قصة سعيد والبطيخة

اقرأ في هذا المقال


من أكثر الصفات الذميمة التي حذرنا منها رسولنا الكريم هي البخل، فالناس تكره الشخص البخيل مهما كانت صفاته الأخرى، سنحكي في قصة اليوم عن رجل بخيل كان يريد استغلال جيرانه والاحتيال عليهم بأخذ نقودهم، ولكن جاء ولد ذكي اسمه سعد لقنّه درساً لن ينساه عن البخل والبخلاء.

قصة سعيد والبطيخة:

كان هنالك ولد اسمه سعيد، كان يحب فعل الخير ومساعدة الآخرين، وكان محبوباً من قبل الناس بسبب هذه الصفات الرائعة، وفي مرّة من المرّات كان سعيد يسير في الشارع وقام جاره بمناداته، كان هذا الرجل بخيل جدّاً وجميع الناس يعرفون صفاته السيئة؛ لذلك نصحوا سعيد بعدم الرد عليه.

كان سعيد يعلم أيضاً بصفات هذا الرجل السيء، بالإضافة إلى أنّ أحد أصدقائه قام بتذكيره بما فعل مع أحد الجيران حينما احتال عليه وأخذ منه نقود ليكمل ما يحتاج من مشتريات، ولكن سعيد قال لصديقه: أنا لا أستطيع أن لا أرد عليه ولكن سوف ألقّنه درساً بسبب صفاته السيئة، وعندما التفت ورد عليه قال له جاره: أيها الولد الطيب خذ هذا الدينار وقم بشراء الطعام لي ولخروفي، واشتري لي شيئاً أتسلّى به في البيت.

كان هذا الرجل ينظر لسعيد نظرات خبيثة، واندهش ممّا سمعه هو وأصدقائه، ولكن أخذ الدينار من جاره وطلب من أصدقائه مرافقته إلى السوق، وكان يفكّر أن يقوم بعمل حيلة يمكر بجاره بها؛ من أجل تلقينه درساً على أفعاله.

عندما وصل سعيد وأصدقائه للسوق قام بشراء نصف بطيخة حمراء، وكان ثمنها نصف دينار؛ فدفع للبائع ثمنها ووضع الباقي بجيبه، ثم عاد لجاره وقال له: تفضّل لقد قمت بشراء الطعام لك كما طلبت مني، أراد الجار البخيل بالتحدّث؛ فقاطعه سعيد قائلاً: لقد بحثت لك في كل السوق عن أفضل شيء لتأكله أنت وخروفك، ولم أجد أفضل من هذه البطيخة أنظر إليها إنها حمراء وناضجة وتبدو لذيذة.

أكمل سعيد قائلاً: هذه البطيخة سوف تأكلها، وعندما تنتهي من أكلها قم برمي القشر للخروف ليأكله، أما البزر الذي بداخله فقم بتغسيله وتنشيفه ثم تسلّى به، اندهش الجار البخيل من ذكاء سعيد وحيلته، ولكن سعيد لم يكن ليأخذ النقود لنفسه، ونظر لجاره وأعطاه النصف دينار وقال له: عليك أن تستخدم ذكائك في فعل الخير وليس في الاحتيال على الناس. شعر الرجل البخيل بالخجل من نفسه، وفهم أن سعيد الطفل الذكي لقنّه درساً لن ينساه.


شارك المقالة: