قصة زهرة الجان أو (The Flower-Elves) هي حكاية فولكلورية صينية مقسمة إلى عدة فئات، حررها الدكتور فيلهلم، نشرت عام 1921، للناشر الدكتور فيلهلم.
الشخصيّات:
- سالكس.
- برونوفورا.
- بيرسيكا.
- بونيكا.
- العمّات الثمانية عشر.
قصة زهرة الجان:
كان هناك عالِم عاش بعيدًا عن العالم من أجل اكتساب الحكمة الخفيّة، عاش بمفرده وفي مكان سرّي، وكان كل شيء مخفي عن الجميع بما يخص المنزل الصغير الذي سكن فيه، كان قد زرع كل أنواع الزهور والخيزران والأشجار الأخرى، وكان هناك يرقد مختبئًا تمامًا في بستان الزهور الكثيف، لم يكن معه إلا خادمًا سكن في كوخ منفصل، وكان ينفّذ أوامره.
ولم يُسمح له بالمثول أمام سيده إلا بعد استدعائه، كان العالم يحب زهوره كما لم يحب شيء مثلها، ولم تطأ قدمه أبدًا خارج حدود حديقته، وصادفت أنّه ذات مرة جاءت أمسية ربيعية جميلة، كانت الزهور والأشجار تتفتح بالكامل، وكان نسيم منعش يهب، وكان القمر يشرق بوضوح، وجلس العالم فوق كرسيّه وشكر عطية الحياة له، وفجأة رأى عذراء بملابس داكنة تتعثر في ضوء القمر، قدّمت له مجاملة عميقة، وحيّته وقالت: أنا جارتك، نحن مجموعة خادمات شابّات في طريقنا لزيارة العمّات الثماني عشرة.
ثمّ قالت: ونودّ أن نستريح لبعض الوقت في هذه الحديقة، وبالتالي نطلب إذنك للقيام بذلك، رأى العالم أنّ هذا شيء خارج عن المألوف، وبكل سرور أعطى موافقته، فشكرته العذراء وذهبت، وفي وقت قصير أعادت حشدًا كبيرًا من الخادمات خلفها يحملنّ الزهور وأغصان الصفصاف، استقبلن الجميع العالم، وكنّ ساحرات مع ميزات دقيقة، وشخصّيات نحيلة ورشيقة، وعندما حركنّ أكمامهن، انبعثت منهن رائحة طيبة، ولم يكن هناك عطر معروف للعالم البشري يمكن مقارنته به.
دعاهنّ العالم إلى الجلوس لبعض الوقت في غرفته، ثمّ قال لهن: لي شرف التسلية والجلوس معكن؟ هل أتيتنّ من قلعة السيدة في القمر، أو من الينابيع لملكة أم الغرب؟ قالت عذراء في ثوب أخضر بابتسامة: كيف يمكننا أن ننتسب لهذا النسب العالي؟ ثمّ قالت: اسمي سالكس، ثمّ قدمت أخرى نفسها وهي مرتدية البياض، وقالت: أنا هي السيدة برونوفورا، ثمّ تقدمت واحدة نفسها في وردة، وقالت: أنا هي بيرسيكا.
وأخيرًا تقدمت واحدة في ثوب أحمر غامق وقالت: أنا هي بونيكا، ثمّ قالت: نحن جميعًا أخوات ونريد زيارة عمّاتنا الزفير الثمانية عشر اليوم حيث يضيء القمر بشكل جميل للغاية هذا المساء وهو ساحر للغاية هنا في الحديقة، نحن في غاية الامتنان لك لأنّك تشفق علينا وتجعلنا في ضيافتك، قال العالم: نعم، نعم، ثمّ جاء الخادم فجأة وقال: عمّات الزفير قد وصلن بالفعل!
نهضت الفتيات على الفور وذهبن إلى الباب لمقابلته، وقلن وهنّ مبتسمات: كنّا على وشك زيارتكن يا عمّات، لقد دعانا هذا السيد هنا للجلوس للحظة، يا لها من مصادفة سارّة أنّكن أتيتن إلى هنا أيضًا يا عمات، هذه ليلة جميلة يجب أن نشرب كأساً من الرحيق تكريماً لكن! وأمرن الخادم بجلب ما يلزم، سألت العمات: هل يجوز للمرء الجلوس هنا؟
أجابت الخادمات: رب البيت أحسن باختياره هذا المنزل، والمكان هادئ ومخبأ، ثمّ قدمن الخالات للعالم الذي تحدث ببعض الكلمات اللطيفة إلى العمّات الثماني عشرة، كان لدى العمّات إلى حد ما طريقة غير مسؤولة في شربهن، ثمّ تدفقت كلماتهن الكثيرة كالنهر، وفي هذه الأثناء كان الخادم قد أحضر بالفعل طاولة وكراسي، جلست العمّات الثماني عشر في الطرف العلوي من اللوح، وتبعهن الخادمات، وجلس العالم معهم في أدنى مكان.
