قصة قصيدة أما الزبير فأكفيكه
أمّا عن مناسبة قصيدة “أما الزبير فأكفيكه” فيروى بأن الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان في يوم من الأيام في مجلس، وبينما هم جالسون قال علي: لقد منيت بأطوع الناس في الناس وهي عائشة رضي الله عنها، وبأفطن الناس وهو طلحة بن عبيد الله القرشي، وبأشجع الناس وهو الزبير بن عوام، وبأكثر الناس أموالًا وهو يعلى بن أمية، وبأكرم رجل في قريش وهو عبد الله بن عامر.
فقام رجل من أنصار رسول الله صل الله عليه وسلم، وقال له: هل تسمح لي بالكلام يا أمير المؤمنين؟، فقال له علي بن أبي طالب: تكلم يا أخي، فقال الرجل: والله يا أمير المؤمنين إنك أشجع من الزبير بن عوام، وأفطن من طلحة بتت عبيد الله القرشي، وأطوع في الناس من عائشة رضي الله عنها، وأكرم مت عبد الله بن عامر، وإن مال الله أكثر من مال يعلى بن منية، وليكون كما قال الله سبحانه وتعالى: {فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}، ففرح الخليفة علي بن أبي طالب بما سمع من هذا الرجل، ثم قام رجل آخر من الأنصار، وأخذ ينشد قائلًا:
أما الزّبير فأكفيكَه
وطلحةُ يكفِيكه وَحْوحهْ
ويَعْلَى بن منية عند القِتال
شدِيد التثاؤبِ والنحنحه
وعايّشُ يكفِيكها واعِظ
وعائش في الناس مستنصَحه
فلا تجزعنّ فإن الأمور
إذا ما أتيناك مستنجَحه
وما يصلح الأمر إلا بنا
كما يصلح الجبن بالإِنْفَحَهْ
قال ففرح الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقوله، ودعا له، ومن ثم قال له: بارك الله فيك، فأما الزبير فطلب منه علي رضي الله عنه أن يعود، فرجع فقام بنو تميم بقتله، وأما طلحة طلب منه وحوحة أن يعود وكان صديقه، وكان من القراء، فذهب لينصرف فرماه رجل من عسكرهم فقتله.
حالة الشاعر
كانت حالة الشاعر عندما ألقى هذه القصيدة الفخر بالخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإخباره بأن قومه سوف يكونون معه، ولن يتوانوا عن عن إصلاح الأمر للخليفة.