قصة قصيدة أيشتمني معاوية بن صخر
لا يجب علينا أن نحكم على الشخص من شكله، وإنما على شخصه وأفعاله، ومن الذين حكموا على الرجل من شكله معاوية بن أبي سفيان، الذي حكم على شريك الأعور من شكله.
أما عن مناسبة قصيدة “أيشتمني معاوية بن صخر ” فيروى بأن معاوية بن أبي سفيان جلس في يوم من الأيام في مجلسه، ومن ثم أمر خدمه أن يدخلوا الناس إلى المجلس، فدخل إلى المجلس أشراف العرب، وكان ممن دخل إلى المجلس شريك بن الأعور الحارثي، وجلس الناس، فأخذ معاوية يلتفت إلى الحاضرين، ورأى شريك، فقال له: ما اسمك؟، فقال له: اسمي شريك، فقال له معاوية: لا يوجد لله شريك، وإنك أعور، والصحيح أفضل من الأعور، وإنك لقبيح، والجميل أفضل من القبيح، فما سبب سيادتك لقومك؟، فقال له: والله إنك قد أحميت أنفي، ولا بد لي من إجابتك، فوالله إنك معاوية، وإن معاوية هو كلب عوى، وإنك ابن صخر، واللين أفضل من الصخر، وإنك ابن حرب، والصلح أفضل من الحرب، فما سبب سيادتك لقومك؟، فغضب معاوية غضبًا شديدًا، وقال لأحد خدمه: أخرجه من مجلسي، ولكن شريك قام قبل أن يصله الخادم، وخرج وهو ينشد قائلًا:
أيشتمني معاوية بن صخر
وسيفي صارم ومعي لساني
يتساءل الشاعر في هذا البيت إن كان معاوية بن صخر أهلًا لأن يشتمه، وهو فارس من فرسان العرب، وله لسان يقوى على الرد على الإهانة.
وحولي من ذوي يمن ليوث
ضراغمة تهش إلى الطعان
تعيرني الدمامة من سفاه
وربات الحجال من الغواني
ذوات الدلّ في خيرات عصب
يحيون الهجان مع الحسان
فلا تبسط لسانك يا بن حرب
علينا إذا بلغت مدى الأماني
متى ما تدع قومك أدع قومي
وتخف الأسنة بالطعان
يجيبني كلّ غطريف شجاع
كريم قد توشح باليماني
فإن تك للشقاء لنا أميراً
فإنا لا نقرّ على الهوان
وإن تك أمية في ذراها
فإني في ذوي عبد المدان
نبذة عن الشاعر شريك الأعور
هو شريك بن الحارث بن عبد يغوث بن خلفة بن سلمة بن دهني الحارثي، لقب بشريك الأعور، شاعر من شعراء العصر الخلافة الراشدة والعصر الأموي.
الخلاصة من قصة القصيدة: دخل شريك الأعور إلى مجلس معاوية بن أبي سفيان، فنقص منه معاوية بن أبي سفيان، ولكن شريك رد عليه، وأغضبه، وخرج من المجلس وهو ينشد شعرًا.