قصة قصيدة أجارتنا إن الخطوب تنوب
أمّا عن مناسبة قصيدة “أجارتنا إن الخطوب تنوب” فيروى بأن امرؤ القيس بعد أن قُتل أباه، أقسم بأن يثأر له، ولكي يتمكن من تحقيق ذلك طاف على معظم القبائل العربية يستنجد بهم، ويطلب منهم القتال معه، وعندما لم يتمكن من أن يجمع ما يكفي من الرجال لكي يقاتلوا معه، توجه إلى بلاد الروم، ودخل إلى القسطنطينية، وتوجه إلى قصر ملك الروم، ودخل عليه، وطلب منه أن ينصره، فاستجاب ملك الروم لطلبه، ومده بالرجال والعتاد، فحارب قاتلي والده، وانتصر عليهم.
وبعد ذلك أقام في بلاد الروم فترة، وعندما قرر أن يغادر عائدًا إلى بلاده، اكتشف ملك الروم بأن امرؤ القيس كان قد أغوى إحدى أميراته، وبعد أن خرج امرؤ القيس من البلاد، ألحقه الملك بثوب مسموم مع أحد غلمانه على شكل هدية، وعندما قام امرؤ القيس بارتدائها، مرض مرضًا شديدًا، حيث أن السم سرى في كافة أنحاء جسمه، ولكنه استمر بالمسير نحو قبيلته، وبينما هو في الطريق، والمرض يشتد عليه أكثر فأكثر، وأحس بأن الموت قريب منه، مر من عند قبر، فقرأ على القبر بأنه لإحدى بنات ملوك الروم، وكان اسم هذه الفتاة مارية، وكان هذا القبر قريب من جبل يقال له عسيب، فجلس امرؤ القيس بالقرب من القبر ووضع يده عليه، ومن ثم أنشد قائلًا:
أَجَارَتَنَا إِنَّ الخُطُوبَ تَنُوبُ
وَإِنِّي مُقِيمٌ ما أقام عَسِيب
أَجَارَتَنَا إِنَّا غَرِيبَانِ هَاهُنَا
وَكُلُّ غَرِيبٍ لِلغَريبِ نَسِيب
نبذة عن امرؤ القيس
هو جندح بن حجر بن الحارث الكندي، ولد في عام خمسمائة ميلادي، وهو من الشعراء ذوي المكانة الرفيعة في العصر الجاهلي، خاله عدي بن ربيعة الملقب بالمهلهل، وهو أحد أبرز الشعراء العرب على مر التاريخ، لقب بامرؤ القيس، وهو من قبيلة كندة، وكان يلقب بالملك الضليل.
كان في بداية حياته يخالط الصعاليك، ويتغزل بالنساء بشعر غير أخلاقي، ويمضي وقته باللهو، ومخالطة النساء، فقام والده بنفيه إلى موطنه الأصلي في حضرموت في اليمن، وبقي هنالك حتى قُتل والده، فعاد لكي يثأر له.
توفي امرؤ القيس في عام خمسمائة وأربعون ميلادي في أنقرة.