قصة أعواد القصب

اقرأ في هذا المقال


أحياناً تأتي السعادة من أبسط الأمور، وليس شرطاً أن ينفق الشخص أموالاً كثيرة أو يجتهد ليحصل عليها، سنحكي في قصة اليوم عن فتاة كانت والدتها مريضة، وهي حزينة لا تعرف كيف تجعلها سعيدة؛ حتى ساعدها عود من القصب وطلب منها أن تصنع منه مزماراً تعزف به لوالدتها، وكان هذا أيضاً جزاء المعروف بالاهتمام بهذه النبتة وسقايتها دائماً.

قصة أعواد القصب:

كانت علا تعيش مع والدتها المريضة في المنزل، استيقظت في الصباح الباكر كعادتها في تمام الساعة السابعة، وهو الوقت المعتاد أن تعطي الدواء لوالدتها، بدأت تستيقظ من الفراش كالقطة الصغيرة، وعندما نهضت ذهبت لغرفة أمّها المستلقية بفراشها وهي تأن من شدّة الألم.

دخلت عُلا على والدتها وقالت لها: صباح الخير يا أمّي، كيف حالك اليوم؟ ردت عليها أمّها: بخير يا ابنتي، حاولت علا أن تساعد أمّها في النهوض ولكن دون جدوى، فحاولت مرّة أخرى ولكنها لم تستطع أيضاً، شعرت علا بالحزن الشديد وبدأت بالبكاء.

لم تكن تريد أن تُظهر حزنها وبكائها لوالدتها؛ لذلك أدارات وجهها للنافذة التي تطل على حديقة المنزل، أرادت بذلك إخفاء تلك الدموع والحزن عن والدتها، فلاحظت أن الزنابق في الحديقة يبدو عليها الذبول؛ فخرجت لتجلس بالحديقة وكانت تجلس بجوار أعواد القصب، وتجلس وهي تشعر بالإحباط وتضع يديها على خديها.

فجأةً اهتز واحد من هذه الأعواد وأصدر صوتاً غريباً ناعماً وقال لها: اهدئي يا علا واطمئني، أنا لدي فكرة سوف تساعد بالترويح عن والدتك، فرحت علا وقالت: وما هي الفكرة؟ فرد عليها العود: اقطعيني إلى ثمانية قطع واثقبي ستة من الثقوب في طرف واحد، ثم وثقباً واحداً من الطرف الآخر.

تفاجأت علا وقالت للعود: ولكنك أيها العود ستتألّم من ذلك، فرد عليها: لا عليكِ فوالدتك طالما كانت تعاملني بالحسنى، وتسقيني عندما أعطش وتعتني بي وكأني واحد من أبنائها، فعملت علا ما طلبه العود منها، وبدأت تنفخ بالعود وهو على فمها بشكل مائل.

وفجأةً صدر صوت شجي من هذا العود، وامتزج بصوت زقزقة العصافير حتّى أصبح لحناً رائعاً، وسمعت علا صوت تصفيق بعدما انتهت من النفخ على العود، وعندما التفتت وجدت والدتها تقف على نافذة المنزل وتصفّق وهي سعيدة، حتى الزنابق التي كانت ذابلة بجوار النافذ قد تفتّحت، شعرت علا بالفرح لأن والدتها استطاعت النهوض واستطاعت أن ترسم الابتسامة على وجهها.


شارك المقالة: