قصة روبين هود هي من القصص الشهيرة للأطفال؛ حيث تحكي عن فتى تعرّض للظلم في حياته وقرّر أن يفني بقيّة حياته في الدفاع عن الفقراء ضد الأغنياء، وفي هذه القصة الكثير من العبر مثل وصف بشاعة الظلم الذي يتعرّض له الفقراء في حياتهم، الحث على الشجاعة وحب الخير ونبذ الظلم والاستغلال.
روبين هود:
كان هنالك فتى يعيش في إحدى غابات إنجلترا، كان هذا الفتى يتصّف بالشجاعة والبراعة واسمه روبين هود، كان يعيش هذا الفتى في صغره مع أشخاص من طبقة النبلاء، وفي يوم من الأيام حدث له شيء معهم وقاموا بخداعه، ومنذ لك الوقت قرّر روبين هود تركهم وأثّر هذا الخداع والاستغلال عليه كثيراً؛ حيث قرّر أن يمضي بقية حياته في دعم الفقراء والوقوف إلى جانبهم ضد الأغنياء، وذلك من خلال أخذ النقود من الأغنياء وإعطائها للفقراء؛ ظناً تاماً منه أنّ جميع الأغنياء لا يستحقّون أن يمتلكون النقود التي يمتلكونها.
بدأ صيت روبين هود ينتشر بين الناس وأصبح مشهوراً بأفعاله، سمع قائد توتنغهام عنه وقرّر أن يقضي عليه، فذاع بين النّاس أنّه من يستطيع القبض على روبين هود فسوف يحظى بمكافأة كبيرة، ولكن أغلب محاولات هذا القائد كانت تبوء بالفشل؛ وهذا لأنه أصبح نصير الفقراء وأصبح محبوباً لديهم؛ فجعلوه زعيمهم وقائدهم وكانوا على علم بمخطّطات توتنغهام الشريرة؛ لذلك كانوا دائماً يقومون بحمايته منه، وكان روبين هود فتى ذكي وكان يفكّر في كل خطوة ومكان يذهب إليه؛ لذلك أصبح هذا القائد يفكّر لخطة جديدة لإيقاع روبن هود في شباكه.
عندما بدأ قائد توتنغهام بالتفكير لتدبير الخطة الجديدة للإيقاع بروبين هود كان يضع في اعتباره الأغنياء، وكان يخاف عليهم من فقدان ثرواتهم من خلال عبورهم عبر غابة شيرود؛ وذلك لأنّه كان يعرف أن روبن هود يتواجد هناك وسيسلبهم ما يملكون؛ لذلك طلب من الملك أن يرسل له بعض الإمدادات للمساعدة ولكن الملك رفض أن يرسل له أي أحد من رجاله.
كان لقائد توتنغهام مساعد واسمه روشيه استدعاه في إحدى المرات وطلب منه المشورة في رأي وقال له: ما رأيك أن نعلن عن منافسة لأقوى مطلق نار في توتنغهام وفي ذلك الوقت سيسمع روبين هود ولن يستطيع مقاومة مثل هذا النوع من المنافسات وسنوقع به وقتها وأجعل الحرّاس يلتقطونه، أيّده مساعده على هذه الفكرة البارعة.
كان روبين هود دائماً ما يحمل الرمح والقوس معه، وكان بارعاً في إطلاق النار ومن أمهرهم في توتنغهام؛ لذلك عند سماعه عن هذه المنافسة قرّر المشاركة ليثبت للجميع أنّه الأفضل في توتنغهام، بعض الأشخاص المحيطين لروبين هود والمخلصين له حاولوا منعه من المشاركة، وقالوا له:لربّما هذه إحدى خطط القائد للإيقاع بك، وبعضهم قال: يا روبين هود أنت فتى فطن وسيكون من الغباء أن تذهب للفخ وتدخل عرين الأسد بنفسك، ولكن بالرغم من كل تلك المحاولات إلّا أن روبين هود عزم على المشاركة ولم يبالي بهذه الكلمات.
في اليوم التالي بدأت المنافسة واستعد الجميع وكانت الحشود بالانتظار، كان عدد المتنافسين عشرة؛ فجاء القائد يبحث فيهم عن روبين هود وكان هو يعلم أنّه يمتلك شعر أحمر، فبدأ يبحث ويسأل حراسه عنه ولكنّه لم يجد بين أي أحد منه يمتلك هذا الشعر هو أو حرّاسه، فظن أن روبين هود كان فطناً لهذه المنافسة ولم يأتي، بدأت بعد ذلك المنافسة وكان من أحد هؤلاء المتنافسين رجلاً يدعى وليام، كان وليام من أحد الأشراف وكان ماهراً في رمي النار والسهام ومن أشهرهم في توتنغهام وكان يلبس زي باللون الأخضر.
تقدّم وليام وبدأ برمي السهام وبالفعل أبدى مهارة منقطعة النظير في التصويب نحو مركز الرمي، نظر له القائد وصفق له وأشاد به وبمهارته، ولكن سرعان ما تفاجأ القائد أنّ سهام وليام قد اتجهت نحوه حيث الكرسي المحمل بكوابل الرصاص.
وما كان هذا الرجل هو وليام بل كان روبين هود الذي كان متخفيّاً بذلك الزي، سرعان ما أراد قائد توتنعهام الإيقاع به فأمر حرّاسه بالإمساك به، ولكنّهم لم يستطيعوا فعل ذلك؛ لأن روبين هود كان قد قفز مباشرة من فوق الجدران وامتطى حصانه الأبيض وفر هارباً ولقّن هذا القائد ورجاله درساً لن ينسوه أبداً.