وسرعان ما غُطيت المائدة بالكامل بألذ الأطعمة وأروع الفواكه، وامتلأت الكؤوس برحيق عبق، كان العالم مسروراً جداً بلقائهن، وأشرق القمر بشكل مشرق وكانت الزهور تنفث روائح عبقه، وبعد أن تناولوا الطعام والشراب ارتفعت الخادمات ورقصن بلطف، وتردد صدى صوت غنائهن، وكان رقصهن مثل رقصة الفراشات التي ترفرف حول الزهور، لقد تغلبت السعادة على العالِم لدرجة أنّه لم يعد يعرف ما إذا كان في السماء أم على الأرض.
عندما انتهت الرقصة، جلست الفتيات مرة أخرى على الطاولة، وشربن بصحة العمّات في الرحيق المتدفق، لكنّ العمّات الثماني عشرة كن إلى حد ما لامباليات في تصرفاتهن حيث رفعت إحداهنّ كأسها عن طريق الصدفة وسكبت بعض الرحيق على فستان بونيكا، ثمّ وقفت بونيكا التي كانت شابةً جميلة وأنيقة جدًا، بغضب عندما رأت البقعة على فستانها الأحمر.
قالت بغضب: أنت حقًا مهملة للغاية، قد تخاف أخواتي الأخريات منكن، لكننّي لست كذلك! ثمّ غضبت العمّات أيضًا وقلنّ: كيف تجرؤ هذه الشّابة على إهانتنا بهذه الطريقة! وبهذا جمعن ثيابهن وقمن، ثمّ احتشدت جميع الخادمات حولهنّ وقلن: بونيكا صغيرة وعديمة الخبرة! يجب ألا تحملن لها أي سوء نية! غدًا ستذهب إليك بنفسها، وتنال عقابها!
لكنّ العمّات الثماني عشر لم يستمعن لهن وانصرفن، وعندئذ أيضاً غادرت الخادمات مشتتات بين أزهار الحديقة واختفين، وجلس العالم لفترة طويلة تائهًا في شوق الحلم، وفي المساء التالي عادت الخادمات مرة أخرى، وقلن للعالم: كلنا نعيش في حديقتك، وكل عام تعذبنا الرياح العاتية، ولذلك طلبنا دائمًا من العمّات الثماني عشرة حمايتنا، لكن بونيكا أهانتهنّ بالأمس، والآن نخشى ألا يساعدننا أكثر.
لكننا نعلم أنّك كنت دائمًا على استعداد جيد تجاهنا، وهو أمر نشعر بالامتنان تجاهه، والآن لدينا خدمة كبيرة نطلبها منك، أن تقوم كل يوم من أيام السنة الجديدة بصنع علم قرمزي صغير وترسم عليه الشمس والقمر وخمسة كواكب، وتنصبه في الجزء الشرقي من الحديقة، عندها نترك نحن الأخوات بسلام ونُحمى من كل شر، ولكن منذ انقضاء يوم رأس السنة الجديدة لهذا العام، نرجوك أن تقوم بإعداد العلم في الحادي والعشرين من هذا الشهر.
لأنّ الريح الشرقية قادمة والعلم يحمينا منه! لقد وعد العالم أن يجعلهن يفعلن ما يحلو لهن، وقالت جميع الخادمات بصوت واحد: نشكرك على لطفك العظيم وسنرد لك الجميل! ثمّ انصرفن وملأن رائحة عطرة بالحديقة كلها، ومع ذلك، قام العالم بوضع علم أحمر كما هو موصوف، وعندما بدأت الريح الشرقية تهب في وقت مبكر من صباح اليوم المعني، قام بوضعه بسرعة في الحديقة.
فجأة اندلعت عاصفة برّية تسببت في ثني الغابات وكسرّ الأشجار، لكنّ الزهور في الحديقة وحدها لم تتحرك، ثمّ لاحظ العالم أن سالكس أصبحت الصفصاف، وبرونوفورا تحولت إلى البرقوق، وبيرسيكا الخوخ، وبونيكا الرمّان، وكانت تزهر بقوة الرياح ولا يمكن أن تتأثر أو تتمزق، ومع ذلك، كانت عمّات الزفير الثمانية عشر أرواح الرياح.
وفي المساء، جاء جميع أقزام الزهور وأحضروا للعالِم زهورًا مشعة كهدية شكر، ثمّ قالوا: لقد أنقذتنا، وليس لدينا أي شيء آخر يمكننا تقديمه لك، إذا أكلت هذه الزهور ستعيش طويلاً وتتجنب الشيخوخة، وإذا كنت بدورك ستوفر لنا الحماية كل عام، فعندئذ نحن والأخوات، سنعيش طويلاً، قام العالم بما أخبروه وأكل الزهور، وتغيرت شخصيته وأصبح شابًا مرة أخرى مثل شاب في العشرين، وبمرور الوقت بلغ الحكمة الخفية.