قصة قصيدة ألا ثكلتك أمك عبد عمرو

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ألا ثكلتك أمك عبد عمرو

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا ثكلتك أمك عبد عمرو” فيروى بأن طرفة بن العبد خرج في يوم من الأيام من اليمام، وتوجه صوب الحيرة، وكان يريد من ذلك التقرب من الملك عمرو بن هند، ومجاورته، لعله يحصل على المال مقابل هذا القرب من الملك، وعندما وصل إلى الحيرة، ودخل إلى مجلس الملك، قام بمدحه بالعديد من القصائد الجميلة، وجازاه الملك عليها خير جزاء، ولكن طرفة بن العبد أحس بأنه لم يكرم قدومه عليه، كما كان يجب عليه أن يفعل، وفي يوم من الأيام أساء الملك لطرفة، ولم يعد يعامله كما كان يعامله من قبل، فقام طرفة بهجائه هو وأخيه قابوس، قائلًا:

قَسَمتَ الدَهرَ في زَمَنٍ رَخيٍّ
كَذاكَ الحُكمُ يَقصِدُ أَو يَجورُ

لَنا يَومٌ وَلِلكِروانِ يَومٌ
تَطيرُ البائِساتُ وَلا نَطيرُ

فَأَمّا يَومُهُنَّ فَيَومُ نَحسٍ
تُطارِدُهُنَّ بِالحَدَبِ الصُقورُ

وَأَمّا يَومُنا فَنَظَلُّ رَكباً
وُقوفاً ما نَحُلُّ وَما نَسيرُ

ولكن الملك عمرو بن هند لم يسمع ما قال فيه طرفة بن العبد، حتى دخل عليه في يوم رجل يقال له عبد عمرو بن بشر، وأخبره بأن طرفة هجاه في شعر، وأنشد عليه الأبيات التي هجاه فيها، وكان يريد من ذلك الانتقام من طرفة كونه هجاه هو الآخر.

وعندما سمع الملك الأبيات وما فيها من كونه لا يصلح لأن يكون ملكًا، وأن نعجة سوف تكون أفضل منه في منصبه، غضب غضبًا شديدًا، وأبى أمر معرفته بالشعر سرًا لنفسه، وقرر أن ينتقم من طرفة، ثم أرسل لعامله في البحرين بكتاب، وأمره في هذا الكتاب بأن يقتل طرفة، فقام بقتله.

وعندما وصل خبر مقتل طرفة إلى أخته الخرنق، أنشدت تهجو عبد عمر، وهو من وشى بأخيها إلى الملك، قائلة:

أَلا ثَكِلَتكَ أُمُّكَ عَبدَ عَمرٍو
أَبالخِزيات آخَيتَ المُلوكا

هُمُ دَحُّوكَ لِلوَرِكَين دَماً
وَلَو سَأَلوا لأَعطَيت البُروكا

فَيَومُكَ عِندَ مومَسَةٍ هَلوكٍ
كَصِلَّ الرَّجع مِزهَرُها ضَحوكا

نبذة عن طرفة بن العبد

هي الخرنق بنت العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وهي أخت الشاعر طرفة بن العبد، شاعرة من العصر الجاهلي.


شارك المقالة: