هنالك الكثير من القيم الأخلاقية الرائعة التي يجب على الأطفال تعلّمها ومنها: عدم إيذاء أي شخص أو كائن مهما كان حجمه، ويجب عليهم أن يتعلّموا أن جزاء الإحسان هو الإحسان، سنحكي في قصة اليوم عن ثلاث إخوة وجدوا دودة صغيرة على علبة المربّى، فقرّر واحد منهم قتلها، ولكن الآخرين قرّروا إنقاذها؛ فنالوا جزاء الخير بإحسانهم لها.
قصة دودة توت العليق:
كان هنالك قرية مشهورة بتصنيع مربى من نبات توت العليق، وكان يسكن في هذه القرية عائلة مكوّنة من ثلاثة أخوة وهم: كالو وإدوارد وزومبا، في هذه القرية نبتة التوت هي النبتة الأساسية وكان مذقها لذيذاً برأي الجميع. في يوم من الأيام جلست هذه العائلة على مائدة الإفطار كي تتناول مربّى توت العليق، كان أحد الأبناء يأكل ثم لاحظ شيئاً غريباً، وعندما نظر إدوارد لعلبة المربّى اكتشف أن هنالك دودة تمشي على المرتبان، فصرخ وقال: يجب أن نقتل هذه الدودة.
اقترحت كالو عدم قتل الدودة وقالت الأم: كفاكم يا أولادي جدالاً فقط أبعدوا هذه الدودة عن علبة المربى، فقامت كالو بإحضار ورقة من شجرة التوت ووضعت الدودة عليها وقرّرت إبعادها في مكان ما في الغابة، ذهبت كلاً من كالو وزومبا إلى الغابة لإبعاد الدودة فاقتربن من شجرة لوضع الدودة عليها، ولكن لاحظت كالو أن هنالك طائر سنونو يقترب منها فقالت لأختها: توقّفي عن ذلك فلا بد أن طائر السنونو هذا سيأكلها دعينا نضعها على شجرة أخرى، فذهبن إلى شجرة أخرى لونها أحمر جميل ووضعنها هناك.
وذات ليلة كانت العائلة تجلس على مائدة العشاء، وكانوا يأكلون مربى التوت اللذيذ مع القشدة، وعند الانتهاء من الأكل لاحظت الأم أن علبة المربّى أصبحت فارغة فقالت: لقد نفذ المربّى كلّه لدينا ولم يتبق أي شيء نخزّنه لفصل الشتاء. قالت كالو وزومبا: لا تقلقي يا أمي غداً سنذهب إلى الغابة لجمع التوت، فقالت لهم الأم: حسناً ولكن يجب أن تعدن قبل غروب الشمس؛ أخذت كالو سلة صفراء وزومبا سلة زرقاء وسرن إلى الغابة لجمع التوت.
سارت كالو وزومبا بحثاً عن نبتة توت العليق، ولكن وجدن أن التوت لونه أخضر أو أصفر ولم يستطعن إيجاد توت العليق، فاستمررن بالبحث حتى استطعن أخيراً ان يجدن شجرة توت العليق؛ فبدأت كل منهما بجمع التوت في السلة، ولكن تفاجأت كالو أن المساء قد حل وأدركت أن عليها هي وأختها العودة إلى المنزل.
وفي طريق العودة أضللن الطريق وقرّرت كل منهما المكوث بالغابة حتى صباح اليوم التالي وقالت زومبا: لا بد أن نرى مدفأة المنزل عند الصباح، عندما جاء الصباح حاولت كل من كالو وزومبا العودة للمنزل ولكن دون جدوى؛ فحلّ المساء في هذا اليوم أيضاً وهن في الغابة فجلسن في الغابة وبدأن بالبكاء.
وأثناء بكائهن ظهرت لهما جنية صغيرة، وطلبت منهن أن يتبعنها وعندما تبعنها وجدن أنّهن عدن لشجرة توت العليق التي قطفن منها الثمار، وفجأة شعرت كالو بالجوع فقالت: أتمنى أن أملك شطيرة فأنا جائعة جدّاً، فظهرت شطيرة بيدها وقالت لأختها زومبا: انظري ماذا حصل فقالت زومبا: أنا أتمنّى شطيرة وكوب من الحليب، فظهر بيدها ما تمنّت.
وفجأة ظهر أمامهن سريرين مريحين فذهبن إليه ونمن حتّى الصباح، وعند الصباح استيقظت الأختان وكانت الشمس ساطعة والأشجار الخضراء بكل مكان، فعرفن أنّهن قد نمن في الغابة، وفجأة ظهر بين الأشجار رجل كبير في السن يحمل عصا ذهبية عليها جوهرة على شكل ثمرة توت العلّيق وقال لهما: أنا ملك التوت وقد أرسلت لكما الجنية لكي تساعدكما كما ساعدتموني.
نظرت كالو للرجل وقالت: ولكن نحن لا نعرفك فقال لها: أنا هي دودة التوت التي أنقذتموها، وأنا أتحوّل لشكل الدودة في كل مائة عام مرة لكي أتعرّف من هم الطيبين وأكتشف قيمتهم الحقيقية، فرحت الأختان بذلك كثيراً وقال لهما: أمّا الآن فسأرسل معكما الجنية كي تقودكما إلى المنزل فأنا أعرف أنكن قد أضللتن الطريق، وعندما تصلن المنزل ستجدن الكثير من الهدايا بانتظاركن وهذا هو الجزاء الأمثل لطيبة قلوبكن.
سارت الأختان خلف الجنية، وعند وصولهما كانت الأم بانتظارهم وتشعر بالقلق الكبير، فأخبراها بما حدث، وجاء أخاهم إدوارد وأخبرهم بأن هنالك رجل عجوز مرّ بالمنزل وترك سلة لهما، وعندما فتحوا السلة وجدوا إسوارين من الذهب، وكانت هاتين الإسوارين مرصعّتان بالجواهر التي كانت على شكل توت العليق، وكان هنالك هدية لإدوارد أيضاً وهو خاتم فضي على شكل دودة. أدرك إدوارد في هذا الوقت أنّه يجب عليه أن لا يؤذي أي مخلوق مهما كان حجمه.