قصة قصيدة أبا خالد نفسي وقت نفسك الردى

اقرأ في هذا المقال


اعتاد الشعراء على رثاء من يريدون رثائه بعد أن يموت، ولكن شاعرنا أجبر على أن يرثو أميرًا من الأمراء بينما كان ما يزال حيًا.

من هو أبو صخر الهذلي؟

هو عبد الله بن سلمه السهمي وهو من بني مرمض من هذيل، وكان يكنى بأبي صخر، وهو من شعراء العصر الأموي.

قصة قصيدة أبا خالد نفسي وقت نفسك الردى

أما عن مناسبة قصيدة “أبا خالد نفسي وقت نفسك الردى” فيروى بأن الشاعر أبو صخر الهذلي كان ملازمًا لأبي خالد عبد العزيز بن عبد الله بن أسيد، وكان كثيرًا ما يمدحه في قصائده، وفي يوم من الأيام وبينما هو في مجلسه، قال له عبد العزيز بن عبد الله: يا أبا صخر، أريدك أن ترثيني بقصيدة، وأنا حي، حتى أسمع كيف تقولها، ولكي أعرف كيف سيكون رثائك لي من بعد أن مدحتني وأنا على قيد الحياة، فقال له أبو صخر الهذلي: أقسمت عليك الله أيها الأمير أن تعفيني من ذلك، وإني أعيذك الله مما تقول، وأدعوه أن يقدمني عليك، فقال له عبد العزيز: ليس من ذلك بد، وعندما رأى أبو صخر إصراره على ذلك أخذ ينشد قائلًا:

أبا خالد نفسي وقت نفسك الـردى
وكان بها من قبل عثرتك العثـر

لتبكك يا عبد الـعـزيز قـلائص
أضر بها نص الهواجر الـزجـر

يرثي الشاعر أبو صخر الهذلي عبد العزيز بن عبد الله، ويقول له بأنه عندما يموت سوف يبكي عليه جميع الناس، حتى أن أبناء الإبل سوف تبكي عليه.

سمون بنا يجتـبـن كـل تـنـوفة
تضل بها عن بيضهن القطا الكدر

فما قدمت حتى تواتـر سـيرهـا
حتى أنيخت وهي ظالـعة دبـر

ففرج عن ركبانها الهم والطـوى
كريم المحيا ماجد واجد صـقـر

أخو شتوات تقتـل الـجـوع داره
لمن جاء لا ضيق الفناء ولا وعر

ولا تهنئ الفـتـيان بـعـدك لـذة
ولا بل هام الشامتين بك القـطـر

وإن تمس رمساً بالرصـافة ثـاوياً
فما مات يا بن العيص نائلك الغمر

وذي ورق من فضل مالك مـالـه
وذي حاجة قدر شت ليس له وفر

فأمسى مريحاً بعد ما قـد يؤوبـه
وكل به المولى وضاق به الأمـر

وعندما سمع عبد العزيز بن عبد الله ما قال فيه أمر له بضعف ما كان يعطيه على القصائد التي مدحه فيها، وأمر أبنائه أن يحفظوا هذه القصيدة وأن يرووها.

الخلاصة من قصة القصيدة: كان أبو صخر الهذلي في يوم في مجلس عبد العزيز بن عبد الله بن أسيد، فأمره عبد العزيز أن يرثيه بقصيدة، فأقسم عليه أبو صخر أن لا يجبره على ذلك، ولكنه أصر، فرثاه بقصيدة.


شارك المقالة: