من أكثر الفئات العمرية التي تحب قراءة القصص هي الأطفال، وتكون قصص الأطفال في أغلب الأحيان ذات مغزى وتحكي عن خلق حميد وتنبذ الخلق السيء، وفي أغلب الأحيان تحتوي هذه القصص على أحداث غير حقيقة ولا تمت للواقع بصلة؛ حيث من الممكن أن تكون أبطال القصة من الحيوانات وتكون هذه الحيوانات تتكلّم ولديها بعض الصفات المشابهة للإنسان.
الهدف من هذه القصص في النهاية هو إيصال فكرة معيّنة بأسلوب يناسب القدرة الاستيعابية لدى الطفل، وسنحكي في هذه القصة عن خلق سيء وهو السرقة وكيف كانت عاقبة الذي يسرق، وستحكي القصة أيضاً عن عاقبة الابن الذي يخرج من دون استئذان أمّه.
سارق الجزر:
في يوم من الأيام كان هنالك أرنبان أخوان، وكانا يسكنان مع والدتهما الأرنبة التي كانت تعتاد على الذهاب كل يوم لإحضار الطعام لأطفالها، وفي يوم من الأيام ذهبت هذه الأرنبة كعادتها لإحضار الطعام، وكانت هذه الأم تحب أطفالها وتخاف عليهما كثيراً، فقامت بتوبيخهما وتحذيرهما من الخروج من المنزل أثناء غيابها فأجابها الأولاد: حسناً يا أمي.
خرجت هذه الأرنبة وبقي أطفالها بالمنزل، ولكن بعد قليل قال أحد الأخوين: يا شقيقي نحن لدينا أربعة أرجل مثل أمنا تماماً فلماذا لا نذهب ونخرج من المنزل كما تفعل هي، هيا بنا نخرج لنتمشّى قليلاً قبل عودة أمنّا، وافق الأرنب على كلام شقيقه وخرجا سوية ليمشيا معاً.
فجأة وأثناء سيرهما وجدا قفص صغير، وكان ينبعث من هذا القفص الصغير رائحة طيبة ولذيذة، فقاما بالاقتراب لكي يروا ما بداخله، وعندما قاما بفتحه إذ به الجزر وهو الطعام المفضّل لهما، فقاموا بأكل الكثير من الجزر الذي بداخله حتّى تبّقى منه جزرة واحدة وذهبا مسرعين إلى المنزل، وكانت أمهما قد تأخّرت بالعودة، فقام الأرنبان الشقيقان بتخبئة الجزر لكي لا تراه الأم.
حل المساء وعادت الأم وكان يبدو عليها علامات التعب والحزن، فسألها واحد من أطفالها ما هو سبب حزنها، فقالت لهما إنّها كانت تقوم بجمع الجزر في قفص لكي تحضره لهم، وعندما تعبت وجمعته عادت فلم تجد منه إلّا جزرة واحدة، عندما سمع الأولاد بذلك حزنا كثيراً وقرّرا أن يقومان بالاعتراف لوالدتهما بما اقترفاه في غيابها.
عندما سمعت الأم ما قاله أطفالها حزنت وغضبت كثيراً، وقامت بتوبيخهما على فعل السرقة وأنّه لا يجوز للمرء أن يأخذ شيء ليس ملك له، وقالت لهما إن عقوبة السارق كبيرة من الله، ولكنّها فرحت لأنّهما قاما بالاعتراف بما اقترفا من فعل؛ لذلك وعدها أطفالها أن لا يعودان لهذا الفعل وأنّهما لن يقومان بمغادرة المنزل في غيابها أبداً.