى بخل هذا الرجل، كان وقتها جحا يشعر بالجوع الذي لا يطاق فقام بالجلوس قرب المائدة، وقام الجميع بفعل ذلك أيضاً بينما هم جالسين إذا أتى الطاهي ويحمل آنية الشوربة التي تفوح منها روائح شهية.
وعندما جاء بها الطاهي للرجل طلب أن يتذوقها، وعندما شرب منها شعر بالاستياء ووبّخ الطاهي وقال له: ألم أطلب منك مراراً وتكراراً بأن لا تضع الثوم بالطعام؟ فأخبره الطاهي بأن هذا النوع من الطعام يحتاج لهذه النكهة، فأمر الرجل بإرجاع الإناء واغتاظ جحا لذلك، بعد ذلك التفت الرجل إلى الإناء الذي وضع به الديك الرومي والذي كان مليئاً بروائح البهارات الشهية، فقام بتوبيخ الطاهي وقال له: الم آمرك ألّا تضع هذا النوع من البهارات على الطعام، وأمر بإزالة الطبق أيضاً، تحسر جحا على حاله.
جاء الطاهي بطبق الحلويات وأراد ان يطعم الموجودين فبدأ بجحا، صاح الرجل للطاهي قائلاً: كيف تطعم جحا الحلو قبل أن يأكل من الطعام؟ وأمره بالذهاب وازداد اغتياظ جحا من حيلة هذا الرجل البخيل بإزالة الطبق، فقام جحا بعدها منطلقاً إلى طبق فيه الأرز والكثير من المكسرات ذات الروائح الشهية، وبدأ بالأكل بنهم ملعقة تلو الأخرى لشدة جوعه، لاحظ الرجل ذلك وطلب من جحا الانتظار لحين إكمال مائدة الطعام، فقال له جحا: أمهلني أن أملأ معدتي الجائعة حتى تنتهي من ملئ طعامك بالعيوب المتعددّة، فهم الرجل أن جحا كشف حيلته وضحك الجميع ولقّن جحا هذا الرجل درساً لبخله الشديد.