قصة قصيدة أسائلكم عنها فهل من مخبر

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم شيئًا من خبر أحمد بن عيسى الخراز، وشيئًا من أقواله.

قصة قصيدة أسائلكم عنها فهل من مخبر

أما عن مناسبة قصيدة “أسائلكم عنها فهل من مخبر” فيروى بأن أحمد بن عيسى الخراز وهو أحد علماء السنة والجماعة، وهو من أهل بغداد، كان واحدًا من مشاهير المتصوفين الذين اشتهروا بالعبادة والمجاهدة والورع والمراقبة، وله في ذلك العديد من المصنفات، وله العديد من الكرامات والأحوال والصبر على الشدائد، ومن جيد كلامه قوله: إذا بكت عين الخائف فقد كاتب الله بدموعه، ومما قال: العافية تستر البر والفاجر، فإذا حل البلاء عرف الرجال، وقال: كل باطن يخالفه ظاهر فهو باطل، وقال: الاشتغال بالماضي تضييع للحاضر، وقال: ذنوب المقربين حسنات الأبرار.

وفي يوم من الأيام سئل عن قول رسول الله صل الله عليه وسلم: “جبلت القلوب على حب من أحسن إليها”، فقال: اتعجب ممن يحسن إليه أحد سوى الله ولا يميل إليه، وفي يوم طلب منه ابنه دينارًا من الفضة، فقال له: اصبر يا بني، فلو أردت أن ترد الملوك إلى بابي ما تأخروا عني، وفي يوم قال: المحب يتعلل لمحبوبه بكل شيء، ولا ينشغل عنه بشيء، فيتبع آثاره، ولا يدع استخباره، ومن ثم أنشد قائلًا:

أسائلكم عنها فهل من مخبر
فمالي بنعمى بعد مكة لي علم

يتساءل الشاعر في هذا البيت إن كان هنالك من يخبره إن كان هنالك نعمة من بعد مدينة مكة المكرمة، وإن كان هنالك فليخبره لأنه ليس له علم بسواها.

فلو كنت أدري أين خيم أهلها
وأي بلاد الله إذ ظعنوا أموا

إذا لسلكنا مسلك الريح خلفها
ولو أصبحت نعمى ومن دونها النجم

وتوفي أحمد بن عيسى في عام مائتان وسبع وسبعون للهجرة.


شارك المقالة: