قصة عاقبة الكسل

اقرأ في هذا المقال


لكل مجتهد نصيب، سنحكي في قصة اليوم عن أم لديها ابنتين واحدة منهن كانت كسولة، أمّا الأخرى فكانت نشيطة وتحب العمل وتتقنه، وبسبب هذا الإتقان حصلت على مكافأة كبيرة جعلتها تمتلك الذهب الكثير.

قصة عاقبة الكسل

في إحدى الأزمان القديمة تسكن أم لديها ابنتين وهما ماريا وإيزابيل، كانت ماريا فتاة كسولة وقبيحة الشكل على العكس من أختها إيزابيل التي كانت جميلة ونشيطة ومجتهدة في عملها، ولكن الأم كانت تحب ماريا ولا تحب إيزابيل؛ والسبب في ذلك هو أن ماريا هي ابنتها، أمّا إيزابيل هي ابنة زوجها من أم أخرى.

ولهذا السبب كانت الأم تعطي إيزابيل جميع الأعمال المنزلية لتفعلها وتنجزها لوحدها، أمّا ابنتها ماريا فكانت فتاة مدلّلة وتعتني بها أمّها كثيراً، ولم تكن الأم تعطي مهام المنزل لإيزابيل فقط، بل كانت تطلب منها أن تقوم بمهمة الغزل، وكانت تذهب كل يوم بجانب البئر وتغزل، وفي يوم من الأيام بينما كانت تغزل إذ جرح اصبعها، واتسخ الغزل بالدماء.

فكّرت إيزابيل ماذا ستفعل؛ فوضعت الغزل داخل البئر لتغسله بالماء، وعندما انحنت لتضع الغزل بماء البئر كان المغزل قد وقع منها داخل البئر، ولم تكن تعرف ماذا ستفعل؛ لذلك ذهب لأمّها لتخبرها بذلك وعندما علمت أمّها بوقوع المغزل في البئر غضبت وطلبت من إيزابيل أن تخرجه بأي طريقة، عادت إيزابيل وكانت زوجة أبيها قد وبّختها بأنّها لن تستطيع تدبير مغزل آخر.

لم تكن تعلم إيزابيل ماذا ستفعل، ولكنّها اضطرّت للنزول إلى البئر لمحاولة إخراج المغزل، ولكنّها عندما نزلت في البئر حدث معها شيء غريب، وفجأة وجدت نفسها داخل حديقة جميلة جدّاً، ومليئة بالأشجار والأزهار، وبينما هي تسير داخل هذه الحديقة إذ وجدت فرن بداخله الخبز، وعندما اقتربت من هذا الفرن سمعت صوت الخبز يقول لها: هيا يا إيزابيل أخرجينا من الفرن فسوف نحترق.

أخرجت إيزابيل الخبز من الفرن؛ فشكرها الخبز وسارت لتكمل طريقها في الحديقة العجيبة، وجدت شجرة تفاح تقول: من يأخذ التفاح من على أغصاني قبل أن يقع على الأرض ويفسد، فجاءت وبدأت تقطف التفاح وجمعته في سلة، ومن ثم أكملت طريقها حتى وجدت كوخ تسكنه امرأة عجوز.

اقتربت إيزابيل من هذا الكوخ وكانت تشعر ببعض الخوف؛ والسبب في ذلك هو أن هذه العجوز لديها شكل وأسنان غريبة، ولكن العجوز طمأنتها وقالت لها: لا تخافي أنا فقط ابحث عن فتاة جميلة مثلك تعتني بمنزلي، ومن ثم تقوم بوضع الريش على فراشي، وأنا سوف أوفّر لها بالمقابل الطعام والشراب.

وافقت إيزابيل على هذا العرض، وصارت تنظّف منزل العجوز كل يوم وتضع الريش على فراشها كما تطلب، فرحت العجوز بهذه الفتاة، ولكن في يوم من الأيام جاءت إيزابيل وقالت للعجوز: أنا أحبّك كثيراً لأنّك طيبة واعتنيتِ بي ولكن يجب علي أن أعود لمنزلي، حزنت العجوز لأنّها ستفارق الفتاة الطيبة، ولكنّها أمسكت بيدها وساعدتها على العودة.

سارت معها حتى وصلا إلى باب ذهبي، وأخبرت العجوز إيزابيل أن عليها عبوره، عندما عبرت إيزابيل هذا الباب وجدت نفسها خارج البئر وهي مغطّاة  بالذهب من رأسها لقدمها، ووجدت كذلك المغزل بيدها، وسمعت صوتاً يقول لها: هذا الذهب مكافأة لكِ على خدمتكِ لي.

عادت إيزابيل إلى المنزل، وعندما رأتها زوجة أبيها تفاجأت بالذهب الذي تحمله، سألتها زوجة أبيها عن مصدر هذا الذهب؛ فأخبرتها إيزابيل عن قصّتها، شعرت زوجة أبيها بالطمع، وقرّرت أن ترسل ابنتها ماريا لتفعل ما فعلته إيزابيل علّها تعود بالذهب، فذهبت ماريا وفعلت تماماً مثلما فعلت أختها، قامت بجرح اصبعها وانحنت لتغسل الغزل بالبئر، ومن ثم سقطت بداخله.

وجدت ماريا نفسها بداخل الحديقة العجيبة، وعندما سمعت صوت الخبز الذي طلب منها أن تخرجه من الفرن، قالت ماريا بنفسها: لن أجعل يداي تتسخ من الفرن، مضت وأكملت طريقها، وعندما رأت شجرة التفّاح وطلبت منها أن تلتقط التفاح قالت في نفسها: وما حاجتي بالتفاح الفاسد هذا، وأكملت طريقها وقابلت العجوز وطلبت منها الاعتناء بمنزلها.

لكن ماريا الكسولة رفضت أن تعمل؛ فهي ليست معتادة على العمل كأختها إبيزابيل، وعندما عادت العجوز ووجدت ماريا تجلس في المنزل ولم تفعل شيئاً؛ طلبت منها العودة، وفجأةً وجدت مار يا نفسها خارج البئر وقد غطّاها الطين، وسمعت صوتاً يقول لها: هذا جزاء كسلك


شارك المقالة: