قصة سامر اليتيم

اقرأ في هذا المقال


علينا تعليم أطفالنا أهميّة احترام الظروف التي يمر بها الآخرين، فقد نواجه في حياتنا بعض الأشخاص الذين يمتلكون ظروفاً مختلفة كأصحاب الاحتياجات الخاصّة أو الأيتام أو غيره، سنحكي في قصة اليوم عن سامر اليتيم الذي كان يعاني من قسوة عمّه وأولاده في المعاملة؛ والسبب في ذلك أنّه يتيم الأب، ولكن أرسل الله لسامر من يعوّضه عن ذلك.

قصة سامر اليتيم

سامر ولد يتيم الأب يعيش مع أمّه بجوار عمّه وأولاد عمّه، وفي العطلة الصيفية خرج سامر ليتمشّى حتّى وصل به الطريق إلى المصيف؛ فبدأ سامر باستذكار ذكرياته الحزينة في تلك الرحلة التي ذهب بها مع أولاد عمّه؛ حيث ذهب أولاد عم سامر للسباحة وتركوا سامر وقالوا له: يجب عليك البقاء لحراسة أغراضنا حتّى نعود.

بقي سامر بداخل المصيف ولم يذهب للسباحة واللعب كباقي أولاد عمّه، والسبب في ذلك أنّه يتيم الأب، ولم تكن والدته تقوم بشراء الحلوى اللذيذة له كباقي أصدقائه، ولم يكن يستطيع الذهاب إلى السينما أو الملاعب أو غيرها من الأماكن، بل يبقى في المنزل وحيداً ويقوم بركل الحائط والصراخ والبكاء دون أي فائدة.

ظلّ سامر بداخل المصيف يحاول حبس دموعه وكان يقول لنفسه: إنّ فصل الصيف جميل لمن له أب، ويبدو أن عمّي أخذني معه في هذه الرحلة لكي أحرس له أشيائه وأنظّف له المنزل فقط، عاد أولاد عم سامر من السباحة وكانوا يجلسون ويتسامرون ويتجاذبون أطراف الحديث، وأصوات معدة سامر من الجوع تكاد تفضحه.

كان سامر يقول في نفسه ويدعو: يا ربّي أنا أعلم أنّني لست مذنباً لأنّني يتيماً، وأنّ هذا لحكمة وأنا أرضى بقضائك، لكن في هذا العالم أناس سيّئون يقومون بمعاقبتي على ظرفي وكأنّه ذنب، كان سامر يبكي وهو يضع رأسه بين قدميه، وفجأةً دخلت عليه سارة ابنة عمّه الكبرى وقالت له: أنت تجلس هنا يا سامر لقد كنت أبحث عنك.

تفاجأ سامر بابنة عمّه سارة وهي تحمل بيدها رغيف لحم مشوي، وطلبت منه أن يأكله، قضم سامر من رغيف اللحم المشوي قضمة وفرح كثيراً بطعمه اللذيذ، وقالت له سارة: أريد منك يا سامر أن تعتبرني كأختك الكبيرة وتطلب منّي ما تشاء، أمّا الآن فتعال كي نلعب معاً، فرح سامر كثيراً وشعر بأنّ الله قد استجاب لدعائه، وأرسل له من عوّضه عن الأشخاص السيئين الذي قابلهم في حياته، وبينما هو جالس يستذكر هذا شعر وكأنّه يشتم رائحة اللحم المشوي اللذيذ.


شارك المقالة: