هنالك العديد من الشعراء المتيمين، الذين كانت أكثر أشعارهم فيمن يحبون، ومن هؤلاء الشعراء شاعرنا جميل بثينة الذي ارتبط اسمه بمن يحب من شدة حبه لها.
من هو جميل بثينة؟
هو جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي، شاعر من الشعراء المتيمين في العصر الأموي.
قصة قصيدة ألا أيها الربع الذي غير البلى
أما عن مناسبة قصيدة ” ألا أيها الربع الذي غير البلى” فيروى بأن كثير عزة دخل في يوم من الأيام إلى مجلس الخليفة عبد الملك بن مروان، وجلس معه، وبينما هما جالسان قال الخليفة لكثير: يا كثير أخبرني بشيء من أخبار جميل بن معمر، فقال له كثير: أمرك يا مولاي، ففي يوم لقيت جميل، فوقفت معه، وأخذنا نتحدث، فقال لي: هل تريد المسير معي نحو حي بثينة؟، فقلت له: نعم، وسرنا سوية صوب ديار بثينة، حتى اقتربنا من موضعها، فقال لي: اذهب إليها، وأخبرها بمكاني، فدخلت إلى الحي، وتوجهت إلى بثينة، وأخبرتها بمكان جميل، وأنه يريد لقائها، وعدت إليه، وجلسنا ننتظر.
وبينما نحن ننتظر إذ اقبلت هي ونسوة من أهل حيها، وعندما رأينه تركنها، وتوجهن عائدات إلى الحي، وابتعدت أنا الآخر عنها، فجلس الاثنان، وبقي الاثنان جالسان من أول الليل حتى شق الصباح، وعندما عزمت بثينة على العودة إلى حيها، اقتربت منه، وأسرت له سرًا، فوقع مغشيًا عليه، ولم يوقظه سوى حر الشمس، وعندما أفاق أخذ ينشد قائلًا:
أَلا أَيُّها الرَبعُ الَّذي غَيَّرَ البَلى
عَفا وَخَلا مِن بَعدِ ما كانَ لا يَخلو
يتذكر جميل الأماكن التي كان يقابل فيها بثينة، وقد كانت مليئة باللحظات الجميلة، ولكنها الآن تخلو من كل ذلك بعد أن انقطعت عن لقياه.
تَذأَبُ ريحُ المِسكِ فيهِ وَإِنَّما
بِهِ المِسكُ إِن مَرَّت بِهِ ذَيلَها جُملُ
وَما ماءُ مُزنٍ مِن جِبالٍ مَنيعَةٍ
وَلا ما أَكَنَّت في مَعادِنِها النَحلُ
بِأَشهى مِنَ القَولِ الَّذي قُلتِ بَعدَما
تَمَكَّنَ مِن حَيزومِ ناقَتِيَ الرَحلُ
فَما رَوضَةٌ بِالحَزنِ صادٍ قَرارُها
نَحاهُ مِنَ الوَسمِيِّ أَو دِيَمٌ هُطلُ
بِأَطيَبَ مِن أَردانِ بَثنَةَ مَوهِناً
أَلا بَل لِرَيّاها عَلى الرَوضَةِ الفَضلُ
الخلاصة من قصة القصيدة: خرج جميل بثينة مع كثير عزة إلى ديار بثينة في يوم، وعندما وصلا، دخل كثير إلى الحي وأخبر بثينة بمكان جميل، وعندما أتته جلس الاثنان طوال الليل يتحدثان، وعندما أرادت أن تنصرف أسرت له بسر، فوقع مغشيًا عليه، وعندما أفاق أنشد شعرًا.