هنالك بعض الأشخاص يمتلكون الكثير، ولكن عندما ينظر لغيره يشعر أنّه يريد امتلاك شيء أكثر؛ وهذا بسبب الطمع والجشع، وهي من الصفات الذميمة التي غالباً ما تضر صاحبها، سنحكي في قصة اليوم عن أخوين، كان أحدهما يمتلك مالاً أكثر من الآخر، فعندما أصبح الأخ الفقير أغنى من الآخر، غار منه وبسبب طمعه وغيرته من أخيه خسر كل ما يملك.
قصة حبة الشمندر:
كان هنالك أخوان يعيشان مع بعضهما البعض في منزل واحد، ولكن كان أحد هذين الأخوين فقير الحال واسمه كريم، والآخر كان ميسوراً واسمه خالد، كان كريم يشعر بالحزن لوضعه المادي؛ فقرّر أن يفكّر في طريقة لتحسين حالته؛ ونوى أن يعمل بقطعة الأرض التي ورثها عن أبيه، وبدأ يعمل بها وكان أول ما زرعه هي بذور الشمندر.
وعندما نمت هذه البذور امتلأت المزرعة بنبات الشمندر البهي المنظر، وكان من بين هذه الثمار حبة كبيرة الحجم، عندما رآها كريم أعجب بها، وذهب مسرعاً ينوي بيعها في السوق، ولكنّه عندما عرضها على التجّار تفاجأ بأن أحداً لم يقبل شرائها؛ لأنّ حجمها كبير وعملاق، فكّر ماذا سيفعل بها؛ فخطر بذهنه أن يعطيها للملك كهدية.
ذهب كريم وأحضر عربة ليستطيع وضع حبة الشمندر بداخلها وجر العربة، واتجّه للقصر الملكي، عندما عرضها على الملك تفاجأ بها الملك وأعجب بها كثيراً، وسأل كريم عنها وقال: من أين حصلت على مثل هذه الحبة العملاقة، وما هو نوع البذور التي استخدمتها لتحصل على مثل هذه النبتة الضخمة؟ فقال له كريم: يا سيدي الحاكم ما أنا إلّا مزارع بسيط كنت أنثر البذور في مزرعتي، وعندما نمت تفاجأت بهذه الحبّة، ويبدو أنّها نمت بهذا الشكل بمحض الصدفة.
عندما سمع الحاكم بقصّة هذا المزارع البسيط تأثّر بكلامه؛ فهو لا يمتلك إلّا هذه المزرعة الصغيرة، فقرّر أن يعطيه وزن هذه الحبة العملاقة ذهباً؛ ليرد له إحسانه معه، سمع أخاه خالد بهذا الشيء فشعر بالاغتياظ الشديد؛ لأنّ أخاه أصبح أكثر ثراءً منه؛ لذلك قرّر أن يقدّم للملك هدية قيّمة، فأرسل له خيل وكمية من الذهب ظنّاً منه أن الملك سيرد له الهدية ويصبح أكثر ثراءً.
عندما استقبل الملك هدية خالد فرح بها كثيراً وطلب استدعائه، فرح خالد كثيراً وظن أن الملك يريد أن يرد له الهدية بشيء أثمن، ولكنّه تفاجأ بأنّ الملك قال له: إن الهدية التي قدمتها لي ثمينة جدّاً وأنا لا أملك أثمن من ذلك لأردّه لك، شعر خالد بالحزن الشديد؛ فقد خسر كل ما يملك من ذهب وخيل وعاد فقير الحال، وأصبح كريم أغنى منه بسبب حبة شمندر، أمّا هو فطمعه وغيرته كان سبب وصله إلى هذه الحالة.