نروي عليكم اليوم شيئًا من صفات الملك العادل بن أيوب، كما ونروي لكم شيئًا من أخباره.
من هو قائل الأبيات؟
هو شاعر مجهول من شعراء العصر الأيوبي، لم يرد اسمه في كتب التاريخ لقلة أخباره وشعره.
قصة قصيدة ألام على بكائي خير ملك
أما عن مناسبة قصيدة “ألام على بكائي خير ملك” فيروى بأن الملك العادل بن أيوب قد كان واحدًا من أعظم السلاطين في المملكة الأيوبية، وكان حازمًا داهية، يضرب فيه المثل في إفساد قلوب أعدائه، وكان يمنع حتى يوصف بالبخل، ويكرم في مواضع الكرم حتى يوصف بالجود، وكان صلاح الدين الأيوبي يأخذ برأيه، وفي يوم من الأيام كان محاصرًا للفرنج في عكا، فأتاه أحدهم بكتاب مصور في مكايد الحروب، فقال له: إني لا أحتاج إلى مثل هذا الكتاب.
وكان كثير المداراة والحزم، ومن ذلك أن رجلًا قال له في يوم وهو في مكان يقال له سماطه يأكل: يا أيها الملك إنك لم توفي معي، ولم تراعي سابق خدمتي لك، فأمر رجاله أن يمسكوا به، ويخرجوا صرة من رداءه، فأمسكوا به وأخرجوا الصرة، وفتحوها، وإذ بها سم، فقال له: كيف تدعي بأني قليل الوفاء وأنا أعلم منذ أعوام بأنك تريد أن تسمني بهذا السم، وقد جعل لك رجل عشرة آلاف دينار على ذلك، وذكر له اسم الرجل، ومن ثم أكمل: فلم أمكنك من نفسي، ولم أشعرك بشيء، وتركتك على حالك، فلم أغير عليك نعمة، ومن ثم أمر بأن يعيدوا السم إلى الصرة، وقال له: خذها، فإن مكن الله لك علي فلك ما أردت، فأخذ الرجل يبكي ويقبل الأرض بين يديه، ويستسمح منه.
وقد توفي الملك العادل في عام ستمائة وخمس عشرة للهجرة، ودفن في المدرسة العدلية في مدينة دمشق، وهي المدرسة التي أنشأها للشافعية، وقد رثاه العديد من الشعراء عندما مات، ومنهم شاعر أنشد يرثيه قائلًا:
ألام على بكائي خير ملك
وقل لي بكائي بالنجيع
يرثي الشاعر الملك العادل، ويقول يلومونني على بكائي عليك يا خير الملوك، وبكائي عليك قليل لا يوفيك حقك.
به كان الشباب جميع عمري
ودهري كله زمن الربيع
ففرق بيننا زمن خؤون
له شغف بتفريق الجميع
الخلاصة من قصة القصيدة: كان الملك العادل بن أيوب واحدًا من أعظم الشعراء في العصر الأيوبي، وكان ملكًا حازمًا وداهية، وكان يبالغ في المنع حتى يصفوه بالبخل، ويبالغ في الإعطاء حتى يصفوه بالكرم.