من أجمل الأمنيات الموجودة في خيال الأطفال هي قدرتهم على التكلّم مع الحيوانات واللعب معها بأمان، سنحكي في هذه القصة عن فتاة مشاغبة وعائلة للباندا، وتدور أحداث القصة حول زيارة هذه الفتاة لمنزل الباندا من دون استئذان أمّها، فتضل طريقها في الغابة ولكنّها بمساعدة الباندا تعلّمت أن لا تذهب لأي مكان من دون إخبار والدتها والاستئذان منها.
جولديلوكس وعائلة الباندا:
في يوم من الأيام كان هنالك فتاة جميلة ذات شعر أشقر مجعّد اسمها جولديلوكس، وكانت هذه الفتاة لطيفة جدّاَ ويحبّها كل من رآها، على الرغم من ذلك كانت في أغلب الأحيان مشاغبة وتحدث بعض الفوضى لمن حولها، ففي مرة من المرات أعدّت لها أمّها فطيرة لذيذة ولكنها أوقعتها وهي تقفز بالحبل، فغضبت أمّها منها كثيراً وقالت لها: لا تذهبي إلى الغابة حتى أقوم بإعداد فطور آخر لكِ.
شعرت جولديلوكس بملل شديد وهي بانتظار أمّها وهي تعد لها الفطور، فقرّرت أن تمشي نحو الغابة قبل أن يكتشف أحداً أمرها، وبينما كانت أمّها تعد لها الطعام اتجهّت نحو الغابة، كان يسكن في هذه الغابة عائلة من الباندا وهي أب كبير وأم متوسطة الحجم وابن صغير، استيقظت الأم الباندا مرة في الصباح وأعدت لعائلتها الطعام الذي بحبّونه وهو الخيزران بالفانيلا، فاستيقظ الأب على رائحة الطعام اللذيذة وأيقظ ابنه الصغير كذلك وعلى الرغم من حبة للنوم إلّا أنه لم يستطيع مقاومة الرائحة الشهية.
اجتمعت هذه العائلة على مائدة الطعام وكان الطعام ساخناً جدّاً، فاقترح الابن الصغير أن يذهبوا بجولة في الغابة حتى يبرد الطعام، وافقت الأم وقالت: نعم هيا ولنجمع بعض الخيزران لطعام العشاء أيضاً، ذهبت العائلة للتجول في الغابة، وفي هذه الأثناء كانت جولديلوكس في الغابة تلاحق الفراشات الجميلة وكانت قد وصلت إلى منتصف الغابة حتى تاهت فيها.
شعرت جولديلوكس بالجوع والعطش، وفجأةً رأت بيتاً جميلاً للباندا فقرّرت دخوله، ذهبت للمنزل وطرقت الباب ثلاث مرات ولكن لم يستجيب أحد، وعندما دخلت المنزل وجدت ثلاثة أوعية من الطعام على المائدة، ولأنها كانت جائعة أكلت من الوعاء الكبير ومن شدّة جوعها تناولت الطعام وهو ساخن فأحرق فمها، ثم أكلت من الوعاء المتوسّط فوجدته بارد، وعندما تذوقت الصغير وجدته مناسب جدّاً، وأكلت الوعاء الصغير كلّه.
ذهبت جولديلوكس للمدفأة لكي تتدفأ وترتاح، وكان هنالك ثلاثة مقاعد مختلفة فجلست على المقعد الكبير ووجدته خشن وساخن، وعندما جلست على المقعد المتوسّط الوردي وجدته ناعم جدّاً، وعندما جلست على المقعد الصغير وجدته مناسباً، ولكن فجأةً انكسر هذا المقعد.
دخلت جولديلوكس غرفة النوم ووجدت ثلاثة أسرّة مختلفة، فأرادت النوم على السرير الكبير فوجدته كبير جدّاً، ثم ذهبت إلى السرير المتوسط فوجدته ناعم فقفزت على السرير الصغير فأعجبها ووجدته مريحاً، بعد ذلك عادت عائلة الباندا وعندما جلسوا على مائدة الطعام وجدوا شيئاً مختلفاً.
وجد الأب والأم وعائهما ناقصاً، ووجد الابن الصغير وعائه قد تم تناوله بشكل كامل فحزن لذلك وبدأ يبكي، بدأت عائلة الباندا بالبحث في المنزل وعندما وصلوا للمقاعد وجدوا المقعد الصغير مكسور فبكى الابن وقال الأب: أحدهم جلس على مقعدي وقالت الأم كذلك، فأثارهم الفضول للذهاب إلى غرفة النوم، وعندما دخلوا للغرفة قال الأب: أحدهم نام على سريري وأسقط وسادتي على الأرض، وقالت الأم: وأنا أحدهم نام على سريري.
تفاجأ الابن عندما نظر إلى سريره وقال لوالديه: أبي أمي هنالك من ينام في سريري، ولكن الأب والأم لم يلاحظوا ذلك، وعندما رفعوا الغطاء تفاجئوا بفتاة تنام على السرير، فاستيقظت جولديلوكس وعندما رأت الباندا الثلاثة شعرت بالخوف الشديد، فسألها الابن الصغير: من أنتِ ولماذا تنامين في سريري؟ قالت جولديلوكس: أنا أعتذر من الدخول من غير استئذان ولكنّني ضللت الطريق في الغابة فدخلت وأكلت بعض الطعام وارتحت قليلاً.
غضبت الأم الباندا وقالت لها: ولكن ليس من اللائق الدخول للمنازل من دون استئذان يا صغيرتي، ولا بد أن والديكِ يشعرون بالقلق عليكِ الآن، فقرّروا الذهاب معها لإيصالها للمنزل، وكانت عائلة الباندا تعرف جميع الطرق في الغابة فأوصلوها لمنزلها بكل سهولة، وعندما وصلت منزلها فرحت كثيراً وحضنتها أمّها وقالت: يا صغيرتي لقد بحثت عنكِ في كل مكان.
اعتذرت جولديلوكس من أمّها كثيراً وقالت لها: أنا آسف يا أمي فلن أذهب بعد اليوم أي مكان من دون استئذانك، أصبحت جولديلوكس صديقة للباندا الصغير، وأصبحت تستأذن أمّها في أي مكان تذهبه وخصوصاً لمنزل الباندا، ولم تعد تضل الطريق لأن الباندا الصغير كان دائماً معها.