من أسوأ الصفات لدى الأطفال هي العناد، ويجب علينا أن نعلّم أطفالنا أهمية إطاعة أوامر الوالدين، سنحكي في قصة اليوم عن ولد شديد العناد، وكان يعصي أوامر والديه ولا يرتدي ملابسه بالشكل الصحيح، ولكن لشدّة عناده تعرّض لتجربة تعلّم منها درساً قاسياً عن عصيانه لأوامر والديه.
قصة عناد ماركوس
كان هنالك ولد اسمه ماركوس، يعيش مع عائلته ووالديه، كان والده يعمل مهندساً معماريّاً، أمّا والدته فكانت تعمل بإحدى المستشفيات، لم يكن ماركوس سعيد جدّاً في حياته؛ فهو كان دائماً يحب اللعب ولكنّه لا يجد من لديه الوقت لذلك، فكلا والديه يعملان خارج المنزل ويقضيان أغلب أوقاتهما به.
كان لدى ماركوس هواية أخرى وهي اللعب بأغراض أبيه؛ وعلى الرغم من توبيخ أبيه المستمر له، إلّا أنّه كان دائماً يعبث بأقلامه مرّة وبخرائطه مرّةً أخرى، ومن أكثر ما كان يستفز والده أنّ ماركوس كان شديد العناد؛ حيث لا يسمع لكلام والديه، ويقوم أحياناً بلبس ملابس أبيه كاملة.
كانت والدته دائماً تنصحه باللعب مع الحيوانات في الحديقة، ولكنّه عنيد ولا يريد تقبّل النصائح من أحد، وكان لديه عادة غريبة؛ حيث كانت والدته تعاني منه بعد الاستحمام، كان لا يلبس ثيابه كاملة، ويلبسها بطريقة غريبة جدّاً.
ماركوس كان بطيء الحركة أيضاً؛ حيث كان والداه دائماً في عجلة من أمرهما، ولكن كان هو يتعمّد التباطؤ بأداء المهام لشدّة عناده، وفي مرّة من المرّات كان والد ماركوس ووالدته في عجلة من أمرهما للذهاب إلى العمل؛ فطلب والده منه أن يقوم بلبس ثيابه بسرعة كي لا يتأخّر أي منهما على عمله، ولكن ماركوس رفض أن يكون سريعاً؛ لذلك غضب والده منه وقال له: سوف أجعلك تذهب اليوم إلى المدرسة عارياً.
لأن ماركوس كان عنيداً وافق على ذلك وقال لوالده: حسناً لا مانع لدي سأخرج عارياً، خرج ماركوس ووقف أمام منزله من دون ملابس وكان ينتظر سيارة والده، وبينما هو كذلك إذ جاء أحد مزارعي الخنازير في المنطقة، وكان هذا المزارع ضعيف النظر، ولسوء حظ ماركوس ظن هذا المزارع أن ماركوس هو من أحد خنازيره؛ فهو لم يلبس نظّارته هذا اليوم.
أخذ ماركوس ووضعه مع خنازيره في السيارة، وبدأ ماركوس بالاستنجاد، ولكن هذا المزارع أيضاً كان ضعيف السمع، فظلّ ماركوس بين الخنازير ووسط الروائح الكريهة، وكان يوماً سيئاً بالنسبة له، ظلّ والداه يبحثان عنه حتى وجدوه أخيراً بعد عناء شديد بين الخنازير.
حكى ماركوس لوالديه عن تجربته الأليمة مع الخنازير، ووعد والديه منذ ذلك اليوم أن يرتدي ملابسه بالشكل الصحيح، وأن يتوقّف عن عناده ويطيع والديه في كلامهما، فرح والديه لذلك وأصبح ولدهم العزيز الأنيق.