من يفعل الخير حتماً سيردّ له هذا الخير في يوم من الأيام، هذا ما حدث مع مازن الذي كان فقيراً وتحوّل حاله من الفقر إلى الغنى، وعندما قابل رجلاً مسكيناً قرّر أن يساعده ويفعل الخير معه، وفي يوم خسر مازن ماله وعاد فقيراً بسبب إنفاقه على الآخرين، ولكنّه بسبب الخير الذي قدّمه وجد الرجل ذاته وقدّم له المساعدة.
قصة شمعة الخير
في إحدى القرى يسكن مازن في كوخ بسيط جدّاً، وكان يكاد يجد قوت يومه؛ حيث كان الكوخ الذي يسكن به آيلاً للسقوط، وكان دائماً ما يلبس ملابس مهترئة من شدّة فقره، حدث أن مازن كان له عم عجوز في بلاد بعيدة، وكان عمّه هذا ثري جدّاً، وعندما توفّى حصل مازن على ورث جيّد من عمّه، وتحوّلت حياته من فقر إلى غنى وترف.
عندما صار مازن من الأغنياء صار يشتري الكثير من الملابس والطعام، وبسبب ذلك تقرّب منه جميع من حوله، وصاروا في أغلب الأحيان يشاركونه ما يقوم بشرائه، وفي يوم من الأيام بينما كان مازن في السوق إذ مرّ بجانبه رجل فقير، ولكن تجاهل الناس الموجودون في السوق هذا الرجل المسكين.
تعجّب مازن من تجاهل الناس لهذا الرجل الفقير، واقترب من هذا الشخص المحتاج وأعطاه مبلغاً جيّداً من المال، شكره الرجل الفقير، ولكن مازن قال له: لا يجب أن تشكرني، فنحن يجب أن نساعد بعضنا البعض، مضت الأيام وخسر مازن كلّ ما يمتلك من نقود وعاد فقيراً؛ والسبب في ذلك هو إنفاقه على من حوله ومشاركتهم له في طعامه ولباسه.
ولكن عندما عاد مازن فقيراً وصار يحتاج المساعدة ممّن حوله، تفاجأ بأنّ الجميع تجاهله ولم يعد أحد يزوره أو يصادقه، وبينما هو يجلس في الشارع حزيناً إذ مر به رجل مجهول؛ حيث كان يمشي ويضع الغطاء فوق رأسه، طلب من مازن أن يرافقه إلى منزله، فسار مازن ورائه حتّى وصلا إلى منزل فخم وجميل.
تساءل مازن عن هذا المنزل فقال له الرجل الغريب: أنا هو الرجل الفقير الذي ساعدته، وعندما أعطيتني مبلغ المال اشتغلت به في التجارة، وبفضل مالك هذا أصبحت ثريّاً ولدي منزل كبير، وأنا الآن أريد أن أعطيك ضعف المبلغ الذي قدّمته لي، عندما فرح مازن وشكر هذا الرجل قال له: لا يجب عليك أن تشكرني يجب علينا أن نساعد بعضنا البعض.