قصة قصيدة أسرعت بي حثا إليك خطائي

اقرأ في هذا المقال


نذكر لكم اليوم شيئًا مما جاء في كتاب ابن سيابة ليحيى بن خالد البرمكي.

من هو ابن سيابة؟

هو إبراهيم بن سيابة، وهو كاتب وشاعر من العصر العباسي، من أهل الكوفة في العراق.

قصة قصيدة أسرعت بي حثا إليك خطائي

أما عن مناسبة قصيدة “أسرعت بي حثا إليك خطائي” فيروى بأن رجلًا يقال له ابن سيابة بعث بكتاب إلى يحيى بن خالد البرمكي، وكتب له في هذا الكتاب: للكريم الجواد، من إذا أراد أمرًا أدركه، من كان أجداده مجيدون، الوزير الفاضل، الشامخ، الذي يبذل ما عنده للناس، أفضل من في قومه، من رجل يستجير بك، وهو بائس ضرير، فبعد الحمد لله ذو العزة القدير، فإني أدعوه لك وإلى الصغير والكبير بالرحمة العامة والبركة التامة.

ومن ثم أكمل: أما بعد، فانتهز يا مولاي الفرصة تسلم، ومن يرحم الناس فإن الله سوف يرحمه، ومن يحرم الناس فإن الله سوف يحرمه، ومن يحسن إليهم يغنم، ومن يصنع المعروف فلن يعدم، وقد وصلني بأنك غاضب مني، وغفلتك عني بما لا أقوم ولا أقعد، فإني لست بإنسان صحيح، ولا بميت مستريح، فإني قد هربت بعد الله منك إليك، وتحملت بك عليك، ولذلك قلت:

أسرَعَت بي حثًّا إليك خطائي
فأناخَت بمُذنِبٍ ذي رجاءِ

راغبٍ راهبٍ إليك يُرجِّي منك
عفوًا عنه وفَضْلَ عَطاءِ

ولعَمْري ما من أصرَّ ومن تابَ
مُقِرًّا من ذَنْبِه بسَواءِ

يطلب الشاعر في هذه الأبيات من يحيى بن خالد البرمكي أن يعفو عنه، بعد أن أقر بنبه الي اقترفه.

ومن ثم أكمل قائلًا: فإن أردت يا مولاي، أراك الله ما تحب، وأبقاك في خبر دائم، ألا تزهد فيما ترى من تخضعي وتضرعي، وتذللي وتضعفي، فإن كل ذلك ليس بطبيعتي، وإني لا أتصنع ولا أخدعك، ولكن كل ذلك خشوع وتضرع وتذلل، من دون أي ضارع أو مهين، وإني لم أكن متذللًا إلا لمن يستحق، فإن التذلل لمثلك هو عز ورفعة وشرف.

الخلاصة من قصة القصيدة: بعث ابن سيابة بكتاب إلى يحيى بن خالد البرمكي يطلب منه أن يعفو عنه بسبب خطأ اقترفه.


شارك المقالة: