يجب علينا أن نبدأ بتعليم الأطفال أهمية شهر رمضان الكريم وأهمية الصيام، هذا ما فعلته والدة عدنان مع ابنها؛ حيث عندما بدأ عدنان بالصيام كان قد اشتهى طبقه المفضّل ولكنّه لم يجده، ولكن تفاجأ بأن هذا الطبق قد أتاه من حيث لا يدري، وفرح به كثيراً.
قصة عدنان وطبق رمضان
عدنان ويارا يسكنان مع عائلتهما في منزل كبير وواسع، ومع اقتراب شهر رمضان الكريم كان من عادة العائلة أن تقوم بعمل زينة للمنزل؛ احتفالاً بهذا الشهر الفضيل الذي يحلّ عليهم مرّةً من كل سنة، وقام عائلة عدنان بصنع زينة جميلة، وعندما رأتها يارا أعجبت بها وقالت: ما أجمل زين رمضان!، أمّا عدنان فأعجب بزينة المنزل، بالإضافة إلى أنّه طلب من والده أن يأخذه للشارع؛ وهذا من أجل أن يستمتع برؤية الزينة التي توضع في هذا الشهر.
ولشدة فرح عدنان بهذا الشهر قرّر أن يصوم هذه السنة، وصار عدنان يصوم كل يوم ويشعر بالجوع والعطش الشديدين؛ وهذا بسبب عدم تناوله الطعام أو الشراب لفترة طويلة؛ فهو لم يكن معتاداً على الصيام بعد، وفي أوّل يوم مع اقتراب وقت الإفطار كان عدنان يستلقي على سريره لأخذ الراحة، وبدأ يشعر وكأنّ معدته تصدر أصواتاً غريبة من شدّة الجوع والعطش، بعد ذلك بدأ عدنان يتخيّل شكل الطعام على الطاولة، وخاصّةً الملوخية وهي طبقه المفضّل.
وكان عدنان يطلب طبق الملوخية من أمّه كل يوم، ولشدّة حبّه لهذه الأكلة كان يطلبها في جميع الوجبات الرئيسية، ولكنّه عندما ذهب إلى المطبخ ليرى والدته ماذا تصنع، دخل المطبخ وبدأ يتخيّل بأنّه سيشتم رائحة الملوخية، ولكنّه تفاجأ بأنّها لم تكن رائحة الملوخية، بل كانت رائحة أكلة هو لا يحبّها وهي أكلة الباميا، شعر عدنان وقتها باليأس والغضب وصار يصيح بصوت عالي: يا إلهي، هل تصنعين الباميا لنا يا أمّي! أنا لا أحبها، أنا أريد الملوخية فقط أنا أريد الملوخية فقط.
ولكن لم يكن أمام عدنان إلّا أن يتقبّل طبق الباميا، بعد قليل قامت والدته بوضع طبق باميا صغير، وطلبت من عدنان أن يذهب به لإيصال هذا الطبق للجارة أم سامر، ذهب عدنان وهو يحمل طبق الباميا للجارة أم سامر، وكانت هي تسكن الطابق الثاني، فتحت له الباب وقال لها عدنان: تفضلي هذا الطبق من والدتي وهي تقول لكِ (كل عام وأنتِ بخير)، أخذت منه الجارة الطبق ودخل وعادت وهي تحمل طبق المعكرونة وقالت له: وهذا الطبق أريد منك أن توصله لجارتنا أم أحمد في الطابق الثالث وقل لها : (كل عام وأنتِ بخير).
ذهب عدنان ومعه طبق المعكرونة لأم أحمد، وعندما فتحت له الباب، ذهبت وعادت وهي تحمل طبق القطايف وطلبت منه أن يوصله لجارتها أم عادل في الطابق الرابع، وبينما كان عدنان يصعد الدرج ليوصل الطبق للجارة أم عادل، اشتم الرائحة التي يعشقها وهي رائحة الملوخية، فصار يقول: لماذا لم تطهو لنا والدتي الملوخية اليوم.
وعندما وصل لأم عادل دخلت وعادت وهي تحمل طبق المهلبية، وطلبت منه أن يوصلها للجارة أم معاذ في الطابق الأخير، أخذ عدنان الطبق وذهب ليوصله للجارة أم معاذ، وعندما فتحت له أم معاذ الباب أخذت منه الطبق وشكرته، ومن ثم دخلت وعادت وهي تحمل بيدها طبقاً آخر، وكان هذا الطبق مغطّى بإحكام كي يوصله لوالدته بسلام، وقالت له: أعطي هذا الطبق لوالدتك وقل لها: رمضان كريم.
أخذ عدنان الطبق وعاد به إلى المنزل وهو يستذكر رائحة الملوخية الشهية التي كان قد اشتمها على الدرج، وعندما حان وقت الإفطار بدأت والدته بإعداد السفرة، وضعت الباميا، ووضعت معها الطبق الذي كان قد أحضره عدنان من الجارة أم معاذ، تفاجأ عدنان عندما قامت أمّه بفتح الطبق بأنّه كان طبق الملوخية اللذيذ، فرح عدنان وصاح: يا إلهي طبقي المفضّل وطلب من أمّه ان تحضر له بعض الليمون.
ضحكت أمّه وضحك الجميع من فرحة عدنان بهذا الطبق، فقالت له والدته: سوف أكافئك يا بني لأنّك أتممت صيامك لهذا اليوم، وأنا أعدك غداً أن أصنع لك طبقك المفضّل هذا، فرح عدنان كثيراً لأنّه سيأكل طبقه المفضّل اليوم الأوّل والثاني من شهر رمضان المبارك.