قصة قصيدة أخذ الكرى بمعاقد الأجفان

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أخذ الكرى بمعاقد الأجفان

أمّا عن مناسبة قصيدة “أخذ الكرى بمعاقد الأجفان” فيروى بأن محمود سامي البارودي لم يستطع أن يكمل دراساته العليا، فترك الدراسة والتحق بالجيش السلطاني، ولكن وبعد أن قضى فترة من الزمن في الجيش تركه لكي يعمل في وزارة الخارجية، وقضى فترة في العمل في السلك الدبلوماسي، ولكنه حنّ إلى حياة الجندية، وبالفعل في عام ألف وثمانمائة وثلاثة وثمانون ترك معية الخديوي، وعاد إلى الجيش، وقد وضعه الخديوي قائدًا على كتيبتين من كتائب جيشه، وبينما هو في منصبه هذا أثبت كفاءته العالية في العمل العسكري.

وفي أثناء خدمته في الجيش اشترك في الحملة العسكرية التي ساعدت الجيش العثماني في إخماد الفتنة التي كانت وقتها في جزيرة كريت، واستمر في هذه المهمة لمدة سنتين، وقد أبلى وقتها البلاء الحسن، وقد وصف الحرب التي خاضها في قصيدة رائعة، تعد واحدة من أفضل قصائده، حيث قال فيها:

أَخَذَ الْكَرَى بِمَعَاقِدِ الأَجْفَانِ
وَهَفَا السُّرَى بِأَعِنَّةِ الْفُرْسَانِ

وَاللَّيْلُ مَنْشُورُ الذَّوَائِبِ ضَارِبٌ
فَوْقَ الْمَتَالِعِ وَالرُّبَى بِجِرَانِ

لا تَسْتَبِينُ الْعَيْنُ فِي ظَلمَائِهِ
إِلَّا اشْتِعَالَ أَسِنَّةِ الْمُرَّانِ

نَسْرِي بِهِ مَا بَيْنَ لُجَّةِ فِتْنَةٍ
تَسْمُو غَوَارِبُهَا عَلَى الطُّوفَانِ

فِي كُلِّ مَرْبَأَةٍ وَكُلِّ ثَنِيَّةٍ
تَهْدَارُ سَامِرَةٍ وَعَزْفُ قِيَانِ

تَسْتَنُّ عَادِيَةٌ وَيَصْهَلُ أَجْرَدٌ
وَتَصِيحُ أَحْرَاسٌ وَيَهْتِفُ عَانِي

قَوْمٌ أَبَى الشَّيْطَانُ إِلَّا نَزْغَهُمْ
فَتَسَلَّلُوا مِنْ طَاعَةِ السُّلْطَانِ

مَلأُوا الْفَضَاءَ فَمَا يَبِينُ لِنَاظِرٍ
غَيْرُ الْتِمَاعِ الْبِيضِ وَالْخُرْصَانِ

فَالْبَدْرُ أَكْدَرُ وَالسَّمَاءُ مَرِيضَةٌ
وَالْبَحْرُ أَشْكَلُ وَالرِّمَاحُ دَوَانِي

وَالْخَيْلُ وَاقِفَةٌ عَلَى أَرْسَانِهَا
لِطِرَادِ يَوْمِ كَرِيهَةٍ وَرِهَانِ

نبذة عن محمود سامي البارودي

هو محمود سامي بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري، ولد في عام ألف وثمانمائة وثمانية وثلاثون ميلادية في مدينة القاهرة في مصر، وقد ولد محمود البارودي في أسرة لها علاقة وثيقة بعائلة الخديوي الحاكمة وقتها.

كان في نشأته شديد الحب للأدب، فاطلع على التراث العربي في الأدب، وقرأ دواوين الشعراء، وحفظ العديد منها، ومنهم أبو تمام والبحتري وأبو الطيب المتنبي، ويعتبر رائدًا من رواد مدرسة الإحياء في الشعر العربي الحديث.

توفي في عام ألف وتسعمائة وأربعة في مدين القاهرة.


شارك المقالة: