قصة قصيدة أعيذك أن يكون بنا خمول

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أعيذك أن يكون بنا خمول

أمّا عن مناسبة قصيدة “أعيذك أن يكون بنا خمول” فيروى بأن أبو خالد يزيد الراضي بالله بن المعتمد كان قد تولى إمارة الجزيرة الخضراء بأمر من أبيه، وكان الراضي من أهل العلم والأدب، لا يكل ولا يمل من مطالعة الكتب والدراسة، فكان قد قرأ جميع كتب القاضي أبي بكر بن الطيب، كما وأنه قد أشرف بنفسه على مذهب محمد بن حزم الظاهري، فدرس جميع الأصول في ذلك المذهب، كما وأنه قد ذهب إلى النظر والاختيار من بينها.

كما أنه كان عالي الهمة، وعنده علم بالشرعيات، وكان بالإضافة إلى ذلك يقف عند الطبيعيات، وكان عنده علم بالعرب وأنسابهم، وحافظ للغاتهم وآدابهم،

ولد له سبعة من الأبناء، وهو أقل بني عباد ولدًا، وكان هو شاعر بني عباد من بعد أبيه، بل أنه كان أقوى عارضة من أبيه، بالمقابل فقد كان والده ألطف طبعًا وأرق صنعًا.

وعندما تم خلع أبيه من ملكه، عزل هو من حكم رندة، وكان ذلك بعد أن خاطبه على عهود أخفرت ومواثيق كانت قد نقضت، فكان مقتله في عام أربعمائة وأربع وثمانين للهجرة.

ومن شعر الراضي من المعتمد حينما قال في النسيب:

مرّوا بنا أصلاً من غير ميعاد
فأوقدوا نار شوقي أيّ إيقاد

وأذكروني أياماً لهوت بهم
فيها، ففازوا بإيثاري وإحمادي

لا غرو أن زاد في وجدي مرورهم
فرؤية الماء تذكي غلّة الصادي

كما وله شعر كان يخاطب أبيه فيه، وكان ذلك لأن أبيه قد أنهض جماعة من إخوانه من دونه، فكتب في ذلك قصيدة، وبعثها إلى أبيه مع أحد أبنائه:

أعيذك أن يكون بنا خمول
ويطلع غيرنا، ولنا أفول

حنانك، إن يكن جرمي قبيحاً
فإن الصفح عن جرمي جميل

نبذة عن الراضي بن المعتمد

أبو خالد يزيد الراضي بالله بن المعتمد بن عباد، وهو أحد أبناء المعتمد بن عباد أمير إشبيلية وقرطبة في عصر ملوك الطوائف في الأندلس.

تولى حكم مدينة رندة نيابة عن والد المعتمد، وقد قتل الراضي بن المعتمد غدرًا بعد أن سلم مدينة رندة إلى المرابطين في عام أربعمائة وأربع وثمانين للهجرة.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: